التقيت مؤخرا باحد زملائي ايام الجامعة والذي تزوج من زميلتنا التي كانت قد درست معنا هي الاخرى مع اختها التؤأم في نفس جامعتنا والتي كانت تربطني بهما علاقة اخوية وجامعية .. في كل مرة كنت التقي بها ذلك الزميل في فترات متباعدة نجلس لنتحدث عن ايام الجامعة تلك الايام الجميلة التي كان فيها المرء مندفعها فيها بشكل كبير نحو العمل الدؤوب وتكوين الذات , ولكن اخر لقاء معه اختلف نوعا ما !! حيث كان مليئ بلصدمة والاندهاش ..فتحدثنا عن مجريات الحياة والعمل وقبل انتهاء اللقاء اوصيته بايصال سلامي الى زوجته واختها !! ولكن الحال اختلف مع زميلي الذي توقف بعض الشيئ وملئت وجهه التعابير المحزنة ! سألته متعجبا !! ما بك يافلان !! فقال لي ان اخت زوجته قد انتقلت الى رحمة الله !! بعد سماعي ذلك الخبر حزنت كثيرا لفقدان تلك الاخت التي تركت اثنين من الاطفال في هذه الحياة ولكن في النهاية الله موجود ولن ينسى عبيده ابدا وقلت لزميلي : لاتحزن انه حال الدنيا فكل من عليها فان ولن يبقى سوى وجه ربك الكريم , ان رحيل كل انسان من هذه الحياة هو واجب سوف يؤديه كل من يسير حيا على هذه الارض … ولكن الصدمة هي ليس للموت نفسه ولكن لاسباب ذلك الموت !! فعند متابعتي للحديث مع زميلي قلت له كيف توفت وهي في منتصف شبابها ! فقال لي تعلم ياعزيزي انها تزوجت منذ فترة وقد انجبت اطفال ولكن الحال كان مع زوجها لايسير بطريق معبد فكانت رياح المشاكل والمعوقات تملئ ذلك الطريق … فتابع حديثه قائلا كنت عائدا من محل عملي ذات يوم الى بيتي برفقة زوجتي فرن جرس هاتف زوجتي واذا بأختها تلهث انفاسها الاخيرة وهي تستنجد بنا ! ذهبنا مسرعين الى بيتها فدخلنا البيت الذي كان مليئ بلنساء حتى وصلنا الى فراشها التي توسطته تلك الاخت المسكينة ..سألت زوجها مالذي حل بها ؟ اجابني بتردد وخوف : لاعلم !! سارعت باخذها الى اقرب مستشفى لكننا لم نستطع انقاذها حيث انتقلت بجوار ربها في النهاية , وبعدها مباشرة سارعت لأسأل اطفالها مالذي حصل لاوالدتكم .. اجابني ذلك الطفل المسكين بلسان برائة الاطفال ..( بابا ظرب ماما بوكس !!! ) ايقنت حينها انها قد توفت نتيجة فعل زوجها الاحمق الوحش الدموي الذي لايعرف معنى الرحمة والانسانية , كنا لانزال في المستشفى فرجال الطب العدلي اكدوا انه لابد من تشريح تلك الفتاة للتعرف على اسباب ذلك الموت المفاجئ كون انها لم تكن تعاني من أي مرض سابق وكانت تتمتع بصحة جيدة !! فقلت مع نفسي ان الحق العام سوف يظهر حق تلك الفتاة التي بقي اهلها يتفرجون على الذي يحصل غير مصدقين بما جرى لابنتهم .. لكن سرعان مانتشر رجال يتبعون لاحدى المليشيات والتي ارتبط معهم ذلك الزوج بعلاقة عمل معينة مبنى المستشفى حتى اجبروا القائمين بطريقة سحرية على ابعاد تقرير تلك الحالة خطر الشبهات عن ذلك الرجل القاتل !!! اننا كرجال صحافة وسلطة رابعة لانقول شيئأ في هذه الحالة غير رحم الله تلك الفتاة التي ماتت نتيجة وحشية وظلم هذا الطائش الذي فقد وعيه مع زوجته ام بنيه وقدم لها ركلة اودت بحياتها بشهادة ابرئ البشر في هذه الدنيا وهم ( الاطفال ) ان هذه الحالة هي نموذج لحالات عديدة تحصل في المجتمع العراقي للاسف , فهؤلاء المتوحشون تناسوا قدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى والذي سوف يحاسب كل شخص عما ارتكب من مظالم بحق اهله وذويه , فالله حلل الطلاق في كتابه العزيز لستئصال الحالات المستعصية بين كل رجال وامرأة فان كانت الحياة مستحيلة وصعبة بين الطرفين فالطلاق هو الحل المثالي اذا ماقرون بلقتل والاعتداء والظرب وابشع الامور …اننا مسلمون وديننا يلزمنا بحسن معاملة النساء فلابد ان يتعلم الجميع وخصوصا اصحاب القلوب المريضة نهج رسول الله ( ص) واهل بيته الاطهار ( عليهم السلام) حين وصف تعامل الرجال مع النساء عندما قال ” رفقا بالقوارير ” .