خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لطالما استند تقليد إقامة مراسم 11 شباط/فبراير، (ذكرى انتصار الثورة الإيرانية)، إلى محورين: استعراض وحدة الشعب، وقوة الحكومة.. مع هذا فقد طغت على مسيرات، هذا العام، موضوعات هامشية تنم عن التشتت وزوال السلطة.
في السياق ذاته، ألقى فيروس (كورونا) بظلاله الثقيلة على المسيرات، حيث أنطلق ركاب الدراجات النارية بشوارع “طهران” والمدن الكبرى، في ظل غياب الجمعات المنظمة كعادة السنوات السابقة.
وقد أثارت أجواء الاحتفالات، للعام الجاري، الكثير من ردود الأفعال. وقد حظيت ثلاث ظواهر مختلفة، “مرتبطة”، على مسار مراسم الاحتفالات بانتصار الثورة، هي: التعريض برئيس الجمهورية، “حسن روحاني”، وحذف اسم “الخميني”، مؤسس الجمهورية، من البيان النهائي للمسيرات، ثم تجمع أنصار “أحمدي نجاد”، بشكل غير قانوني.
وقد أثارت هذه الظواهر الكثير من ردود الأفعال، لا تقل في لغتها، نبرتها الحادة عن الشعارات التي طافت الشوارع، وفي البيان الختامي. بحسب صحيفة (دوتشيه فيليه) باللغة الفارسية.
التعريض بالرئيس “روحاني“..
كان شعار: “الموت لروحاني”، أحد الشعارات الرئيسة لركاب الدراجات النارية، وقد انعكست رؤية المشاركين في المراسم، تجاه حكومة “روحاني” بشكل صريح، في البيان الختامي.
وقد ورد الشعار على سبيل “الإهانة”، للرئيس الإيراني، وهي ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها هذا الشعار على نحو أثار غضب أنصار الرئيس والحكومة.
وقد تطرق “علي رضا معزي”، مساعد الإعلام بمكتب رئيس الجمهورية؛ إلى “تسلسل الإهانات”، ضد “روحاني”، عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، قال فيها: “تسلسل الإهانات من المنابر ووسائل الإعلام، وحتى ركاب الدراجات النارية في مسيرات انتصار الثورة، لا يبدو مصادفة وتلقائي”.
واستعرض “معزي”؛ تنبيهات “خامنئي” الواضحة والعلنية بشأن الترفع عن الإهانات، ووصف تكرار مثل هذه الإهانات: بـ”التحدي والعصيان”.
تفريغ النظام من الجمهورية..
وصف الهجوم على، “حسن روحاني”، من جانب بعض المعترضين المشاركين في مسيرات انتصار الثورة، بتقليد “قتل الخليفة”، وحذورا من تداعياته على عموم “الجمهورية الإيرانية”.
ووصف “معزي”، الهجوم، بمحاولة: “تفريغ النظام من الجمهورية”، ووصف المتورطين في هذه الهجمات بأنهم كانوا سابقًا: “أعداء للولايات المتحدة”، وأدعى أنهم بهذا الهجوم لم يساهموا فقط في تطهير، “دونالد ترامب”، وإنما اختصوا “روحاني” بالإهانات.
ووصف صور المراسم: بـ”المخجل”، وكتب: “هذه الخطوة انتقام من الصندوق، وليس انتقام من شخص أو تيار، إنه انتقام من المستقبل”.
بدوره؛ علق “حسام الدين آشنا”، مستشار رئيس الجمهورية؛ على تداعيات هكذا إهانات، واعتبرها: “لعب بالنار”؛ وسيكون له: “تداعيات وخيمة”. وكتب على (تويتر): “إحذر: التجربة أثبتت أنه لا نهاية لإطلاق التيارات العفوية !!.. والشعارات المعدة سلفًا ضد الحكومة، سوى بلورة الاضطرابات ضد النظام”.
وصنف “عباس آخوندي”، وزير الطرق السابق، الشعارات ضد “روحاني”، تحت بند: “تعدد الحكومات” في “إيران”، وأنه يندرج تحت تقليد: “قتل الخليفة”، وحذر من فتح باب هذا التقليد التاريخي المألوف.
ونوه الصحافي، “غلام رضا بني أسدي”، إلى أن هذا التقليد لن يتوقف عند “روحاني”، وحذر من يقومون بالتحريض على مثل هذه التصرفات.
كذلك قال “عباس عبدي”، الصحافي الإصلاحي: “إذا كانت الإهانة جريمة، فعاقبوهم”.
حذف اسم “الخميني” من البيان الختامي !
علق الناشط الإصلاحي، “جواد إمام”، على كل مراسم عشرة الفجر، (الأيام العشرة التي سبقت عودة الخميني إلى إيران)، وكتب: “ياللعجب هذه عشرة الفجر ؟!.. تلك المراسم التي بدأت بحذف، بيت الإمام، وقطع البث عن، حسن الخميني، في الاجتماع مع أعضاء الحكومة بمرقد الخميني. ثم حذف، المشاركون بالمسيرات، اسم الخميني، من البيان الختامي”.
وربط آخرون؛ بين من هاجموا “روحاني”، ومن حذفوا اسم “الخميني” من البيان الختامي، وقالوا: “هذه الظواهر ليست عفوية”.
وكتب “حميد طباطبايي”، الصحافي الأصولي: “ورد اسم، خامنئي، بالتصريح والتلميح ثلاث مرات، ورد اسم: سليماني وفخري زاده، بل وأبومهدي المهندس، فيما لم يرد اسم: الخميني”، وتساءل: “ألا تلمسون في مثل هذه السلوكيات روايح نفوذ الفضوليين ؟!”.