بالرغم من ان زيارة البابا للعراق ستكون بين بغداد والنجف والناصرية والموصل واربيل الا ان النجف استحوذت على كل الاهتمامات للمؤيدين والمخالفين والمحبين والحاقدين والنجف يعني مدينة الامام علي عليه السلام التي يسكنها اية الله العظمى السيد علي السيستاني .
حقيقة تحسب هذه الزيارة صفحة مشرقة في تاريخ الفاتيكان رسمها لهم البابا وزيارته هذه تعتبر تاريخية وله السبق في الثناء .
الخراصون يتحدثون عن الاختلافات بين الديانتين وما يؤمن به الاثنان ، نعم هنالك الكثير مما يؤمن به البابا لا يؤمن به السيد والعكس كذلك فالاختلاف بالمعتقدات لا تلغي انسانيتهما ودعمهما للسلام وحبهما للانسان، يعتقد هؤلاء العابثون انهم يقللون من اهمية الزيارة من خلال عرض افلام او تصريحات للبابا قديمة ، ومهما تكن فبصفته يمثل المسيح من حقه رعاية المسيح ، مثلما نحن من حقنا رعاية المسلمين .
بعض وسائل الاعلام تضمن الخبر عبارات مسمومة لحقدها على هذا الوئام الانساني منها مثلا العرب الاسبوعية الامريكية كتبت :
” لكنها ـ اي الزيارة ـ قد لا تغير الكثير من الحقائق على الأرض بسبب تأثير السيستاني المحدود على الجماعات الشيعية المسلحة التي تستهدف المسيحيين والأقليات الأخرى”… ( لاحظوا الافتراء الممزوج بالخبث .. الجماعات الشيعية المسلحة التي تستهدف المسيحيين والأقليات الأخرى)
“معظم القرارات المنسوبة إليه ـ اي للسيد ـ كانت لصالح طهران والشخصيات الموالية لها ، بما في ذلك قراره في 2014 الداعي إلى تشكيل مجموعات مسلحة لمحاربة داعش.”
” فإن تضامن السيستاني قد يساعد في منعهم من التعرض للترهيب من قبل الميليشيات الشيعية ، ….. ولن يكون لضمانات السيستاني للبابا قيمة كبيرة حيث يتم اتخاذ قرارات حقيقية في طهران”
اقول للامريكان لماذا لا يتفاوض البيت الابيض مع السيد السيستاني بخصوص الملف النووي الايراني ؟
وتعتبر زيارة البابا هذا الأسبوع إلى العراق “أخطر رحلة قام بها ، بسبب تأثير كوفيد وبسبب الوضع الأمني” ، بحسب كريستوفر لامب ، مراسل الفاتيكان في موقع The Tablet.
وقال البروفيسور سجاد رضوي ، مدير مركز دراسة الإسلام في جامعة إكستر ، في المؤتمر الصحفي إن آية الله السيستاني زعيم مسلم عالمي ولديه أكبر أتباع في جميع أنحاء العالم. لقد وفر الشرعية للعملية السياسية في العراق وضمنها منذ الحرب. أيد آية الله الدستور بينما ظل شخصية مستقلة.
وانضم ربيع الحافظ المتحدث باسم مؤسسة الموصل البريطانية إلى الحوار قائلا إن العراق كان مجتمعًا علمانيًا في السابق. أصبح ذلك الآن مستحيلاً لأن البلاد كانت تديرها الميليشيات ولذا كان اللاجئون ما زالوا يغادرون. شعر أن ذلك كان خطأ آية الله السيستاني ، لأنه دعم هذا النظام الجديد. وقال إن الزيارة البابوية ، إذن ، “كانت في الجانب الخطأ من النضال”.
فرد عليه البروفيسور رضوي إن السيستاني دعا إلى نزع سلاح الميليشيات ودعم الاحتجاجات ضد فساد الحكومة. لكنه لا يملك القوة لإحداث التغيير… واضيف انا يكفيك ايها الحافظ الذي لم يكن حافظا لموقف السيد من قدم الشهداء من اجل تحرير مدينتك الموصل؟
وقال كريستوفر لامب إن البابا سيحاول الترويج لفكرة العراق كدولة ديمقراطية متعددة الثقافات ، وليس دولة دينية. وأعرب الفاتيكان عن أمله في أن لقاءه مع آية الله “سيرسل رسالة مفادها أن الدين ليس مشكلة المجتمع ، ولكنه جزء من الحل لبناء مجتمع صحي”.
كما يأمل في إرسال رسالة مفادها أن الأديان يمكن أن تتحد لتحقيق السلام وشعاره هو “كلنا إخوة”.
اخيرا اقول ان مواقف السيد السيستاني من الازمات العراقية والاسلامية جعلته المميز الاول في الراي العام العالمي وكتبت الصحف الامريكية المعتدلة عن السيد بانه رجل السلام ويستحق نوبل للسلام وهذه المواقف التي شجعت البابا لزيارته ، النتائج بعد الزيارة ستكون اكثر اثارة من خبر الزيارة , نعم السياسيون في كل العالم اصحاب العلاقة ينظرون اليها بين الريبة والسليمة ، وكذلك ممن يتشدق بالعلمانية او الليبرالية من كلا الديانتين تجدهم لا يعيرون لها اهمية لانها استحوذت على اغلب وسائل الاعلام في الاهتمام وضربت ارائهم وفلسفتهم الفضفاضة التي تهاجم الدين.
مجرد الزيارة حتى ولو لم يصدر اي بيان او وثيقة هي في صميم توطيد اواصر الانسانية وهي الحدث التاريخي المهم جدا ، واعتقد بل اجزم ان السفارة الامريكية امنت الاجواء من خلال طلبها لاتباعها بعدم التصعيد وتعكير الاجواء امنيا وان كانت ترغب لذلك.