عالم السياسة هو إستثمار الممكنات ، وصوت السيدة رغد صدام حسين المسموع والمؤثر يمكن إستثماره في إدانة التدخل الإيراني في شؤون العراق ونهب ثرواته ، وإيصال هذه الإدانة الى العالم ، عسى ولعل يخجل الساسة ( الرجال ) في العراق الذين ما بين رافض من دون فعالية مؤثرة ، و صامت، ومتعاون مع هذا التدخل ، فالخطر الوجودي للتدخل الإيراني يعلو على كافة الأخطار ، وأيضا هذا ليس وقت عتاب أو محاسبة رغد على جرائم صدام حسين وعدي وقصي وزوجها حسين كامل ، فهي لم تكن صاحبة قرار ، ومسؤوليتها الوحيدة تنحصر عن أموال الشعب التي سرقها زوجها وأصبحت بعد قتله بحوزتها ، قبل ان تحاسبوها على تصريحاتها ، حاسبوا من يسمون أنفسهم ( مجاهدون) على سرقاتهم وعمالتهم وتخريب العراق ، الذي نحن فيه هو لحظة حرجة تتمثل في إبتلاع إيران لوطننا بمساعدة عملائها !
أمر مفجع خلو العراق من الرجال الحقيقين الذين يدافعون عنه ويقفون بوجه الإستباحة الإيرانية لبلدهم ، فالعقل الفارسي بخباثته نجح بالإغراءات والتخويف في إسكات الأصوات المعارضة ، حتى أصوات أبناء المدن الغربية لم نعد نسمع من البرلمانيين وأعضاء الحكومة وباقي الساسة أية إدانات شديدة للإحتلال الإيراني ، بل الكارثة رئيس البرلمان الحلبوسي ذهب ذليلا الى الإرهابي قاسم سليماني كي ينال منصبه أقسم بالقرآن على الولاء لإيران وخيانة العراق !
وما يقال عن دعم رغد للإرهاب .. ظهر واضحا ان الداعم الأكبر للقاعدة وداعش هي إيران والتنظيمات الشيعية إبتداءا من إدخال المجرم الزرقاوي مرورا بدعم جيش المهدي وعناصر بدر وغيرهم للإرهابيين في الفلوجة بالمناسبة الإرهابي (أبو فدك ) كان أحد عناصر الإرتباط بين إيران وتنظيم القاعدة ، ثم جاءت مرحلة إطلاق سراح الإرهابيين الدواعش من سجن أبو غريب كي يتم إسقاط الموصل والرمادي وتكريت وبعدها تأتي الميليشيات لإحتلال هذه المدن بحجة محاربة داعش !
وللتذكير لغاية الآن الشيعة الذين يمسكون الملف الأمني يرفضون شراء أجهزة كشف السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة بأوامر إيرانية كي تعطى الحرية للإرهابيين في التجول وإختيار أماكن تنفيذ جرائمهم وإستفادة إيران في شق صفوف الشعب العراقي طائفيا وتخويف الشيعة وإجبارهم على طلب حماية إيران لهم !
إن كان قرار رغد صدام حسين جديا في لعب دور سياسي في العراق فهي مواطنة يحق لها ، والعراق بحاجة الى صوتها المعارض للعدو الإيراني ، لكن كيف سيتم تأمين حمايتها الشخصية داخل العراق ، وربما نشاطها السياسي والإعلامي في الخارج من إحدى دول الخليج العربي ، أو من لندن هو الخيار الأفضل ، وشماعة التخويف بعودة البعث لن تنجح وأصبحت ورقة مستهلكة من قبل من يعتبر نفسه جاءا بديلا للبعث من التنظيمات الشيعية التي مارست السرقة والعمالة وتحطيم البلد ، حزب البعث موجود في البرلمان والحكومة ، ويعقد إجتماعات سرية حتى في كربلاء والنجف .