اسوأ ما في السياسة المعاصرة تجنيد القادة الروحيين من شتى الاديان لتنفيذ اجندات سياسية عالمية بعلم او بدون علم القادة الروحيين انفسهم.
بعد ان صفق المتعولمون من العالم الاسلامي بمحوره السني الكريم لزيارة البابا للامارات ووضع حجر الاساس لمبنى بيت العائلة الابراهيمية في ابو ظبي وبحضور شيخ الازهر، تتوجه بوصلة صناع القرار في واشنطن ولندن الى المحور الشيعي الممانع لإيجاد ثغرة فيه واستمالته نحو المبدأ الابراهيمي.
قيادتين شيعيتين بارزتين وقع الاختيار على اخفضهما جناحا واوضحهما تسامحاً.
مؤشر الاستمالة يتجه نحو النجف مولياً قفاه لقم في زيارة للبابا تندرج ضمن برنامجِ امدٍ طويلٍ من شأنه ان يمهد الطريق لتقبل فكرة ( الاتحاد الابراهيمي ) او البيت الابراهيمي ومن ثم اكمال ( خط المسار الابراهيمي ) الاممي الملكية ابتداءً من اور ومروراً ببابل، الموصل، الاردن، سوريا، تركيا، لبنان، القدس، مصر ووصولا الى مكة.
دعايات التسامح والسلام ومد جسور التواصل تنفذ الى قلوب الخليجيين بسهولة.
ازمات وانقلابات وثورات في دول الشعوب الممانعة تضرب مبدأ الممانعة بالصميم وتُهييء الاجيال الفتية لتقبل فكرة التطبيع والسلام لتحقيق الاستقرار والتنمية.
زيارات ولقاءات تجمع كبار القادة الروحيين ظاهرها دعوات للتعايش بسلام وباطنها دبلماسية روحية لتطبيع ابراهيمي ايسر قبولا في نفوس شعوب المنطقة تُجمع خلالها التواقيع وتُنتزع المودة بدهاء.
قنوات يوتيوب تروج، صفحات فيسبوك تمهد، تغريدات مشاهير ونجوم فن ناعمة تُلمع، مراكز تدريب شباب وناشطين لتعزيز لغة السلام الابراهيمي، صُحف وقنوات تُثقف، صلوات عالمية مشتركة تؤسس لفكرة صهر الاديان، وتجمعات مثل ( تجمع العائلة الابراهيمية ) و( منظمة البيت الابراهيمي ) و( اُسَر السلام) ممولة خليجيا تتطوع باعمال خيرية.
زعماء سياسييون مثل اوباما وترامب وامراء الخليج والسيسي وغيرهم لم ينفعهم العزف على قيثار السلام في ترويض الشعوب الاسلامية والعربية لاحتضان اسرائيل فبدأوا بتجربة النفخ بالمزامير الابراهيمية ليتمخض الاتفاق الابراهيمي عن تطبيع إثر تطبيع.
سعي حثيث في اروقة جامعات هارفرد وبنسلڤينيا وفلوريدا لإعادة قراءة الكتب السماوية واستخلاص المشتركات والخطوط العريضة فيها تمهيدا لوضع دستور ابراهيمي اممي مقدس يتم التثقيف به عالمياً.
الشروع بالفعل بإنشاء ( مسار ابراهيم السياحي الاثاري) ليمتد لخمسة آلاف كيلومتر من جنوب العراق في (اور) او اورفه الى مصر ومكة اي من النيل الى الفرات والسعي لجعل ملكيته اممية اشد قدسية من كل مواقع التراث العالمي في قائمة اليونسكو.
إقتراح هارفرد بجعل فلسطين عاصمة ( للاتحاد الفدرالي الابراهيمي ) لتأخذ ادارياً شكل ( Washington DC ) اي ليست بولاية او مقاطعة وانما عاصمة ادارية تتوزع حدودها بين ولايتين عربية ويهودية وقد رسخ جيرارد كوشنر هذا الاقتراح كمبدأ من على شاشة سكاي نيوز العربية ولخصه بفكرة إلغاء الحدود الادارية في الاراضي المحتلة تمهيدا لجعلها عاصمة للإتحاد الابراهيمي الفدرالي.
قد يبدو كل ذلك امراً خيالياً ولا يمكن حدوثه سيما اذا واجه المشروع رفضاً جماهيريا من شعوب الدول المشمولة.
لكن لا بأس بالتذكير بما يُرسم له من مشاريع دول ومؤسسات تملك المال والنفوذ والاعلام مستغلة عامل الزمن والفتن في تغيير القناعات.
مرحا برمز السلام الفاتيكاني البابا فرنسيس في ضيافة روضة السلام النجفي المتمثل بمرجعية السيد السيستاني لكن الحذر كُل الحذر من حمامة سلام يقتفي حصان طروادة اثرها.
حذار من اي توقيع، حذار من اي تصريح غير الترحيب والضيافة.
مشكلتنا ليست مع اليهود او المسيحيين انفسهم فالشعوب تتفهم ويمكنها التعايش من دون الحاجة الى تدخل اممي مشبوه مشكلتنا مع مشروع سلام ابراهيمي يقوده صُناع داعش والقاعدة ومثيروا الحروب وفارضوا والعقوبات والاتاوات.
يمكن للقارئ الكريم ان يبحث في محرك البحث كوكل مستخدما مفاتيح وصول مثل:
. Abrahamic bath Harverd University
. Federal Abrahamic Union
. Abrahamic Families …. الى اخره.
او على الاقل قراءة بحث الدكتورة الباحثة هبة جمال الدين