18 نوفمبر، 2024 6:32 ص
Search
Close this search box.

أمريكا وإيران والعرب

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات سياسية دراماتيكية بعد غزو العراق وتدميره وإخراج جيشه الوطني خارج التوازن الإقليمي العسكري ،ويتمثل هذا التحول ،في فضح زيف وكذب ادارة اوباما وحكام طهران عدائهما لبعضهما ،حيث كانت ادارة المجرم بوش تسمى إيران (محور الشر ) في حين يسمي حكام وملالي طهران أمريكا ب(الشيطان الأكبر ) ،وثبت أن التخادم السياسي والعسكري والاقتصادي هو القاسم المشترك بينهما ،فلكل منهما مشروعه في المنطقة أمريكا مشروعها إقامة  مشروع الشرق الأوسط الكبير المهيمن على العالم كله حسب نظرية برنارد لويس ،أما حكام وملالي طهران فلهم المشروع الديني التوسعي ألصفوي، وتمدده ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم ،وهذا لم يعد سرا لأحد ،هم من يجاهر ويتفاخر به ،والعرب يتفرجون ؟،فكيف حصل هذا والعرب نائمون في العسل، وخرجوا من مولد غزو العراق (بلا حمص)،بعد أن سمحوا للجيوش الأمريكية الغازية الانطلاق  من حدودهم، ، لتدمير العراق وقتل شعبه ومحو هويته القومية العروبية وتسليمه الى عدو العرب التاريخي إيران وملاليها ،إذن السيناريو الأمريكي –الإيراني لم يتوقف عند حدود العراق وابتلاعه ،وإنما تعدى هذا الى دول عربية أخرى لإخراج جيوشها من منطقة الصراع الدولي على النفوذ والمصالح فابتدعوا الربيع العربي المزعوم ،وغزا الناتو وأمريكا ليبيا وسلموها للميليشيات كما سلموا العراق ،وبعدها دعموا الإسلام السياسي للمتاسلمين العرب وسلموا مصر لمرسي وإخوانه ليحكم باسم الإسلام، والإسلام منه بريء ،فأساء مرسي للإسلام النقي الحقيقي وكذلك تونس الإسلامية المتطرفة، لتقول أمريكا للعالم هذا هو الإسلام وهذا حكمه ،وبذلك تشيطن الإسلام بأدواتها  مرسي ومشتقاته –والغنوشي ومشتقاته ،،أما السيناريو المرعب الآخر فالاتجاه الآن والجهد الدولي والعالمي الى سوريا ،وكلنا يرى اللعبة الأمريكية-الإيرانية في سوريا ،فإدارة اوباما وحلفاؤه الغرب بريطانيا والمانيا وفرنسا  وعدوا بتسليح المعارضة السورية والجيش الحر بأنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والصواريخ وغيرها لإحداث توازن مع قوات نظام الأسد ،إلا أن مثل هذا لم يحدث بسبب حجة أمريكا والغرب أن السلاح سوف يقع بيد جبهة النصرة وأعضاء القاعدة ودولة العراق والشام  والفصائل الإسلامية المتطرفة الأخرى حسب قولهم ،وهذا دجل وكذب وافتراء بحق ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد الدموي ،فخذلت أمريكا والغرب الثورة ،وتركتها تقاتل وحدها نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية العراقية الموالية لإيران وعناصر حزب الله اللبناني ،كل هذا جري ويجري الآن، من اجل عيون البرنامج النووي الإيراني ،ومن هنا يبدأ السيناريو الجديد وبالتحديد هذه المرة ليس على ارض العرب ،بل من منصة الأمم المتحدة حيث ألقى الرئيس الإيراني خطابه الموجه الى ادارة اوباما والأمريكيين في مجلسي الشيوخ والنواب،وهكذا تمت المكالمة بين اوباما وروحاني بإيعاز من ولي الفقه الخامنئي في طهران ،والتي انتقدها الحرس الثوري وهدد روحاني لولا تدخل خامنئي وتهدئة الأمور ،إذن الانفتاح الأمريكي المفاجئ وراء أجندة أمريكية –إيرانية في المنطقة لتبادل الأدوار يكون الخاسر والمهدد فيها ،هو مستقبل العرب والمنطقة ،وهذا تؤكده العلاقة المتوترة بين السعودية وأمريكا وبين مصر (تخفيض المساعدات ) وإدارة اوباما كما صرح بذلك وزير الخارجية المصري ،وهكذا تلعب أمريكا لعبتها القذرة تجاه العرب وتنفذ أجندتها مع إيران بعد تعهد إيران (بإشاعة السلام مع إسرائيل ) والتفاهم حول البرنامج النووي العسكري والتنازل عن بعض الخطوات مما أشاع أجواء مريحة في الأروقة السياسية الأوربية والأمريكية، وهكذا يستمر التخادم الأمريكي –الإيراني على حساب العرب، في ظل تخاذل وتضليل وتجهيل وتجاهل  أمريكي للأنظمة العربية التي كانت تعول على حليفتها أمريكا عبر التاريخ…

أحدث المقالات