خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خطوة نحو عودته من جديد للسياسة، سيلقي الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، كلمة في مؤتمر العمل السياسي للمحافظين، في “أورلاندو”، بولاية “فلوريدا”، وهو أول ظهور علني له منذ مغادرته “البيت الأبيض”، نهاية الأسبوع المقبل.
وقالت “لارا ترامب”، كبيرة مستشاري الرئيس السابق؛ إنه قد يكون مهتمًا بالترشح للرئاسة مرة أخرى، في عام 2024، بحسب ما نقلت شبكة (سي. إن. إن).
ونقل موقع “(أكسيوس) الأميركي، عن مصادر مطلعة ومقربين من “ترامب”، أنه في أول ظهور له بعد ترك الرئاسة، يخطط الرئيس السابق لإرسال رسالة، الأحد المقبل، في “أورلاندو”، مفادها بأنه: “المرشح المفترض للجمهوريين، لعام 2024″، وأنه يحكم قبضته على قاعدة الحزب.
ونقل الموقع عن المصادر؛ أن خطاب “ترامب” سيكون: “استعراضًا للقوة”، وأن الرسالة ستكون: “ربما لا أمتلك حسابًا على (تويتر) أو المكتب البيضاوي، لكنني ما زلت مسيطرًا”، لافتًا إلى أن: “الانتقام هو هوسه الرئيس”.
وأشار الموقع إلى أن مستشاري “ترامب” سيلتقون به في مقر إقامته بمنتجع، “مار إيه لاغو”، هذا الأسبوع، للتخطيط لتحركاته السياسية المقبلة، و”إعداد آلية صاحب السلطة”، خلال انتخابات التجديد النصفي، عام 2022.
ووفقًا للموقع، يقول مستشارون لـ”ترامب” إن سلطته داخل الحزب الجمهوري: “تتعمق، ويتسع نطاقها أكثر من أي وقت مضى، وإنه لا توجد قوة يمكن أن توقفه”.
“ترامب” هو الحزب الجمهوري !
من جهته؛ قال “غيسون ميللر”، كبير مستشاري “ترامب”، إن: “ترامب هو الحزب الجمهوري فعليًا. والفجوة الوحيدة هي بين المقربين في الحكومة والجمهوريين على مستوى القاعدة في جميع أنحاء البلاد. فعندما تهاجم الرئيس ترامب، فأنت تهاجم القواعد الشعبية للجمهوريين”.
وأوضح الموقع؛ أن خطاب “ترامب”، يوم الأحد المقبل، خلال “مؤتمر العمل السياسي المحافظ”، في “أورلاندو”، يهدف لإظهار أنه يسيطر على الحزب، سواء ترشح لانتخابات عام 2024 أم لا، كما أنه يعتزم القول إن العديد من توقعاته بشأن الرئيس، “جو بايدن”، قد تحققت بالفعل.
لكن بعض مستشاريه يقولون؛ إن هذه ليست الطريقة التي ستسير بها الأمور، إذ يهدف اجتماع هذا الأسبوع إلى فرض السيطرة.
وقال مصدر مقرب من الرئيس الأميركي السابق: “على نحو مماثل، لعام 2016، نحن نكسب واشنطن مرة أخرى”.
تأسيس حزب سياسي جديد..
وبعد رحيل “ترامب” عن منصبه، في كانون ثان/يناير الماضي، تحدثت تقارير إعلامية عن سعيه لتأسيس حزب سياسي جديد يحشد أنصاره ضد الجمهوريين، الذين لم يدعموا موقفه من محاكمته الثانية بـ”مجلس الشيوخ”، والذين رفضوا مساندته بشكل تام ومطلق فيما يتعلق باتهاماته المتكررة بتزوير الانتخابات.
وفي أول تصريحات له بعد رحيله؛ أعلن “ترامب” أنه سيعود بطريقة أو بأخرى، وعقب برائته من “مجلس الشيوخ”؛ أكد أن: “الحركة الوطنية بدأت للتو”، دون توضيح لنوع تلك الحركة.
وكالة (رويترز) للأنباء ذكرت، مطلع شباط/فبراير الجاري، أن أنصار “ترامب” على مواقع التواصل الاجتماعي يدعون إلى تأسيس حزب سياسي يحمل اسم (الوطني-Patriot)، وذلك عبر 51 مجموعة و85 صفحة على موقع (فيس بوك)؛ أغلقت بعضهم فيما بعد.
46 % من الجمهوريين سينضمون لحزب “ترامب”..
وفي استطلاع رأي حديث؛ أجرته جامعة “سافولك”؛ بالتعاون مع صحيفة (USA Today)، ونشرته صحيفة (إندبندنت)، الإثنين، يظهر أن الملياردير الجمهوري لايزال يتمتع بشعبية هائلة بين الجمهوريين؛ فضلاً عن أنصاره الذين لا يمارسون العمل الحزبي، ويدعمون صراحة الإنضمام لحزب “ترامب” المزمع.
ويكشف الاستطلاع أن نحو 46% من أعضاء “الحزب الجمهوري”، الذين شاركوا في الاستطلاع يدعمون فكرة تأسيس حزب جديد لـ”ترامب” والإنضمام إليه.
ويقول أحد الجمهوريين المشاركين في الاستطلاع، إنهم يشعرون أن الجمهوريين لا يقاتلون بما يكفي من أجلهم، ويرى أن “ترامب” يقاتل من أجلهم بأقصى ما يستطيع، كل يوم.
ويقول أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع؛ إنه يتعين على “الحزب الجمهوري” أن يصبح “أكثر ولاءً” لـ”ترامب”، حتى لو كان ذلك على حساب خسارة المزيد من كبار قادة الجمهوريين.
وأبدى نحو 85% من المشاركين في الاستطلاع؛ نيتهم بالتصويت لصالح “ترامب”، حال ترشح للانتخابات الرئاسية في 2024، حال استمر بـ”الحزب الجمهوري” وفاز بترشيح الحزب لمنصب الرئيس.
وشارك نحو 1000 شخص من أنصار “ترامب”، في الاستطلاع الذي أجري بين 15 و19 شباط/فبراير الجاري، وأشاروا إلى أنهم يستبعدون تصويتهم لمرشح جمهوري أيد عزل قائدهم السابق.
انقسام جمهوري..
أصبح جليًا الانقسام الذي يشهده “الحزب الجمهوري”، والذي عززه إجراء محاكمة ثانية لـ”ترامب”، في نهاية كانون ثان/يناير وبداية شباط/فبراير الجاري بـ”مجلس الشيوخ”، إذ صوت 10 جمهوريين على اتهام “ترامب”: “بالتحريض على التمرد” في “مجلس النواب”، بينما دعم 7 جمهوريين محاكمته في “مجلس الشيوخ”.
ورغم أن زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ، “ميتش ماكونيل”، رفض إدانة “ترامب”، في “مجلس الشيوخ”، لكنه حمله المسؤولية كاملة على أحداث (الكابيتول)، في 6 كانون ثان/يناير الماضي.
ورد “ترامب”، بعد المحاكمة بأيام؛ ببيان شن خلاله هجومًا لاذعًا على زعيم الأقلية الجمهورية؛ ووصفه بأنه دمية في يد الديمقراطيين وزعيمهم، “تشاك شومر”.
وذكرت (إندبندنت) أن عددًا من المشرعين الجمهوريين، أعربوا عن قلقهم من الخلاف بين أعضاء الحزب، متوقعين أن يكون له تأثيرًا على خطط الحزب لاستعادة الأغلبية في “مجلس الشيوخ”، في انتخابات 2022.