17 نوفمبر، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

إقتراح تخصيص اليوم الوطني في حب مدينة البصرة

إقتراح تخصيص اليوم الوطني في حب مدينة البصرة

العراقيون عموما ليسوا أفياء مع مدينة البصرة ولايقدموا لها ما يكفي من الإهتمام والحب والعرفان بالجميل ، فالبصرة أشبه بالأم الحنون المضحية التي تقدم كل شيء ولاتتلقى شيئا ، والعراقيون يعيشون من خيراتها وثرواتها ، و يشعرون بالطمأنينة على صادراتهم ووارداتهم بفضل وجود الموانيء فيها ، والبصرة هي تاريخ حضاري طويل أنتج الإبداع الأدبي والفني وغيرها من المعارف .

أنا من سكان كربلاء وللأسف لم أزر البصرة من قبل ، لكن حب هذه المدينة وتقدير قيمتها لايحتاج الى رؤية بصرية ، بل الى قيم الوفاء والإعتراف بأهميتها بإعتبارها أهم مدينة عراقية على الإطلاق في جميع العصور.. ما قيمة العاصمة بغداد والمدن الدينية أمام عظمة البصرة وشموخها وعطاءها .. لذا أدعو الى تشريع قانون في البرلمان يطلق عليه (اليوم الوطني في حب البصرة ) يتم الإحتفال به بتخصيص يوم في سنة على مستوى العراق كله للتذكير بفضلها ومكانتها الإقتصادية والحضارية والجغرافية بحكم كونها الركن الأهم في خارطة العراق .

والبصرة على الصعيد الإجتماعي .. يتصف الإنسان البصراوي بسمات مميزة خاصة ، فالبصراوي روحه مفعمة بالفرح والإنفتاح الإجتماعي على الآخر ، وهو أكثر عفوية من غيره بحكم حُسن النية وحضور روح الأخوة الإنسانية في فكره ومشاعره وسلوكه ، وقد عاش فيها اليهودي والمسيحي والمسلم والصابئة بسلام ومحبة ، وفي المجتمع البصراوي تنتشر الثقافة والفن بصورة واسعة أكثر حتى من العاصمة بغداد التي تقيم أمجادها على المهاجرين من المدن الأخرى في مجالات الفن والأدب وسائر شؤون الثقافة ، بينما تجد قلة من أهالي بغداد الأصليين برزوا في مجالات : الثقافة والأدب ، ومع هذا تلمس السلوك العنصري القبيح من البغدادي !

لماذا خرجت الشهيدة ريهام يعقوب بشجاعتها في تحدي النظام السياسي الفاسد وجمعت عشرات النساء حولها من البصرة ، ولم تخرج إمرأة شبيهة لها في المدن العراقية الأخرى ؟ .. الجواب : يكمن في طبيعة المجتمع البصراوي القائم على الإنفتاح والثقة بالمرأة .

كان يمكن ان تصبح البصرة مدينة عالمية من حيث القيمة الإقتصادية والعمرانية وجذب الإستثمار ، لكن أنهكتها الحروب ، ثم جاءت المؤامرة الإيرانية بعد سقوط نظام صدام حسين التي دفعت بعض أبناء البصرة من الأغبياء الخونة الى ضرب القوات البريطانية المتواجدة في المدينة ، في حين كان يفترض الإستفادة من خبرات بريطانيا التي يطلق (( ملكة البحار )) من حيث الخبرة في تعمير الموانيء والمدن البحرية ، وكانت البصرة بأمس الحاجة لبريطانيا وشركاتها ، وهكذا غادرت بريطانيا البصرة وخسر العراق بأكمله وربحت إيران والكويت من بقاء خراب البصرة ، وكرر الساسة العراقيون نفس الخطأ مع أميركا في بغداد وباقي المدن ، وخانوا وطنهم بأوامر من إيران وفوتوا على العراق فرصة الإستفادة من إمكانات وخبرات أميركا .. وبهذا يستحق العراق لقب بلد الساسة الأغبياء والعملاء منذ إنقلاب 14 تموز عام 1958 ولغاية الآن ونحن ندمر وطننا بأدينا!

مؤسف جدا مدينة البصرة ساستها من أبناء المدينة هم من ذبحها وتوزعوا مابين لص حرامي ، ومابين عميل إيراني ، وبعضهم عميل كويتي .. وتركوا البصرة بلا ماء صالح للشرب ولا شبكة مجاري ، ولاكهرباء ولامراكز صحية كافية ، ولابناء .. مأساة البصرة انها يتيمة تعيش في أزمة من دون وجود ساسة شرفاء يهتمون بها من أبناء المدينة ، وكذلك في نكران جميلها وتجاهلها من قبل ساسة بغداد في الحكومة والبرلمان !

أحدث المقالات