23 نوفمبر، 2024 12:16 ص
Search
Close this search box.

المراهنة على الزمن ليس في صالح طهران

المراهنة على الزمن ليس في صالح طهران

مشاعر اليأس والاحباط مازالت تسيطر على الاوساط الحاکمة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جراء عدم تحقيقها لأي تقدم على مسار العودة الامريکية للإتفاق النووي، ويبدو إن النظام الايراني الذي بذل أقصى جهده من أجل رمي الکرة في الملعب الامريکە لاتزال الکرة في ملعبه وعليه أن يتحرك بعيدا عن سياسات الابتزاز والمناورات التمويهية المختلفة من أجل إحداث تغيير في الموقف الامريکي لصالحه، ويظهر واضحا بأن ذروة إحساس النظام الايراني باليأس من محاولاتهم المختلفة لممارسة الضغط على واشنطن قد تجسد فيما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده، من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستمرة بنهج الرئيس السابق دونالد ترمب بما يخص التعامل مع إيران وبرنامجها النووي. حيث أکد في مٶتمر صحفي الاثنين الماضي بأن”الإدارة الأميركية الحالية تواصل نهج الإدارة السابقة وما يحدث الآن لا يختلف عما كان عليه الوضع قبل 20 يناير”. وفي نفس الوقت وفي موقف يختکلف عن مواقف متشددة أخرى بشأن عمليات التفتيش فقد قال بأن”قرار إيران المرتقب بوقف عمليات التفتيش الإضافي لا يعني نهاية كل رقابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإيران عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، وبناء على ذلك فإن معظم عمليات المراقبة لا تزال قائمة، وهذه التصريحات تدل فيما لو دققنا مابين الاسطر، بأن النظام الايراني ليس في وضع يمکنه أن يتخلى حقا عن الاتفاق النووي ويقاطع الغرب.
الاوضاع الاقتصادية السيئة جدا وتردي الاوضاع المعيشية للشعب الايراني الى أدنى مستوى لها وإستمرار التحرکات والنشاطات الاحتجاجية لمختلف شرائح الشعب الايراني والتخوف من إندلاع ليس مجرد إنتفاضة أخرى وإنما”ثورة الجياع” کما باتت مسار وسياق الاحداث والتطورات تشير الى ذلك، يضعف کثيرا من موقف النظام الايراني في ممارسة مناوراته وألاعيبه مع الغرب خصوصا وإنه وبعد 4 أعوام من سياسة الضغط الاقصى الذي مارسته الادارة الامريکية السابقة لم يعد بوسع هذا النظام المراهنة على الزمن بل إن عامل الزمن لم يعد في صالح النظام أبدا وإن الوقت يداهمه وعليه أن يتخذ قرارا حاسما بهذا الصدد إذ لم يبق هناك من مجال لإتخاذ قرارات وسطية أو مٶقتة بل إن الظروف والاوضاع الحالية قد تجازت ذلك بکثير ولاسيما بعد الرسالة الهامة التي بعث بها عضوي الکونغرس الامريکي براد شيرمان وتوم مكلينتوك إلى جو بايدن، بشأن القرار الصادر عن الکونغرس الامريکي الموقع من قبل 113 سيناتورا ويعلن عن دعمه ومساندته لمطالب الشعب الإيراني وتحقيق رغبته في إقامة إيران ديمقراطية وغير دينية وغير نووية وجمهورية، وإدانة انتهاك نظام الملالي لـ حقوق الإنسان ورعايته للإرهاب. ولاريب من إن النظام الايراني يعلم جيدا بأن هذا القرار هو بالاساس حصيلة جهد ونضال المقاومة الايرانية التي عملت وتعمل من أجل إيصال صوت الشعب الايراني الى مختلف أوساط صناعة القرار الدولي، وبديهي بأن النظام الايراني عندما يعلم بأن يد المقاومة الايرانية قد وصلت الى الکونغرس فإنه يعلم بأن عامل الزمن الذي کان سابقا يراهن عليه قد أصبح اليوم بالنسبة له کالسيف المسلط على رأسه!

أحدث المقالات

أحدث المقالات