ان تُنقل بطولة الخليج لكرة القدم من البصرة “جنوب العراق” الى جدّة “في السعودية” – في هذه الظروف – امرٌ يدعو للريبة والشك والتساؤل !! “خاصة” اذا نظرنا الى ما قام به العراق من عمل وتنسيق وتواصل مع الاتحادات الخليجية لكرة القدم , ولِما قام به من تحضيرات كبيرة ومختلفة وانتظار طويل للاحتفاء بهذه البطولة التي حُرم من تنظيمها على ارضه زمنا طويلا , ومن اجل هذه البطولة انشأ العراق المدينة الرياضية في البصرة والتي تُعد اكبر مدينة رياضية في الشرق الاوسط وفيها ثالث افضل ملعب لكرة القدم في العالم !! ان تُجدد “الفيفا” قرار ابقاء الحظر على الملاعب العراقية بتحريض من الاتحاد الاسيوي الذي يهيمن عليه الخليجيون والذين صوّتوا لهذا القرار بالاجماع , امرٌ يشير بوضوح كبير الى استهداف الرياضة العراقية . ولكن ان يسارع الخليجيون – من خلال الفيفا واخواتها – الى منع الاحتفال حتى بافتتاح المدينة الرياضية في البصرة , فان هذه الحال لا تعبر ابدا الا عن حقد دفين ونفوس لئيمة واستهداف محسوب, للعراق وشعبه, ومحاولة محمومة وقذرة لتدمير كل ما يسعد هذا الشعب ويُعيد له ثقته بنفسه . لا استطيع ان اتصور دولا تقول انها شقيقة للشعب العراقي وهي تستهدفه بهذا الشكل الحقيرالقذر, والمفضوح . اعتقد انَّ حكّام دول الخليج استطاعوا تشويه وعي شعوبهم بتنمية الحقد والكراهية في هذا الوعي اتجاه الاخر, اي كان هذا الاخر, سواء كان عربيا او غربيا . نحن نرى هذا التشويه واضحا من خلال المذابح اليومية في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن ولبنان والتي تقوم بها عصابات ارهابية تتبناه وتدعمها وتمولها وتغطيها حكومات خليجية .
اذا كان الحكّام الخليجيون يستهدفون الرياضة العراقية بهذا الشكل الواضح والسافر, فانهم ومن المؤكد يستهدفون الدماء العراقية يوميا, بعشرات العبوات والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة التي تنفذها عصاباتهم الارهابية . ان الخليجيين لا يستهدفون الرياضة والدماء والاقتصاد العراقي وحسب بل, هم يستهدفون الوجود العراقي برمته . قد لا تتضح جميع اساليب واسباب هذا الاستهداف ولكن الاكيد ان العراق الديمقراطي الناهض هو بداية لنهاية عوائل خليجية حاكمة متسلّطة ومستبدة, عفّنت مؤخراتهم من طوال الجلوس على كراسي الحكم . وحتى تزداد هذه المؤخرات حجما وعفنا, حتى آخر حفيد لهم , عمدوا على استغلال المرض الطائفي “الذي زرعوه في نفوس شعوبهم” للتحرض على العراق وتدميره . ان شعور الخليجين بعقدة النقص ازاء العراقيين في الحضارة والثقافة والفنون والعلوم واخيرا في ممارسة الحريات في ظل نظام ” ديمقراطي” على الاقل في الدستور والقوانين والاعلام والتعبير عن الرأي وما الى ذلك . شعورهم “هذا” بالنقص “في كل شيء” ازاء العراق دفعهم الى الحقد عليه ومحاربته وتدميره بكل الوسائل , حتى وصل الحال ببعض حكومات الخليج التي تدعم وتمول الارهاب – سرّا وعلنا – الى دفع منظمة حقوق الانسان في الامم المتحدة الى ادانة العراق بسبب” اعدامه الارهابيين” المنتمين للقاعدة ودولة العراق والشام الاسلامية ( داعش ) والذين حصدت مفخّخاتهم ارواح آلاف العراقيين . وبهدا الفعل باتت صورة منظمة حقوق الانسان كالحة مقززة وبائسة, وقراراتها باتت مخالفة لابسط القيم الاخلاقية والانسانية, والا كيف نفسر دعوتها الى عدم اعدام الارهابي الذي فجر مدارس الاطفال الصغار, فخلط لحومهم الطرية ودمائهم النقية بالكتب والدفاتر والاقلام والمقاعد !! كيف نفسر رفضها اعدام الارهابيين الذين ذبحوا بحد السيوف عوائل باطفالها ونسائها وشبابها وشيوخها !! كيف نفسر رفض هذه المنظمة اعدام من فجّروا بيوتا آمنة على اهلها . فخُنق وسُحق من فيها وصحى من صحى من نومه ليجد نفسه او طفله او احد افراد عائلته تحت الركام , ولا يدري ان كان القدر قد يمنحه فرصة للحياة بدون ساق او بدون يد او بدون عين ليعش معوقا الى الابد .. كيف نفسر قرار هذه المنظمة بوجوب ان يعيش الارهابي معزّزا مكرّما مرفّها بل ومترفا في سجنه وهو الذي ذبح بسيفه العشرات من الابرياء الجوعى الخائفين المظلومين الحالمين بحياة كريمة آمنة . كيف نفسر قرار هذه المنظمة بضرورة ان نحترم هذا الارهابي ونحافظ على حياته وحقوقه وهو الذي لا يحترم حياة الناس وحقوقهم, وقد مزقت مفخخاته اجساد الابرياء في المدارس والشوارع والمطاعم والمقاهي وبيوت العزاء والاعراس ومواقف العمل وهو يصر على فعل هذا ما دام يستطيع ! والحال هذه لن نجد طريقا لتبرير قرار منظمة حقوق الانسان الا ان نقلب اسم هذه المنظمة وعملها واهدافها ونقول عنها (منظمة دعم وحماية الارهاب والارهابيين ومساندتهم ومساعدتهم على الانتقام من الابرياء في كل مكان ) في هذه المنظمة اشمُّ رائحة الفساد الخليجي وقد ازكمتني عندما خرجت من فم الناطق باسمها وهو يدين عملية اعادام الارهابيين في العراق , وكأني به يتحدث بروح الارهاب وعقيدته واسمه وبلسان خليجي فصيح , كنت اشم رائحة البترودولار الخليجي تفوح من فم هذا الرجل ! فيشمها كل من سمع حديثه . اعلم ان وراء حكومات الخليج العفنة هذه دعم امريكي بنكهة صهيونية اسرائيلية . ولولا الارادة الاسرائيلية الامريكة لما استطاع هؤلاء حتى الهمس بحضرة العراق . سيبقى العراق مدجّنا لهؤلاء البدو الاعراب, كما دجنهم عبر التأريح ولن يهزموه ابدا .