18 ديسمبر، 2024 9:48 م

الولاء لغير العراق خيانة

الولاء لغير العراق خيانة

1 ــ كانت ولاءات الأحزاب العراقية, منذ بداية الخمسينيات, وحتى عام الأحتلال 2003, متأثرة بأيديولوجيات, ما كان وما تبقى, من الحرب الباردة, اما الولاءات الراهنة, فالتي كان ولائها لأمريكا, وقبضت حصتها من الـ (97) مليون دولار, التي خصصتها لتحرير العراق!!, غيرت انوائها, وكيفت مجراها على مزاج اشرعة انتهازيتها, فبعضها وجدت ظالتها في احضان ايران, او تركيا او للعملة الصعبة الخليجية, والبعض الأخر استمر في دفء الحضن الأمريكي, جميعهم مسؤولون عن الكارثة, التي يعاني منها العراق الآن, ان سخونة الأنهيارات, التي سببها الفساد والأرهاب لنظام التحاصص, اعادت صقل المجتمع العراقي, فتشكل منه جيل جديد من الوعي والحراك الوطني, إجتاح الشوارع والساحات في محافظات الجنوب والوسط, فكانوا ثوار الأول من تشرين 2019, الصرخة التي فجرت هتاف “نريد وطن”.

2 ــ الأحزاب الأسلامية والقومية ومراجع المذاهب, التي كانت السبب في الأنهيارات التاريخية, هي ذاتها المؤتلفة الآن داخل المنطقة الخضراء, بكامل ايديولوجياتها وولاءآتها العابثة, تلعب ادوارها في تفتيت العراق, ومسح دولته وتمزيق نسيج مجتمعه, تلك القوى المتهمة بوضاعة فسادها وارهابها, خلقت نقيضها تيارات وطنية, تبلور عنها جيل جديد, ولد عن معانات الجوع والجهل والأذلال, ثورة الأول من تشرين 2019 الوطنية, الممتلئة بحب العراق والولاء لأرضه, كان هتافها الأول “نريد وطن”, غردته الأمهات العراقيات, وانشدته الأخوات والزوجات والبنات والحفيدات, وحوّله ثوار تشرين, الى قيد يحاصر اعناق الفاسدين ومليشيات الجريمة, انه جيل محافظات ثارت لتنتصر, في ازالة اثار العقائد الضارة, لأحزاب ومراجع المذاهب, عن شؤون الدولة والمجتمع وحياة المواطن.

3 ــ ثوار الأول من تشرين, ابنا واحفاد جيل له ثأر مع امريكا, التي اسقطت ثورة الرابع عشر من تموز / 1958, واغتالت زعمياً وطنياً, اعاد لأهلهم الأرض والثروات, ووفر لهم الأمن والعمل والتعليم المجاني والصحة والسكن, في زمن لا يذكر فيه تاريخ معاناتهم, ان المراجع الدينية, قد تكرمت عليهم بمدرسة, حتى ولو من طين, او مركز صحي او مرافق, لكنهم مع سبق الخبث والأحتيال, يغتالون الأخوة والمحبة والحرية والفرح والأغنيات, في قلوب الضحايا, ولكثرة ابتكار المناسبات وكثافة مليونية المسيرات, جعلوا من العراق بلداً عاطل عن العمل, والآن وبعد ان اخذوا حصتهم, من كعكة الفساد, و (كمن يطعمهم من لحمهم), يوزعون على “العوائل المتعففة!!” اكياس الأذلال والأستحقار “صخم الله وجوههم” ان الذي في اكياسهم, وارصدتهم وكامل منقولهم وغير منقولهم, هو ثروات العراقيين ورغيف خبزهم, على ذقون من يضحكون, واغلبهم ضيوف على العراق, ليحترموا الضيافة ويكفوا عن ان يكونوا, ولائيين وعلاسين بلا خجل.

4 ــ هتف العراقيون “ايران بره بره”, لا لكونهم ولائيون لغير العراق, بل لأنهم على يقين, ان القناص الملثم وفرق الأغتيال, ومن خطف وغيب, لم يأتوا من اربيل او صلاح الدين, بل ولائيون ايرانيون, تسللوا ملثمون عبر الحدود الشرقية, والمسؤول عن قتل اكثر من (800) شهيداً وما يقارب الـ (35) الف جريحاً, والاف من المخطوفين المغيبين, لم يكن فصيلاً من قوات البيشمرگة, او حشد عشائري من الأنبار, انهم مليشيات ولائية منضبطة الجريمة, تابعة لأحزاب وتيارات البيت الشيعي, جندتها ودربتها ومولتها وسلحتها ايران ولاية الفقيه, وجميعهم من حثالات الطائفيين, المحسوبين خطأً على عراقة الجنوب والوسط, هم الآن وجه لوجه مع ثأر الشهداء والضحايا, واعناقهم في مرمى قبضة القصاص, وحسابهم يدق الآن ابواب نهايتهم, الوجود الأيراني في العراق, هو الشلل التاريخي للعراقيين, ان لم يزيلوا ثقله عن مصيرهم, سوف لن ينهضوا بوجه الأخرين.