19 ديسمبر، 2024 12:19 ص

وطن يتشظى بين إرادات هوجاء

وطن يتشظى بين إرادات هوجاء

تداخلت المراحل في العراق بعد 9 نيسان 2003 بدخول جيوش إحتلت العراق وكتبت له دستورا ليس للتنفيذ، إنما للمطالة.. يشهر متى تقتضي المصالح جلد الآخرين بنصوصه.. يخترق بإستمرار.. او لا وجود له ما دام العراق سائر بـ “التفاطين”.

يسأل المواطن عن مآل الثروات، فيجابه بطروحات ماضوية مقدسة، تستحضر في نوع من سيناريو فيلم كوميدي هابط، معد لإسكات المحتجين، ومن لا يسكت يجابه بالرصاص وقسوة مفرطة لم يشهد لها العراق مثيلا من قبل!

إستبدلوا الحاضر بالماضي فخسرنا المستقبل.. إنفلت بين أصابعنا.. أموال العراق تدخل في حسابات شخصية لأفراد، والثروات مباعة الى نصف قرن آت، وهي في مكامن الأرض، وديون لا حاجة بنا إليها رهنت إقتصاد الاجيال القادمة لقرن مقبل، في ديون غير مبررة غاضت في سبخ الفساد الشره.

وكلما طالب المواطن بكهرباء وعودة إسالة الماء الى التعقيم بدل شراء “اللا معدنية” ردت وهو تحت المدى المؤثر للسلاح: الحسين مات عطشانا يلفحه صهد الشمس!

ربط طروحات هجينة مع بعضها، يجرد المقدسات من قيمتها، ويجعل متبنيها ليس رجل دين قدر ما هو واحد من شطار القرن الرابع الهجري وعياريه!

إنتفاء مرحلة وتبدل وجوه وتراكم أخطاء، أدى الى تسرب المستقبل، منفلتا من بين أصابع الحاضر الذي ما زال ينوء بعذابات الماضي، وأضفت عليه المرحلة أزمات كبرى فاقت ما سبقها.

كلام مكرور.. غياب الخدمات كافة وتحويل ثروات البلد الى الأرصدة الشخصية والفئوية وهيمنة الدولة العميقة على دولة السطح، وتهميش الدستور وتوزيع العراق حصصا وبيعه خردة.. كلام مكرور لكنه حقيقة ماثلة أمامنا نعانيها.. ونعانيها وننوء بعبئها الموار حتى تلاشى الامل بالتفاؤل وحل اليأس من إنجلاء الكآبة، وإنتفى الماضي من دون أن ينبجس ماء من الصخور..