19 ديسمبر، 2024 1:18 ص

على أعتاب الوطن الضائع..

على أعتاب الوطن الضائع..

تموت الأحلام ويرحل الأمل بعيداً ويعيش الشعب في يأس على مشنقة الوعود الكاذبة فيولد الأحباط وأطفال أتعبها البرد والجوع… فتسرد لهم الأم قصة الأغنياء وموائد الفاكهة ليخلدوا للنوم وتتكرر المأسات يومياً ليوم جديد في أنتظار الأمل.
فتنهض الأم صباحاً تبحث عن لقمة خبز لسد جوع أطفالها الذي يبكون ، لم تنفع توسلاتها للرب فتأخذ اطفالها وتوزعهم على أشارات المرور وتتخذ موقعاً عند باب المسجد وتسمع خطيب المسجد يحث الناس على الصبر والموعظة وان غداً سيكون أجمل، فترفرف دموعها فرحاً تتأمل غداً سيكون أجمل.. وعند خروج المصلين تمتد يديها وتبكي من مال “الله” وتخبرهم ان أطفالها جوعا لم يناموا الليل فيخبروها الم تسمعي خطيب المسجد الصبر وان غداً ليوم جميل، وتذهب الى كبيرهم مولاي اعطني ما اعطاك الله فينهرها أذهبي من هنا فمن يتمسك بالرب لا يكون فقيراً، وتتوسل مراراً ومراراً وتقول اعطني خبزاً وسأعبد ربك اين كان فالجوع يا مولاي لا يرحم، هكذا مسرحية الفقراء في بلادي يوزعون الموت لهم في المجان ويمنعون عنهم الخبز..

كل خطباء المعابد يوصوك بالصبر وتحمل الجوع ويفرضون الزكاة وفقراء بلادي تفترش الأرض فراشاً وعند الموت يستدعوك لتدافع عنهم، هُناك أمراة تبيع كليتها لتطعم أطفالها وهُناك رجل يبيع أبنتهُ لرجل كبير ليطعم اطفاله، الخطباء يمارسون الحُب ليلاً وسراً على موائد ليلية بها ما لذ وطاب والفقراء يمارسون الجوع ليلاً وعلناً لتسمع صراخ الأطفال وهم لا ينامون الليل من شدة الجوع. هكذا يضيع الوطن وأطفال بلادي في أزقة الجوع تحت أسقفة جذوع النخل لبيوتٍ من طين، النفط لم يسد حاجة جائع سوى ملأ كروش لا تشبع والزكاة المفروضة لا توزع إلا للأغنياء وبناء القصور خارج سور الوطن، مخطئ من قال ان الرب سيعيش في بطون الجائعين بل الرب عند ابواب الأغنياء والسارقين والفاسدين بلوحة معلقة “هذا من فضل ربي” في بلدنا الإسلامي أبنائها تركب قوارب الموت الى دول الغرب من أجل الخلاص من ظلم حكامها.. وسياسيها ورجال الدين يعالجون في أرقى مستشفيات الغرب… يبنون مساجد بمليارات الدولارات ليدعوا فيه الله أن يرفع الظلم والفقر عن الشعب “انه النفاق”