في تقرير صادم حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الآلاف من النساء العراقيات محتجزات في حالة ينطبق عليها وصف “العبودية الجنسية” ، وقالت المنظمة إن المطاف ينتهي بالعديد منهم في مدن عربية أخرى ، مثل دمشق أو دبي. وأورد التقرير قصة لفتاة عراقية تبلغ من العمر 19 عاما ظهرت على شاشة قناة الإذاعة الوطنية الأمريكية واختارت لنفسها اسم مستعار (أحد) ، وسردت شهاداتها بأنها خرجت ذات يوم للتسوق في وسط المدينة ، تضيف أنها خرجت من متجر في ذلك اليوم وكانت على وشك عبور الشارع . ثم قالت “توقفت سيارة – أربعة رجال”. وأضافت في شهادتها على شاشة القناة التليفزيونية “هددوني بمسدس ثم أمسكوا بي ولفوني بالعباية ووضعوني في السيارة”..خذها الرجال إلى منزل وضربوها على قدميها بشدة حتى فقدت أظافر أصابع قدميها في النهاية. وأضافت إنهم عصبوا عينيها وحبسوها في غرفة. بعد ذلك احتجزوها لمدة 10 أيام ، ثم اقتادوها شمالاً إلى منزل في أربيل ، وهي مدينة في إقليم كردستان . وأضافت: “وضعوني مع أربع فتيات صغيرات مثلي”. “بعضهم اختطف مثلي . ثم قالت إحدى الفتيات لأحد: “إذا كنت ترغبين في العمل في الدعارة ، انضمي إلينا، وإذا كنت تريد وظيفة أكثر لائقة يمكنك العمل في مقهى”.
يضيف التقرير أنه كان من حسن حظ الفتاة أن عائلتها تلقت بلاغاً من صديق بأن امرأة في كردستان قد تم القبض عليها بتهمة الاتجار في الفتيات، وعندما فشلت كل الطرق القانونية في الوصول لابنة العائلة المختطفة لجأت العائلة للطريقة القبلية واستخدام القوة وفي نهاية المطاف رجعت الفتاة لأسرتها ولكنها في حقيقة الأمر ظلت فترة خائفة من أن تتعرض هى نفسها للقتل في حال إذا ما رفضت الأسرة روايتها عن الاختطاف واتهامها بأن خضعت للابتزاز العاطفي من رجل استدرجها إلى كردستان.
يشير تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن هناك شبكات لاستمالة الفتيات عن طريق الوعد بالزواج أو عن طريق الابتزاز العاطفي وعندما تقع الفتاة في وهم الحب مع أحد الأشخاص تجد نفسها في نهاية المطاف ضحية شبكة للاتجار بالرقيق الأبيض أو العمل في الدعارة ويكون لها الخيار بين أن تستمر في الوضع المزري الجديد الذي وجدت نفسها فيه أو العودة لعائلتها حيث قد تتعرض للقتل على يد أحد رجال العائلة . وهنا يطرح التقرير سؤالا يصعب الإجابة عليه، وهى إذا كانت مؤسسات الدولة العراقية قد استعادت عافيتها خاصة المؤسسات التي يتعلق عملها بإنفاذ القانون في المناطق التي كانت تخضع سابقا لتنظيم داعش الإرهابي ، فمن الذي يخطف النساء في العراق .