23 ديسمبر، 2024 5:28 م

صبرا جميلا أيّها العراقيون

صبرا جميلا أيّها العراقيون

لا أدري لماذا أشعر بالضيق كلمّا شاهدت النائب حسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النوّاب العراقي والقيادي البارز في حزب رئيس الوزراء نوري المالكي , وهو يدلي بتصريح لوسائل الإعلام , بغض النظر عن فحوى التصريح الذي يدلي به , وربّما بسبب شكله وطريقة إطلاق شاربيه التي تشبه إلى حد كبير طريقة رجال أمن النظام السابق في إطلاق شواربهم , أو ربّما بسبب امتعاضي من تصريح سابق له (( بأنّ المالكي هو شيعة العراق وشيعة العراق هم المالكي )) على طريقة مرتزقة الطاغية المقبور صدّام (( أن صدّام هو العراق والعراق هو صدّام )) , أو لربما بسبب كونه رئيسا للجنة الأمن والدفاع في مجلس النوّاب والتي تحوّلت في عهده من لجنة رقابية على ملف الأمن والدفاع في البلد إلى ديكور لتلميع صورة القائد الضرورة , أو لكل هذه الاسباب مجتمعة , والحقيقة لا أرى في سيادته سوى بهلوان ومهرج فاشل يثير الإشمئزاز وليس الضحك , واعتقد أنّ الجميع يتفق معي بصواب هذا التشخيص , فالذي يصرّح ويقول (( انّ الحكومة العراقية مستعدّة لضمان أمن إقليم كردستان وإرسال قوات من الحكومة المركزية لمساندة قوات الأمن الكردية في حفظ الأمن )) , لا يستحق أن يوصف بأكثر من مهرج وبهلوان فاشل .
ففي الوقت الذي تتصاعد فيه حدّة التفجيرات الإرهابية وعودة التهجير الطائفي والقتل على الهوية وارتفاع أعداد الضحايا والقتلى من الأبرياء من أبناء الشعب العراقي والذين تتقّطع أوصالهم في الشوارع والاسواق والمحلات وفقدان قوات الأمن والأجهزة الأمنية القدرّة على مواجهة هذا الإرهاب والقتل , ينبري رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية ويعلن عن استعداد حكومة المالكي لحفظ الأمن في إقليم كردستان , وكأنّ إقليم كردستان الذي ينعم بالأمن بحاجة إلى دعم المالكي والسنيد في حفظ هذا الأمن .
فإذا كانت الحكومة ياسيادة النائب البهلوان تمتلك مثل هذه القوات القادرة على حفظ الأمن فلماذا لا تستخدمها في حفظ الأمن في بغداد وباقي مناطق العراق الأخرى التي تتعرض يوميا إلى عشرات التفجيرات الإرهابية والتي تودي بسقوط المئات من الضحايا الأبرياء ؟ , ثمّ هل وصل الترّدي والانهيار الأمني في كردستان إلى المستوى الذي عليه في بغداد وباقي مناطق العراق الأخرى ؟ ومن قال لك يا سيادة النائب البهلوان أنّ حكومة إقليم كردستان تثق بقوات رئيس حكومتك ( سوات ) سيئة الصيت والسمعة حتى تسمح لها بدخول كردستان الآمنة ؟ .
والحقيقة المؤلمة التي يشعر بها عامة العراقيون يتصريحات هذا النائب الخائب وغيره من قيادات هذا الزمن الردئ , تعكس المستوى الضحل لهذه القيادة التي تدير الملف الأمني في البلد , والذي يعتقد أنّ حسن السنيد يختلف بمعقوليته عن باقي قيادات حزبه , واهم من الألف إلى الياء , فجميع قيادات هذا الحزب هم بهذه العقلية البائسة والمتّخلفة , فصبرا جميلا أيّها العراقيون وإنا لله وإنا إليه راجعون .