18 ديسمبر، 2024 6:47 م

من أول الأولويات لدينا هي وحدة كلمتنا

من أول الأولويات لدينا هي وحدة كلمتنا

قالها الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس)، في أحدى خطبه الموجهة الى محبيه؛ معبراً فيها عن مشروعه الوطني، بوحدة الكلمة، والالتفاف حول المرجعية، لبناء عراق جديد، خارج حسابات جميع الاطراف؛ قادر على تقرير مصيره.
المشروع الوطني، ليس وليد فترة ما بعد الاحتلال، بل هو راسخ في ذهنية آل الحكيم، بدايةً من الإمام محسن الحكيم قدس، مستمراً إلى أبناءه ومازال؛ بسبب رؤيتهم الواضحة واستشرافهم للأحداث، و انتماءهم الوطني في المقام الأول، جعل منهم منظرين، لمشروع عراق مستقل، متغلب على أزماته.
التدخلات الخارجية في الشأن العراقي، سواء كانت مباشرةً أو بأذرع داخلية، لم يكن لها أي تأثير إيجابي كونها تصب في مصالح الخارج، دون أي حسبان لمصلحة العراق؛ فحتى الجهات التي لجأ إليها فرسان المعارضة، فرضت عليهم وضعاً يخدم مصالحها و عزلتهم عن مواطنيها، لأنها رغم تأييدها لهم، تخاف من تأثيرهم على المواطنين.
شهيد المحراب ( قدس)لم يكن استثناءً من هكذا مضايقات؛ بل قد يكون هو ومن حوله تحت المراقبة و التشديد، ليس بأمر من رأس الهرم بل من القيادات الوسطية، التي تخشى تأثر القيادة أو الشعب، بأفكار ليس من مصلحتها، أن تتفشى في المجتمع؛ وقد نقل عن الشهيد مثل هذا في لقاء “مزعوم” مع الخبير السياسي الكويتي، الدكتور (عبد الله النفيسي)؛ حيث اشتكى سماحته- حسب قول الدكتور النفيسي- من عدم الراحة، والمضايقات والمعاملة كعرب لا كشيعة؛ واضطراره غير مرة للقاء الرجل الأول، للتوسط في قضاء حاجات احد أفراد المعارضة في المهجر، و أن الجالية العراقية تعاني من الفاقة و العنصرية.
هذا كله يجعل من مشروع العراق الحر المستقل عن جميع التدخلات، أمرا يفرض نفسه لضمان استقرار البلد، و الحفاظ على كرامة وحقوق ابناءه؛ فكانت مطالبات سماحته لتوحيد الصف، تحت راية المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، التي أثبتت لمرات عديدة أنها مرجعية وطنية لجميع العراقيين؛ قبل أن تكون مرجعية دينية للشيعة لذلك كان شهيد المحراب (قدس) يكرر قوله ” أنا خادم للمرجعية” مقتدياً بها و متخذها مناراً لمشروعه الوطني؛ بعيداً عن الأدوار التي أراده الخارج أن يلعبها؛ لتنفيذ أجنداته.
هيهات منا الذلة.. رددها متحدياً جميع خصومه، السابقين والمعاصرين؛ كما قالها سيدنا أبو عبد الله الحسين عليه وأله أفضل الصلوات؛ متحدياً بها جبابرة الأرض على مر العصور؛ فهنيئاً له هذا القدم، على طريق أصحاب الكلمة الصادقة؛ و طوبى له حسن الخاتمة مع شهداء الحق.