23 ديسمبر، 2024 5:50 م

قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية .. فرص إحياء “الاتفاق النووي” معدومة !

قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية .. فرص إحياء “الاتفاق النووي” معدومة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بينما تقف “إيران” على مشارف عام شمسي جديد، ماتزال العقوبات قائمة مع تراجع بلادنا عن تعهداتها المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”.

وتسعى حكومة “حسن روحاني”، وفريق “وزارة الخارجية”، للقضاء على بعض المشكلات العالقة، خلال الأشهر الثلاث المتبقية من عمر الحكومة الحالية. لكن لا يبدو الطريق معبدًا.

وفيما يلي نص الحوار مع “علي بیگدلي”، خبير الشأن الدولي، مع موقع (خبر آنلاين) الإيراني؛ المقرب من “علي لاريجاني”…

إيران تتبنى دبلوماسية غير ممكنة..

“خبر آنلاين” : على مشارف العام الشمسي الجديد، ماتزال مشكلات “الاتفاق النووي” قائمة. فـ”الولايات المتحدة” لم تُعد لـ”الاتفاق النووي”، ولم ترفع العقوبات. وفق ما سبق، كيف ترى آفاق الدبلوماسية الإيرانية خلال العام الجديد ؟

“علي بیگدلي” : الدبلوماسية التي تتبناها “الجمهورية الإيرانية”، والتي تقول إننا لن نعود لـ”الاتفاق النووي” إلا في حال إلغاء إدارة “جو بايدن”، العقوبات المفروضة على “إيران”، غير ممكنة بسبب الفجوة العميقة من انعدام الثقة بين البلدين.

وقد استهلكت “واشنطن” الكثير من الوقت ولن تتخلى عن موقفها إزاء “إيران”. والرئيس الحالي، “بايدن”، يصارع “الكونغرس” الأميركي، الذي يضغط بدوره على الديمقراطيين في “البيت الأبيض”؛ للاستمرار في العقوبات.

هذا بخلاف تدخل اللوبيهات القوية في الأزمة؛ كاللوبي اليهودي التابع لـ”إسرائيل”، واللوبي العربي أي “المملكة العربية السعودية”. وهما يقومان بالضغط، بالتعاون مع أعضاء “الكونغرس”، على “بايدن”، والذي لم يرفع بدوره العقوبات بشكل عملي ويتخذ من مسألة “الاتفاق النووي” مجرد باب للدخول في مفاوضات، وبعد موافقة “إيران” سوف تصطدم بقضايا أخرى؛ مثل الموقف الإقليمي ومشكلة الصواريخ.

من ثم؛ فإن مستوى التوقعات الأميركية من “إيران” وفشل الدبلوماسية في تحقيق هذه التوقعات، بالتوازي مع تطور الاوضاع الإيرانية الداخلية، في غير صالح الرئيس، “روحاني”، يبدو إن إمكانية إجراء مباحثات بين “إيران” و”أميركا”؛ تواجه الكثير من المشكلات، والتي سوف تستمر في رأيي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

على كل حال؛ لا يرد المعارضون للحكومة أن يُنسب أي انتصار دبلوماسي إلى “روحاني”. فإذا كان من المقرر الاتفاق مع “الولايات المتحدة”؛ فلا بديل عن المفاوضات، بحيث تعود “إيران” للإلتزام بتعهداتها النووية وترفع “واشنطن” العقوبات.

ويقول الأميركيون لا سيبل لإلغاء عقوبات إدارة “دونالد ترامب”، طالما لم تُعد “إيران” إلى إلتزاماتها. من ثم فالأجواء أكثر تعقيدًأ بالنسبة للطرفين.

علاوة على ذلك، يبدو من تقرير “رفائيل غروسي”، الأخير؛ أن هناك المزيد من المشكلات في الطريق. ومن غير المستبعد أن يزيدوا من الضغوط على “إيران” في العام الجديد. وقد حذرت مرارًا من خسارة الأطراف الأوروبية كوسيط جدير بالثقة، وآمل في حل جزء من هذه المشكلات بعد إجراء الانتخابات.

إنقضاء مهلة “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”..

“خبر آنلاين” : بعد تقرير مجلس حكام “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، الأخير، وجهود الأطراف الأوروبية لاستصدار قرار ضد “إيران”، نجحت تحذيرات “محمد جواد ظريف”، وفريق الخارجية، في الحيلولة دون التصديق على هكذا قرار. ما هي طبيعة جهود فريق “الخارجية”، التي قادت الأجواء على الأقل باتجاه التحسن ؟

“علي بیگدلي” : من المخاوف الأوروبية والإيرانية على السواء؛ إنتهاء مهلة الأشهر الثلاث، المتفق عليها بين “إيران” و”غروسي”.

فإذا فشلت الحكومة الإيرانية في رفع العقوبات، فقد تقوم “إيران” بطرد مفتشي الوكالة الدولية أو رفع الكاميرات من المنشآت النووية الإيرانية.

لكن وإزاء الأجواء السياسية والاقتصادية الإيرانية، لا يبدو أن هذه الأشهر الثلاث سوف تشهد إنجازات خاصة، وسوف تعيش “إيران” عمليًا نفس الأجواء السابقة حتى إعلان نتائج الانتخابات على الأقل، لأن هناك الكثير من الأصوات حاليًا داخل “إيران”. وهذه الأصوات تثير قلق الأوروبيين الذي يتصورون وجود خلافات بين مؤسسات صنع القرار في “إيران”.

فرص إحياء الاتفاق منعدمة حاليًا !

“خبر آنلاين” : بالنظر إلى الفترة الماضية من عمر الإدارة الأميركية الجديدة، كيف ترى مصير “الاتفاق النووي” ؟.. هل من فرصة لإلغاء العقوبات كما تريد “إيران” ؟

“علي بیگدلي” : لا أعتقد بوجود أمل كبير في هكذا فرصة. إذ تنعدم عمليًا إمكانية إحياء “الاتفاق النووي”، الذي تم التوقيع عليه في العام 2015م، بسبب انسحاب إدارة “ترامب”، وتقاعس الأطراف الأوروبية.

وتقع “الولايات المتحدة” تحت ضغط كبير، من “إسرائيل” ودول الخليج، ولا تستطيع حل المشكلات المتعلقة بـ”إيران”، لقاء كسب رضا هذه الأطراف.

فإذا كانت “إيران” تنتظر إحياء “الاتفاق النووي”، فالفرصة تكاد تكون معدومة. لأنهم يتوقعون أن تقوم “إيران” بإجراء تعديل على سياساتها وإستراتيجياتها، ومن غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الإيرانية الجديدة سوف تقبل بذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة