من احقر الصفات التي يتصف بها الإنسان محاولته المتاجرة وإستغلال حاجة المقابل بطريقه بشعة جدا وسرقة لقمة الخبز التي هو بأمس الحاجه إليها…أقول هذا بعدما التقيتهم حدثتهم وحدثوني إنهم فتيه ساقتهم الأقدار وهم يعيشون في أغنى دولة في العالم…فتيه أعمارهم بين 18-25 سنه شباب كلهم طاقه وحيويه كان يمكن لهم أن يكونو أطباء أو مهندسيين أو لا يزالون على مدارج الجامعات عاشوا مرحلة شبابهم بعد سقوط الطاغية ولكن وقعوا تحت أيدي من لا يرحمهم. أضطروا نتيجه إلى حاجتهم للقمة العيش أن يتركوا مقاعد الدراسة في زمن الحرية والإنفتاح وإمتلاء بطون كانت بالأمس القريب خاوية. كان يمكن وبكل سهوله أن ينحرفوا أو يقعوا تحت يد العصابات الإجرامية تُستغل حاجتهم للعيش لولا بذرة الإيمان في نفوسهم ففضلوا أن يشتغلوا في أية مهنه…
ولكن في بلدي حيث نصف شبابه من حملة الشهادات الجامعية عاطل عن العمل لم يجدوا إلا مهنة عامل نظافه بالإجور اليومية وحتى هذه المهنه لا يحصل عليها إلا بوجود واسطه تستغِل من لا يملك شيىء فتوكلوا على الله وحمدوا ربهم ولسان حالهم يردد مهنه شريفه خيرا ألف مرة من مال سحت لكنهم وجدوا أنفسهم بين فكي تماسيح لا تعرف قلوبهم الرحمة أو الشفقه إستغلتهم ابشع إستغلال…
هذه التماسيح تجدها تسبح لله ليلا ونهارا وصلاتهم تطول بمقدار سرقاتهم ولسان حالهم يردد:
“الفقراء لهم الجنة”
“وهؤلاء الفقراء ليس لهم نصيب في هذه الدنيا”.
اليوم وبعد مضي احد عشر سنه على سقوط الطاغية إنكشفت الاعيبكم إنكم تماسيح لا تشبع بطونكم غير جيف البحر والشمس في رابعة النهار لا يمكن لغربال أن يحجبها وكل شعاراتكم التي سوقت في الفترة الماضية لا تتعدى كونها قشة عصفت بها رياحً هائجه فألقت بها في بحرا مالح وظهر للعيان بصورة واضحة ونحن نرى البصرة وتخلفها إن كل كلامكم السابق ما هو إلا أكاذيب كنتم تتسترون خلفها وإن هدفكم الأساسي لم يكن إلا تسخير أكبر نسبه من عوائد البصرة لملذاتكم الشخصية وقصوركم الخاوية والتي بنيتموها على حساب أهل البصرة وإن جعبتكم لا تزال تنشد المزيد من المال العام وبشتى الطرق الملتوية وما صلواتكم وتسبيحكم إلا اقنعة تخفون خلفها حقيقة الذئب الذي يتستر ورائها لخداع القلة القلية من لا يزال يروج لكم ويزين سيرتكم التي تلوثت بسرقة المال العام…اقول هذا لإن ما هو موجود على أرض الواقع يختلف كليا عن ما يطرحونه في وسائل الإعلام المختلفه ولنضرب مثلا من الواقع المعاش يوميا…
مستمد من الفتيه الذين أمنوا بربهم ونركز هذا اليوم على القاذورات والقمامة المنتشرة في البصرة الذي يعكس حالة الإهمال الكبير من قبل بلدية البصرة ومجلس محافظة البصرة وتنكر لهذه المدينه التي تعيش حالة من الفوضى على جميع الأصعده لكننا سوف نركز هنا على مفرده واحده فقط أو نحاول الإجابه على تساؤلات مشروعة يرددها مواطنو البصرة دون وجود إجابه مقنعة من قبل من هم مسؤوليين عن هذا الملف المهم… لأن أي تراخي فيه سوف يؤدي إلى إنعكاسات سلبية على الصحة العامة في المدينه…وهذا التساؤلات هي
لماذا مديني بهذه القذارة؟
ولماذا هذه المزابل المنتشره في كل مكان؟
وأين البلدية؟ ومتى تشرق الشمس على بلدية البصرة؟ لتصحو وتنفض هذه القاذورات عن المدينه.
وهل بلدية البصرة تتحمل المسؤولية وحدها؟
وهل هناك ملفات فساد تحيط بملف تنظيف البصرة؟
كما هو معروف إن مجلس محافظة البصرة تسلم ملف تنظيف مركز المدينه من البلدية معللا السبب بفشل بلدية البصرة في إدارة ملف نظافة المدينه وتعاقد مع شركه تركية لإدارة ملف تنظيف المدينه وهي شركة جفرا
ولكن لا المدينه نظفت…ولا أهل البصرة اقنعتهم أعمال هذه الشركة البائسة…
بل إزدادت المدينه قذارة والبعض في مجلس المحافظة إنتقد الآلية التي تم بها التعاقد مع الشركة سيئة الصيت…
بعد هذه الشركة تسلمت المحافظة الملف من جديد وكما هو معروف فإن مركز مدينة البصرة كان قد قسم إلى ثمانية قواطع وكل قاطع مقسم إلى ثمانية شعب وكل شعبه مخصص لها آلية لجمع النفايات سائقها في أغلب الأحيان موظف يتسلم راتبا شهريا لا يتعدى 300 الف دينار أي بمعدل عشرة آلاف دينارا في اليوم…ولكل آلية مخصص بمعدل 4 عمال بالإجر اليومي الذي لا يتعدى 12 الف دينار يوميا مع وجود عدد من عمال النظافه لتنظيف الشوارع العامة لا يتعدى عددهم 100 عامل وبحسابات بسيطه نجد إن مجمل المبالغ المخصصة يوميا لتنظيف المدينه لا يتعدى 4,000,000 أربعة ملايين دينار يوميا ولو أضفنا جدلا أربعة ملايين دينار أخرى لتغطية أجور العِدد والوقود وإستهلاك الآليات فإن المبلغ لا يتعدى في جميع الأحوال ثمانية ملايين دينارا عراقيا يوميا وهو مبلغ زهيد جدا قياسا بالنسبة للأمكانيات المالية للمحافظة… ولذلك لا تتحمل البلدية وحدها الوضع المزري لمدينة البصرة ولكن محافظة البصرة هي الجهة التي تتحمل المسؤولية كاملة عن ما وصلت إليه البصرة من تردي وقذارة مع العلم إن عمال النظافه شباب البصرة لم تدفع مستحقاتهم من قبل المحافظة شهريا وأحيانا يمضي ما يقارب الشهرين دون دفع مستحقات هؤلاء الفتية تحت مسوغات مختلفه ولكنها غير بعيده عن حالات فساد وإستغلال لجهد وتعب وحاجة هؤلاء الفتية… ونهمس في إذن مجلس المحافظة الذين تجد اغلبهم يسبحون لله وبعضهم يضع عمامه على رأسه….أليس الشارع الإسلامي يتطلب أن تعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه…أم إن الشارع هنا معطل…
لإن “الفقراء لهم الجنة”
لكن هذا الوضع وبهذه المبالغ الزهيده لا يعجب البعض من تماسيح أخر زمان ليس لكونه لا يكفي ولكن لإن السرقات المتحققة منه لا تمثل إلا ملاليم بالنسبة لهم ولنأخذ ماذا فعل هذا البعض…راح يبحث عن شركه للتعاقد معها لتنظيف البصرة وكأن تنظيف مدينه البصرة أصبح من المعضلات التي لا يمكن حلها…وقد نجح في إيجاد شركة للتعاقد معها لثلاث سنوات قادمه ونسأل كم المبلغ الكلي لهذا التعاقد ليأتي الجواب إن المبلغ 66 مليار دينار عراقي بمعدل 22 مليار دينار لكل سنه وبحسابات بسيطه نجد إن المبلغ الذي سوف تستلمه الشركة يوميا عن تنظيف مركز المحافظة هو 61,111,111 واحد وستون مليون ومائة وأحد عشر ألف ومائة وأحد عشر دينارا تقريبا علما إن هذا المبلغ لا يتضمن إقامة وحدات لتدوير النفايات ولا أي شيىء أخر…
هناك فارق كبير بين الرقم 8 والرقم 61 أي إن هناك زياده مقدارها ما يقارب 53 مليون دينارا يوميا بأي جيب سوف يدخل هذا الفارق أو جزء من هذا الفارق بعد أن تأخذ الشركة حصتها الله أعلم لإن
“الفقراء لهم الجنة”.
وقد يكون هذا الفارق هو السبب الذي جعل المحافظة تسحب بساط تنظيف مركز المدينه من تحت أقدام بلدية البصرة…لو أعطي هذا المبلغ لبلدية البصرة وهي المسؤوله عن التنظيف كم من العمال يمكن تعينهم وعلى الملاك الدائم ولماذا تذهب أرباح طائلة بجيوب شركات أجنبية…
الفساد هو السبب الرئيسي في ذلك الشراهة المفتوحة للتطاول على المال العام هو السبب…
عقود فاسده كما قلنا سابقا لا تحتاج إلى خبراء لكي يكشفوا الرائحة النتنه التي تفوح منها…
كيف تسول لكم نفسكم أن تحجبوا مستحقات عوائل فقيرة وهي ملاليم…إن الرحمة قد جفت في ضمائركم هذا إذا كان عندكم ضمائر
هؤلاء نفسهم الذين سولت لهم نفسهم المتاجرة وإستغلال شباب مدينتي بهذه الطريقه البشعة أنتشرت صورهم في أرجاء المحافظة خلال أنتخابات مجالس المحافظات السابقه أملا بالفوز بفرصه ثانية لتدمير ما تبقى من شيىء أسمه محافظة البصرة…وقد تحقق املهم وفاز أغلبهم!!!
إن هؤلاء إستغلوا جهل وطيبة المواطن البصري ولذلك وجدنا من جديد نفس الوجوه قد جلست على مقاعد مجلس المحافظة لإكمال مشوارهم السيء الصيت…
متى يستطيع المواطن البصري يا ترى أن يختار الأصلح لتمثيله في مجلس المحافظة…وهل يبقى تماسيح البصرة وهم ليسوا من اهل البصرة الفئة المستفيده من هذا الجهل المركب…وإستغلال مفوضية الإنتخابات والتي تصادق على ترشيحهم على محافظة لم تكون يوما ما مسقط رأسهم…لا ندري متى يستفيق أهل البصرة من سباتهم ويلتفوا حول مثقفي البصرة الذين يتصدون لظاهرة الفساد التي تعصف بالمدينه وإلى أن تشرق شمس البصرة نقول لتماسيحها إنه متاعً قليل ومأواكم جهنم وبئس المصير…..