في الرواية الشهيرة الخيميائي للروائي الألماني الدكتور يوهان جورج فاوست ، فإن فاوست أو فاوستوس الذي يحقق نجاحاً كبيراً ولكنه غير راضٍ عن حياته فيُبرم عقداً مع الشيطان يسلم إليه روحه في مقابل الحصول على المعرفة المطلقة وكافة الملذات الدنيوية ، هذا هو أول ما قفز للذهن لدى العديد من المراقبين عندما قالت هيئة البث الإسرائيلية ” كان”، الأربعاء، نبأ مفاده بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يلتقي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارة متوقعة للإمارات الخميس.
فمحمد بن سلمان، الذي يوصف في أوساط سياسية بأنه الفتى المندفع المتهور وقليل الخبرة والذي لا يزيد عمره عن 35 عاما، يبدو أنه مستعد لأن يفعل ما فعله فاوست حتي لا يضيع منه حلم الجلوس على عرش أغنى دولة في العالم وربما أغنى دولة في التاريخ.
جاءت التحركات الحثيثة من جانب محمد بن سلمان تجاه بنيامين نتنياهو، وربما أى شخص يشغل منصب رئيس وزراء إسرائيل في المستقبل، بعد أن بدا أن الإدارة الأمريكية الجديدة الممثلة في الرئيس جو بايدن مصممة على عقابه بسبب جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي تأكدت الإدارة الأمريكية أن ولى العهد السعودي متورط فيها . وقد أدت جريمة الاغتيال الوحشي لجمال خاشقجي. وقد وصفه المراقبون بأنه زعيم استبدادي لا يتسامح مع المعارضة ضده أو ضد العائلة المالكة السعودية.
وقد يبدو سلوك بن سلمان متناقضا مع نفسه فعلى الرغم من الثناء في الأيام الأولى على خطواته الواضحة نحو التحرير الاجتماعي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية ، انتقد المعلقون الدوليون وجماعات حقوق الإنسان علنًا قيادة بن سلمان اللاحقة وأوجه القصور في برنامجه الإصلاحي ، مستشهدين بعدد متزايد من الاعتقالات و تعذيب مزعوم لنشطاء حقوق الإنسان ،بالإضافة إلى انتقاد حملة القصف السعودي في اليمن التي فاقمت الأزمة الإنسانية والمجاعة ، واعتقال أفراد من العائلة المالكة السعودية في نوفمبر 2017 ، وقمع النسويات وحبس عدد منهن.