كشفت جريمة البو دور في محافظة صلاح الدين عن خلل امني كبير من دون ان يعني ذلك التقليل من تضحيات وجهود القوات الامنية التي تعاني هي ايضاً من انعكاسات الواقع السياسي المتردي السلبية على ادائها وتجعلها عاجزة عن اداء واجباتها بالشكل الصحيح ..فقتل ثمانية اشخاص من عائلة واحدة وفي منطقة صغيرة وفي وضح النهار امر مرعب وخطير .. وقد يتكرر سيناريو هذه الجريمة لاسامح الله في اية منطقة اذا لم تلمس عصابات الارهاب ومهما كانت عناوينها وتسمياتها اجراءات حازمة وسريعة لكشف مرتكبي هذه الجريمة واحالتهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل والصارم والشديد ..ولنكن صريحين ونقول ان هذه الجريمة وقبلها بيوم جريمة اغتيال والد الناشط المختطف المحامي جاسب في ميسان وما سبقها من عمليات خطف وقتل للناشطين تجعلنا نتساءل بوجع ما قيمة الحياة من دون امان ؟! وهل يدرك السياسيون تداعيات مثل هذه الجرائم وتكرارها على المواطن وهو يعيش اوضاعاً مزرية حيث الفقر وكورونا والحرمان من ابسط الحقوق ؟! ولصالح من حالة عدم الاستقرار الامني المزمن منذ الاحتلال البغيض الى اليوم ؟
وبقدروجعنا وحزننا على ما حصل في منطقة البو دور فانها فرصة لوأد فتنة يريد ايقاظها اعداء العراق المغرضين الفاسدين الفاشلين ، لذا فان سرعة تشخيص الجناة والاعلان عن توجهاتهم وانتمائاتهم مهمة جدا في هذا الظرف الصعب والدقيق .
لانريد الخوض في كثير مما قيل عن هوية المجرمين او نعتمد بيانات صدرت من هذه الجهة اوتلك ، غير اننا نتمنى على لجان التحقيق ان لاتهمل اي منها خاصة الصادرة من عائلة الضحايا المنكوبة ومن وجهاء عقلاء في المنطقة ومعرفة الاسباب الحقيقية لهذه الجريمة الارهابية التي نعلم جميعا ان ابرز اهدافها ايقاظ الفتنة في وقت يمر به وطننا باوضاع عصيبة اكثر ما نحتاج فيه الى الوحدة الوطنية وترسيخ مفاهيم الامن والسلام في مجتمع لم تندمل فيه جروح عميقة خلفتها عصابات داعش الارهابية ومعها عصابات ضالة خارجة على القانون .. ان من اهم مسؤولية الحكومة توفير الامن والامان للمواطنين ، وهذا يتطلب التعاون وبناء جسور الثقة بينها وبين المواطنين واتخاذ اجراءات رادعة لوضع حد للسلاح المنفلت الذي يستهدف حياة الابرياء في كل محافظات العراق من دون استثناء..ان كل بيانات الشجب والاستنكارلاقيمة لها ان لم يتم القبض على المجرمين في هذه الجريمة وغيرها ومن ابسط حقوقنا كمواطنين ان نشعر بالامان وهي اولا واخراً مهمة الحكومة بل من اهم واجباتها ومرة اخرى نكررها فبدون الامن لاقيمة للحياة فانصفوا قليلا شعب صبر طويلا وتحمل الكثير .
الرحمة وجنات الخلد لضحايا جريمة البو دور في صلاح الدين ولكل شهداء العراق ..وحماك الله ياوطني من عبث وارهاب المجرمين الفاسدين ..