تتكشف بالتتابع والتمحيص وملاحقة الخبر واقتفاء أثر المعلومة، أسباب الإعتداء المبرمج سلفاً من قبل مجموعة غوغائية على موظف أمن أو خبير في شركة إستكشافات نفطية بريطانية تعمل في حقل “الرميلة” بالبصرة جنوب العراق بحجة تمزيقه راية ترمز للإمام الحسين “ع”. ويمكن حصرها بالتالي:
1- الهجوم يبرر للمالكي إمتصاص غضب “الجاني” البربري، وحماية “المجني عليه” بمنع تكرار الحادثة. باستقدام وبضغط إيراني شركات حماية “روسية” خاصة شبيهة بـ(بلاك ووتر) بعنوان “حماية الأجانب” رعايا وشركات ودبلوماسيين. تنفيذاً لاتفاقيته الأمنية الموقعة مع نظيره الروسي “ميدفيديف” في موسكو مؤخراً.
2- إلغاءه وتعطيله عقود نفط ممنوحة لشركات دول ترفض مسألة تجديد ولايته الثالثة وسلوكياته الوحشية ضد المواطنين والمستثمرين، ومنحها لشركات إيرانية واجهتها روسية صينية وهندية. إثر إتفاق المرجع السيستاني على وقف دعمه للمالكي وبطلب من لندن التي فوضت سفيرها ببغداد “سايمون كوليس” خلال لقاءهما مؤخراً في النجف بتسليم السيستاني رسالتها بنفض يدها عن المالكي. باعتبار لندن ملجأ ومشفى ومصرف المتدينين مختلفي الإنتماءات وتّمون عليهم.
3- لقاء مواقف روسيا الصين الهند الداعمة لطهران في الأُسرة ووكالة الطاقة الدولية، ستورد ذخائر وأسلحة هذه الدول لطهران (تحايُل على العقوبات) عبر عقود تسليح أمضاها المالكي وسدد نفقاتها سلفاً.
4- منح موسكو تراخيص إستقدام “شبيحة روس وقوقازيين وبلقان” لحماية منشآت موسكو النفطية والغازية في (البصرة وواسط) ومصالحهم التجارية على امتداد العراق فيما عدا “كردستان”. أي دفع ميزانية العراق نفقات شبيحة موسكو وسلاحها الذي يُقتل به العراقيين لقاء مواقف روسية داعمة للمالكي بالضد من منافسيه تواكب نظيرتها الإيرانية بالضد من الأميركية.
5- منح المالكي “موسكو” موطئ قدم (نصف قاعدة عسكرية) في مناطق النفط والغاز العراقية المشمولة بـ”إقليم الجنوب” بقيادته المستقبلية، لقاء تنازله عن رئاسة الحكومة لمرشح من (التحالف الشيعي) إن رفضت واشنطن بقاءه في السلطة، تقف وراءه عدة روايات أهمها:
6- السلاح الروسي الذي يمد النظامان- العراقي والإيراني- به لا لأن الرئيس الروسي “بوتين” أصبح (شيعياً)، بل لأن موسكو تتبادل مع النظامان المصالح. (الأول) أعطاها حضوراً كان الروس يحلمون به منذ أيام (القيصر) في جنوب العراق بمياهه ونفطه الدافئ. (الثاني) يُغرِق موارد العراق بالتزامات السلاح وعقوده التي تورد من موسكو لبغداد ثم لطهران.
7- إستدراج المالكي للحضور الروسي (نصف العسكري) إلى أرض النفط في العراق، سيستدرج حضوراً أميركياً بصفة “خبراء مكافحة إرهاب” موازياً لحضور موسكو ومراقبة أداءها في آن. إنه الجزء المتمم لإيران والعراق المُسْتَلحق في لعبة المنطقة بين موسكو وواشنطن ولندن.
8- جرى تذكير “بوتين” من قبل “أوباما” بعقود بلاده طويلة الأجل “نافذة المفعول” مع حكومة الراحل (صدام حسين) لإعادة تأهيل وإستثمار حقلي (مجنون، والرميلة) النفطيان. إستدرك بوتين بأنه عرض لايعوض لاستبدال دمشق الفقيرة المفجوعة ببغداد الغنية الموجوعة. وإن أوباما يريد إطعامه وجبة العراق ليّسهَل على أميركا إبتلاع سورية أو إقتسامها بينهما.
9- تثير صفقة السلاح الروسية العراقية الكبرى المسكوت عنها أميركياً، بقيمة 5 مليارات دولار، أسئلة كثيرة بمبدئها وبتوقيتها. فالنظام العراقي هو (مُنتج) سياسي لإحتلالٍ أميركي وحامٍ لمشروعه، والصفقة لخلق مناخ الخطر والتهديد في (جغرافيتا النفط “الخليجي” و”العراقي”) لتبرير الكثير من السياسات، القادم منها هو الأخطر. والتي بررت إستهداف مصالح لندن في البصرة.