الانتخابات العامة على الأبواب وانتهت عملية تسجيل الكيانات السياسية حيث وصل عددها إلى (276) كيان ودخلنا مرحلة تسجيل الأئتلافات وهناك حالة من الحراك والمخاض السياسي فكلاً يدلو بدلوه سواء على مستوى القوائم أو الإفراد ويحثون الخطى ويستخدمون شتى الأساليب للوصول إلى قبة البرلمان.
إننا من خلال تجربتنا المتواضعة خلال السنوات الماضية النيابي نتسائل هل الوصول إلى البرلمان غاية أم وسيلة؟؟
من المعروف إن الحكم في العراق هو نظام جمهوري نيابي حسب دستور عام (2005 ) فيشكل مجلس النواب المحطة الأساسية التي تنبثق منها كافة السلطات وعادةً ماتكون الأنظمة البرلمانية تستند على برلمان قوي تولد منه سلطات قوية وفاعلةٍ .
إن قانون انتخابات مجلس النواب يفسح المجال إمام كل العراقيين الذين تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً بالترشيح وخوض الانتخابات باستثناء البعض كالعسكريين أو الذين لديهم قيود جنائية أو المشمولين بقانون المسائلة والعدالة أو الذين ليس لديهم شهادة إعدادية على الأقل وما سوى أولئك فيحق لهم الترشيح للانتخابات دون إن يخضعوا إلى معايير معينة أو مقابلات خاصة أو تقييمات موضوعية وكان على القوائم الانتخابية إن تقوم بذلك قبل تقديم أسماء المرشحين .
حري بكل متقدم يود الترشيح للانتخابات إن يسأل نفسه هل الوصول إلى قبة البرلمان هي غاية بان يقال له سيادة النائب أو يحصل على امتيازات كالحماية أو الراتب أو المنزلة الوظيفية أو الوجاهة فأن كان الأمر كذلك فإننا لا نستطيع بناء دولة رصينة تستند على أسس سليمة وموضوعية ولكن ليكن الوصول إلى قبة البرلمان وسيلة الغاية من ورائها خدمة البلد وبناء دولة مؤسسات قوية أولوياتها خدمة المواطن ومحاربة الفساد والحفاظ على المال العام وتقديم الخدمات ونشر العدالة الاجتماعية وبناء البلد وتحقيق التنمية الاقتصادية .
دعوةٌ لجميع الأخوة الذين يرومون الترشيح ولا استثني صاحب هذه السطور إن لا يكون الوصول إلى قبة البرلمان غايتهم وهدفهم وإنما وسيلة لأرساء أسس الدولة المدنية التي يحتمي بها الجميع وإقرار بنية تشريعية متكاملة تعطي كل ذي حق حقه وتحمي العراق من شبح التقسيم والتشرذم وتفعيل الدور الرقابي على عمل السلطة التنفيذية وبالتالي نكون إمام برلمان قوي تمثله شخصيات قوية وكفوءة قادرة على النهوض بمسؤولية الإصلاح وتقويم المسيرة وتجاوز الخلافات وبناء دولة قوية مقتدرة تحقق الأمن والرفاهية للجميع.