قراءة سريعة
تعرضت أربيل عاصمة إقليم كوردستان في تمام الساعة 9.15 من ليلة 15-16/2/2021 الى هجوم صاروخي سقطت بالقرب من مطار أربيل الدولي والشقق السكنية والقنصلية الصينية واسفرت عن مقتل مقاول وجرح اخرين واثارت ردود فعل دولية وداخلية بالشجب والاستنكار وضرورة اجراء التحقيقات اللازمة والقبض على مرتكبي هذه الجريمة النكراء وإحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل وأعلنت كتائب (أولياء الدم) عن مسؤوليتها عن الهجوم.
إن قراءة سريعة لهذا الهجوم يمكننا ان نلخصها بالنقاط الاتية:
مكانة وهيبة إقليم كوردستان حكومة وشعباً باعتباره التجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة الملتهبة بنار الصراعات و حماية المصالح وان هذا الهجوم يستهدف هذه المكانة ويحاول التقليل من دروه في استقرار المنطقة والبناء الديمقراطي.
بات استقرار إقليم كوردستان وامنه شوكة في عيون الحاقدين ومحل افتخار واعتزاز لشعبه وحكومته ونقطة تحول واستقطاب للاستثمار والتمثيل الأجنبي في وسط من الدمار والخراب المستمر والممنهج للمنطقة المحيطة وزيارة بابا الفاتيكان في ( 7 أذار / 2021) خير دليل وان هذا الهجوم الصبياني الجبان يستهدف هذا الامن ويحاول ان يعكر صفوة الحياة ويزرع الخوف والفزع في النفوس، المتنفذين ومن يقف معهم يتصورون سهواً قدرتهم على اللعب بأمن الإقليم والعبث به ولكن هيهات هيهات.
وقوف التحالف الدولي وعلى رأسه أمريكا الى جانب الإقليم سواء بالدعم اللوجستي او المعنوي والاتصالات المكثفة بين السيد (مسرور البارزاني) رئيس الحكومة مع الدول العظمى دليل على أهمية الإقليم في الساحة الدولية والدور المنشود الذي يلعبه في الوقت الحالي والمستقبل .
إن البث المباشر للقنوات الفضائية(روداو وكوردستان 24 نموذجا) كسبق صحفي من موقع الحدث امر غير صحيح وليس في محله ويقدم معلومات مهمة وحساسة الى الجهات المعادية وخاصة منفذي الهجوم الصاروخي بالمواقع المستهدفة وعدد الإصابات وحجم الاضرار والإجراءات الأمنية المتخذة ودرجة تأثيرها على المواطنين ويحتمل استهدافهم ثانية لذا فمن الضروري منع الاعلام من التقرب الى مكان الحادث لحين اكتمال التحقيقات اللازمة واصدار البيانات من الجهات ذات العلاقة.
ان اعلان كتائب (أولياء الدم) المقرب من إيران مسؤوليتها عن الهجوم دليل على عدم رضوخ سلطات الإقليم في أربيل العاصمة لسياساتها ووقوفها بالضد من اجنداتها وعدم الاستسلام لأوامرها وانها تريد توجيه النظر الى وجود القوات الامريكية في أربيل باعتبارها هي المستهدفة.
ان الهجوم لم يؤثر على نفسية الشعب الكوردستاني وخاصة أهلنا في أربيل وانما وقف صامداً شجاعاً شهماً ضارباً بيد من حديد على مخططات الأعداء عرض الحائط وأحلامه سدىً وان مسيرة البناء والاعمار يكون مستمراً في ظل الامن والأمان .
عند تضييق دائرة المستهدف من الهجوم الصاروخي يتبين بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) هو الهدف لأنه صاحب المشروع القومي والتاريخ والنضال والمنجزات والسد المانع الحائل امام طموحات وأطماع هؤلاء الميليشيات الخارجة عن القانون ومن يقف وراءهم بالخضوع والتوقيع على بياض.
بأختصار شديد ان الأمور تعرف باضدادها وانها دليل على قوة و صلابة إرادة هذا الشعب وحكومته في صد الهجمات الارهابية ويقف امام مخططات الأعداء ويبددها ويمحوها من الوجود.
بارك الله صمود أهلنا في أربيل العاصمة وقوفهم المثابر الشجاع مع حكومتهم وان هذه الاعمال الجبانة لايثنينا عن نهجنا في خدمة كوردستاننا الحبيبة والإنسانية جمعاء.