التأريخ أستاذنا ومعلمنا , ومنه تترشح العبر وتتحدد المسارات , التي تمضي عليها الأجيال وتتأكد إرادتها وتتحقق أهدافها.
التأريخ منار وجودنا , والذين يجهلونه أو يتجاهلونه في خسران مبيد , وبهتان شديد.
التأريخ يحدثنا بوضوح وثقة , بأن العراق يبقى ويدوم , وما عداه يذهب إلى بئس المصير , مهما توهم وتعنت وتجبر وتكبر , والشواهد على ذلك ساطعة معاصرة وغابرة.
في الأمس القريب حصل الذي فاق التصورات في نهاياته وتداعياته , وفي الزمن البعيد دارت على العراق النواكب والمصائب , وخرج منها منتصرا متوثبا متمسكا بإرادته الوطنية وقدرته على المعاصرة وإثبات رايات الوجود.
ومَن يتأمل ما حل ببغداد على يد التتار وكيف أستبيحت عن بكرة أبيها , وإلتهمتها النيران وعم فيها الخراب والدمار والفتك بالإنسان , وكيف ذهبت تلك العاصفة النكراء بأعاصيرها الهوجاء , وتبددت في غياهب الأيام , والعراق ببغداده قد تسامقا وإستعادا قيمتهما ودورهما الحضاري , سيتعلم أن ما يدور في أرجاء البلاد ما هو إلا زوبعة في فنجان , وستذهب إلى غير رجعة وسيسطع مجد العراق رغم أنف المعتدين.
فالعراق قوة أمل وطاقة تفاؤل وإرادة تحدي ومطاولة , وإصرار على كينونة نقية طاهرة ذات تطلعات إنسانية سامية , ورسائل حضارية خالدة.
هذا العراق يبقى بأجياله المتوافدة بعزيمة متجددة وطاقات خلاقة متوقدة , وقدرة على التعبير عن هوية ذات مميزات نبيلة صادقة.
فجذور الوجود العراقي حية متشبثة بتربة أصلها , وتستقي من سلاف جوهرها , وتنبثق منها براعم المروج والأفنان الحضارية الوارفة المعطاء , التي تشارك بإثمارها نفحات الإيمان بكينونة متسامقة ورقاء.
ويبقى العراق ومَن يعاديه فان!!