الثورة تعني إثارة المنهج الاصلاحي وفلبه على طاولة الحكومات التي تشبعت بالفساد المتفشي بسلطتها وبكافة مفاصلها واشكالها الحاكمة , اما ما يعتقده البعض من مصالح آنية تترتب على عدم تحمل مسؤوليته الإصلاحية سواء بصورة الحصول على مكاسب مادية مرتبطة بالسلطان والمال أو بصورة ابتغاء السلامة والبعد عن الأذى، لن يجلب مستقبلا إلا الخراب على الجميع، وبشكل مؤلم وبشع لا يمكن تصوره وتوقع تأثيراته، فلكل فعل تأثيراته المتوالية المتراكمة السلبية أو الايجابية على المدى القريب والبعيد.
يأسفنا القول ان غالبية المجتمع المنطوي تحت رايات احزاب السلطه اليوم , هم لا يمتلكون الوعي الإصلاحي اللازم والحس الوطني الكافي , بل نلاحظهم قد انزووا على حافة مصالح فئوية وشخصية ضيقه ومكاسب فردية فانية , صدق عليهم القول امة قلبها مع الحسين وسيوفها مع سلطة الانحراف ..
-ما يلاحظ من تاريخ العراق الغني بالثورات .. لم تكن بالدرجة الاولى ثورات شعبية خالصة غالبا ماتكون مدعومة ومزعومة لصالح معين او قد تنشأ ثورية شعبية .. وتشق على دماءها حكومات عميله اخرى بديلة , كما حدث في ثورة عشرين التي اطاحت بالانكليز ليعتلوا العرش من بعدها عملاء لبريطانيا تم الانقلاب عليهم بعد سنوات بثوب عسكري مع دعم شعبي كبير لم يستمر بضع سنوات حتى جاء الانقلاب الثوري السلطوي عام 1958, لتعتلي العرش بالدماء لعشرات السنيين حتى تم اسقاطه على يد اميركا وحلفاءها عام 2003 ..واستبدلته باشكال عملاء اخرين متعددين على حساب القوى الوطنية الفاعله الشريفه , على الرغم من المحاولات اوالانشطة الثورية المتكررة لاطاحاتها الا ان كما ذكرت غالبية المجتمع منطوي متعامل مع احزاب السطة .. فيتم في كل مرة قمع تلك الانشطة الثورية للعلم ان الثورة هي نشاط سلمي شعبي سلاحها الوعي بمنهج اصلاحي ومطالبات شرعية وطنية بالحقوق والواجبات .. بعكس الحرب هي حراك تكتيكي مسلح .. لذلك فالحكومات الفاسدة تتعامل مع النشطاء الثوار على انهم خطر اعداء لهم ..فتوجه اسلحتها عليهم وتقمعهم في ساحاتهم .. بالتعاون مع عملائهم لذلك الثورات في العراق اخطر مايكون عليه في البلدان الاخرى لكثرة اجنحة العماله فيه وامست تفتقد الى رأس قائد ثوري حقيقي …
لذلك على النشطاء الثوار كسب قاعده جماهيرية مساندة كبيرة ومؤمنه بالمنهج الاصلاحي لتكسير اضلع العماله وايجاد رأس ثوري مصلح حقيقي لحال الوطن بمنئى عن الجاه والمال والسلطة ..ففي العراق مشهد عاشوراء يتكرر في كل مكان وزمان المصلح الحقيقي وحيدا كما هو الحال مع الامام الحسين عليه السلام فد بايعوه آلوفا مؤلفه , وفي ساحة الحرب لم يجد سوى 72 شخصا استعدوا بالتضحية الحقيقيه معه ,كما قد تكرر المشهد نفسه قبل واقعه الطف بأيام مع مسلم ابن عقيل عليه السلام الذي جاء سفيرا الى والي الكوفة وتعهد بمبايعته ثمانية آلاف شخصا من اهالى المدينة الا انه لم يجد سوى إمرأة ارمله واحدة قد آوته وقدمت اليه الماء إلا ابنها قد خانها واخبر السلطات عنه وتم قتله عليه السلام …هكذا بقي المشهد الثوري على حاله تخشى الجماهير مساندة الرساله الاصلاحية خوفا من ترهيب السلطات او الخضوع لترهيباتها وتجنب الاذى حتى يتداركو الاجيال فيما بعد فداحة ذلك التخاذل والتهاون وتنفجر الثورة وتقمع للأسباب اعلاه ..
إذن مما ذكر عناصر الثورة هي المنهج الاصلاحي وقاىد الاصلاح والجماهير المساندة للرساله هما سر ديمومة الثورة ونجاحها اذ احدهما يكمل الاخر فمنهج حقيقي وجماهير بلا قائد حقيقي يساوي فشل ومنهج اصلاحي وقائد حقيقي بلا جماهير مساندة يساوي فشل سواء بسواء فتقديم منهج اصلاح تغيير قيمي اخلاقي شامل ووعي بالحقوق والواجبات الإنسانية والوطنية بما يضمن لنا العدل والحياة الكريمة والآمان لنا ولمستقبل ابناءنا هو ما علينا تقديمه والايمان به ومساندته ..ولا تراجع ولا استسلام عن ذلك لا بالترغيب ولا بالترهيب ..
فإن انتصار الحكومات الظالمة وقضائها التكتيكي على معارضيها لا يعني انتصارها على المستوى الاستراتيجي، بل لا يعدو هذا الأمر مجرد نشوة آنية لابد أن تكشف الأحداث المتوالية أنها كانت تحفر قبرها بيدها، وتمهد لتطورات مستقبلية تقصر فترة بقاء حكامها في السلطة…
قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )