مما لاشك فيه أن مهنة الطب هي بصدارة المهن الانسانية وبكل فروعها لا سيما طب الاسنان الذي هو ايضا قديم قدم الانسانية والحضارات وسيكون محور حديثنا في هذا المقال المقتضب .
قبل أيام قليلة عرض احد اطباء الاسنان لمتابعيه في حسابه الشخصي على الأنستجرام سؤالا حول اي شيء يتعلق بالأسنان فسألته عن سبب الأسعار الخيالية فأجابني بمنشور على سؤالي وبصوت عال جدا والغضب يملأ وجهه ومن ضمن ما ذكر بأنه قد صرف الكثير على دراسته الجامعية وأن المواد باهظة الثمن ووو…الخ
فهل يا ترى انه يرغب بتعويض كل ما صرفه في دراسته على المدار البعيد ام على شكل دفعة واحد من خلال أشهر او ربما اياما قليلة .
هذا السلوك غير انساني وغير مقبول ويتنافى كليا مع ما اقسمت عليه عند التخرج بمزاولة هذه المهنة وتأدية هذه الرسالة وعليك ان لا ترهق جيب المواطن العراقي اذا فكر في العلاج على حسابه الخاص هروبا وأياسا من العيادات والمستشفيات الحكومية التي لم ولن يجد فيها موادا كافية للاهتمام بأسنانه بحجة الموازنة وعدم تخصيص مبالغ مالية او التأخير في الوصول الى الحالة المطلوبة اذا كان تقويما للأسنان او زراعة او غيرها من الأمور المستعصية .
ولكي اتأكد اكثر من مسألة السعر ذهبت الى طبيبة أسنان وسألتها على جميع الأسعار والمواد التي تستخدمها ووجدت فرقا كبيرا كالفرق بين السماء والأرض مع ان كل الذي تستخدمه بالضبط هو نفس الذي يستخدمه جميع الأطباء.
فمتى نفهم ان الانسان هو الغاية وان ما دون ذلك مجرد تبريرات لقبح وجه الوسيلة .