وأنا أبحر قبل فترة قليلة من الزمن بين عـــــشرات الأمثــلة والحِكَمْ الأجنبية واذا بي أتوقف عند عبارة تقول “ A chain is only as strong as its weakest link “ وترجمتها الحرفية – قوة السلسلة تساوي قوة أضعف حلقاتها – حقاً ان هذا المثل أو الكلام يُعبر عن حالة مهمة في الحياة بصورة عامة وعن حكومتنا بصورة خاصة. قبل أن نتوغل في السجال بشأن هذا الموضوع من الضروري أن نبسط الموضوع كالشكل التالي لأن هناك في هذا العالم من لايستطيع أن يتوصل الى المفهوم المنطقي لهذا المثل الا من خلال تبسيطه الى اعلى درجات التبسيط . لنفترض ان هناك شركة متقدمة جدا من خلال جميع أعضائها ومنتسبيها لما يملكونه من عقل راجح وهمة متواصلة وإيثار ليس له قرار من أجل ايصال الشركة الى اعلى درجات الأنتاج والكمال المهني والجميع يعملون على هيئة – كروب- او فريق عمل واحد , الجميع يتفانى من اجل الفرد والفرد يتفانى من اجل الجميع. على حين غرة يكون هناك فرد من هذه الشركة العملاقة متقاعساً عن العمل ولايهتم بقدسية العمل أو ماتنتجه الشركة ولايهتم بسمعتها مطلقا . نجد هذا الشخص يجعل الشركة تتراجع الى الخلف لأن هذا الشخص أصبح هشاً وبالتالي يؤثر على كل المجاميع التي تركض وتتفانى من اجل النجاح . هذا من جهة ومن جهة اخرى نفترض ان لدينا سلسلة من حديد قوي جدا ولكن توجد حلقة واحدة من تلك السلسة معطوبة او مقطوعة وبالتالي اضطر صاحب السلسة الى ربطها بسلك رفع كي لاتنفرط وتتطاير الى اشلاء . . هذا الأمر يجعل تلك السلسلة هشة جدا على الرغم من أن جميع باق الحلقات سليمة ومن حديد قوي جدا. نعود الى حكومتنا – مع الأسف توجد فيها حلقات كثيرة جدا هشة جدا لأنها غير متخصصة في عملها وجاءت نتيجة المحاصصة والمحسوبية والحزبية وهذا بالتأكيد يؤثر على الحلقات الأخرى مهما كانت متقدمة في العلم السياسي والأقتصادي والأجتماعي والتربوي والصناعي والتجاري والدبلوماسي لأن الحلقات الهشة لاتستطيع أن تتعامل مع الواقع بمنطق وحرفية مطلقة وهذا ماجعل بلدنا يتحول الى بلد هش في كل النواحي على الرغم من المال الكثيرالمتدفق من النفط وغير النفط. فكيف يكون وزير صناعة دولة عملاقة مثل العراق وهو خريج اعدادية .. إن هذا لشيء عجيب. لن تصمد السلسلة الحديدية الا بتبديل الحلقة المكسورة بواحدة من الفولاذ كي توازي بقية الحلقات وباتالي تصمد في وجه التوترات والمصاعب الكبيرة التي تحدث في كل مكان تكون فيه تلك السلسلة. سلاما ايها الفقراء في ارض بلادي.وسلاماً لكل الشهادات العليا التي لازالت تفترش الشارع وتحاول العثور على بصيص أمل لأسناد السلسلة المكسورة كي تحاول جعل البلد يقف على قدميه من جديد ويتخلى عن حالة الضياع التي يعيش فيها الجميع منذ لحظة التغيير حتى هذه اللحظة.