23 ديسمبر، 2024 12:07 م

الكبار يدقون طبول “الحرب الباردة” .. الاتحاد الأوروبي يتحالف مع أميركا ضد روسيا والصين !

الكبار يدقون طبول “الحرب الباردة” .. الاتحاد الأوروبي يتحالف مع أميركا ضد روسيا والصين !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

خطوات متسارعة تنذر بقدوم حرب باردة بين القوى العظمى العالمية، فقريبًا ستشهد الساحة العالمية صراع محتم بين “الاتحاد الأوروبي”، بعد تحالفه مع “أميركا”؛ ضد التحالف الروسي مع “الصين” من جهة أخرى.

أمس الأول الأربعاء، أعلنت “واشنطن”، عن تعهدات تظهر رغبتها في ترميم التحالف مع “الاتحاد الأوروبي”، والتنسيق مع شركائها في مواجهة “روسيا” و”الصين”.

وبدأ وزير الخارجية الأميركي، “آنتوني بلينكن”، عملية الإقناع في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في “حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو)، الذي اختتم، مساء أمس الخميس، الرئيس، “جو بايدن”، بكلمة له خلال قمة قادة “الاتحاد الأوروبي”.

ورحّب قادة “الاتحاد الأوروبي” برسائل “واشنطن”؛ التي تهديء كثيرًا من مخاوفهم، وقال “بلينكن” لنظرائه في الـ (ناتو): “لن ترغم الولايات المتحدة حلفاءها على الاختيار بيننا وبينهم”.

وأضاف: “نعلم أن لحلفائنا علاقات معقدة مع الصين، لن تتطابق دائمًا مع علاقاتنا”.

وقال “بلينكن”: “نحن ندرك الحاجة إلى رؤية أكثر شمولية لتقاسم الأعباء”.

استعداد واشنطن للتشاور قبل اتخاذ أي القرار..

دبلوماسي أوروبي؛ قال: “أظهر بلينكن؛ أن واشنطن تدرك حجم الرهانات في رغبتها تنشيط التحالف والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف أن: “حديث بايدن مع قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمتهم، يُرسل الرسالة الصحيحة حول استعداده الصادق للتشاور مع الحلفاء قبل اتخاذ أي قراره”.

في الوقت ذاته، حذر الأمين العام لحلف الـ (ناتو)، “ينس ستولتنبيرغ”، من التحديات التي تطرحها “روسيا”، قائلاً إنها: “تنشر قدرات نووية جديدة”.

استياء “روسي-صيني” من التصرفات الغربية..

وأستبق الخطوات الأوروبية والأميركية، ما أظهره وزيرا خارجية “الصين” و”روسيا”، الثلاثاء الماضي، من وحدة في المواقف، خلال اجتماعهما، وسط انتقادات وتلويح بعقوبات غربية ضد بلديهما؛ بسبب ملف حقوق الإنسان.

ورفض “وانغ يي” و”سيرغي لافروف”؛ ما اعتبراه: “قنصًا خارجيًا”، على نظاميهما السياسي، وقالا إنهما يعملان على تعزيز التقدم العالمي في قضايا تتراوح بين تغير المناخ إلى جائحة فيروس (كورونا).

كما وجه البلدان، اللذان تشهد علاقاتهما مع الغرب توترًا متزايدًا، الدعوة لعقد قمة في “الأمم المتحدة”، في بيان مشترك، بعد محادثات مشتركة بين وزيري الخارجية.

إلى ذلك، نقلت وكالة (تاس) للأنباء، عن “لافروف”؛ قوله إن “موسكو” و”بكين” مستاءتين من التصرفات الأميركية. وأضاف أن “واشنطن” تستخدم التحالفات العسكرية والسياسية في حقبة ما بعد الحرب الباردة لتدمير البنية القانونية العالمية.

كما شدد على أن “روسيا” و”الصين” تعتبران عقوبات “الاتحاد الأوروبي” وغيرها من الإجراءات العقابية الغربية، غير مقبولة.

يُذكر أن “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا”؛ فرضت عقوبات على مجموعة من المسؤولين الصينيين، بسبب انتهاكات حقوقية مزعومة في “إقليم شينجيانغ”.

فيما تستعد “روسيا”، كذلك؛ لجولة جديدة من “العقوبات الأميركية” بشأن، ما تصفه “واشنطن”، بتدخل “موسكو”، في الانتخابات الرئاسية، عام 2020، في “الولايات المتحدة”.

توسيع تحالف من الدول المعارضة للعقوبات الأحادية..

وتحت العنوان أعلاه، كتبت “نتاليا ماكاروفا” و”فلاديسلاف فاسيلينكو”، في (فزغلياد)؛ حول ضرورة تشكيل تحالف بين “روسيا” و”الصين” ودول أخرى؛ ضد هيمنة “أميركا” وعقوباتها الأحادية.

وجاء في المقال: “بدأ عميد الدبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف، الإثنين، زيارة عمل للصين. وعشية لقائه بوزير الخارجية الصيني، أجرى لافروف مقابلة مفصلة مع صحافة، جمهورية الصين الشعبية. وأكد، من بين أمور أخرى، أن موسكو تؤيد تشكيل أوسع تحالف ممكن للدول المعارضة للعقوبات الأحادية الجانب”.

وتطرق الوزير الروسي إلى عدة طرق للتخلص من التبعية للهيمنة الاقتصادية الغربية. وقال “لافروف”: “يجب تقليل مخاطر العقوبات، من خلال تعزيز استقلالنا التكنولوجي، والتحول إلى التسويات بالعُملات الوطنية والعُملات العالمية، كبديل للدولار”.

قد يؤثر على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة..

وفي الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية والمدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، “آندريه كورتونوف”، إن من المهم أن حديث “لافروف” لم يقتصر على تعزيز التعاون بين “موسكو” و”بكين”، إنما شمل إنشاء تحالف دولي يعارض العقوبات الأحادية الجانب.

وشدد “كورتونوف” على أن: “مثل هذا التحالف، من الناحية السياسية، يمكن أن يعبر عن نفسه؛ إذا تمكنا من دمج عدد كبير من الدول فيه. عندئذ يمكن لمثل هذا التحالف التأثير في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة. سيكون من دول لا توافق على العقوبات الأميركية، أحادية الجانب، وهي جزء كبير من دول: جنوب العالم والهند والبرازيل وكوريا الجنوبية وإسرائيل وتركيا، وفي بعض النواحي دول الاتحاد الأوروبي”.

كما أشار الخبير في مركز تحليل الإستراتيجيات والتقنيات، “فاسيلي كاشين”، إلى أن: “الانتقال إلى مثل هذا التفاعل المضاد للعقوبات يمثل قضية حيوية بالنسبة لنا”.

في رأيه، لن يكون هناك ردة فعل مهمة من الغرب على مثل هذا التفاعل: فـ”لا يوجد غرب واحد في هذه القضية. هناك الولايات المتحدة وأقرب حلفائها، أي كندا وأستراليا. لكن موقف الاتحاد الأوروبي مختلف، وكذلك مواقف اليابان وكوريا الجنوبية. كلٌ يلعب لعبته الخاصة. المسألة في أن الصين هي أهم شريك تجاري لهم جميعًا”.

وأضاف “كاشين”: “بالطبع، ستسعى الولايات المتحدة إلى زيادة ضغط العقوبات على روسيا والصين، لكنها لن تكون قادرة على فعل أي شيء آخر، فقد دمرت قنوات الاتصال معنا ومع الصينيين”.

حرب باردة متعددة الأطراف..

من جهته، قال الخبير بالشأن الأميركي، “محمد سيد أحمد”؛ أن: “ما نشهده حاليًا هو حرب باردة، بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة؛ وروسيا والصين من جهة أخرى، لأن واشنطن أصبحت تدرك تمامًا أنها لم تُعد الوحيدة صاحبة القرار في هذا العالم؛ بل تشاركها روسيا والصين كقطب آخر، خاصة وأن موسكو لن تتخلى عن مصالحها، لذلك رأى الديمقراطيون أنه من المفيد إعادة التحالف مع أوروبا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة