خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لا ينتظر الجيش الإسرائيلي اندلاع حرب شاملة، خلال السنوات المقبلة، لكنه يتوقع زيادة في هجمات (حزب الله) اللبناني، وسائر التنظيمات المدعومة من “الجمهورية الإيرانية”.
وهذا جزء من التوقعات الاستخباراتية السنوية، التي ينشرها الجيش الإسرائيلي، بداية كل عام. وقد تكهن الكثير من الخبراء، خلال الأشهر الأخيرة، بزيادة هجمات (حزب الله) ضد الأهداف الإسرائيلية. بحسب صحيفة (إينديبندنت) باللغة الفارسية.
انتظار رؤية مختلفة من “حزب الله”..
وتنطوي توقعات الجيش الإسرائيلي، للعام الحالي، على أهمية بالغة مقارنة بالأعوام السابقة.. فقد ساد نوع من التفكير داخل الأوساط العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، منذ حرب 2006م، بين (حزب الله) و”الكيان الإسرائيلي”، بإمكانية تحول أي عمليات جديدة بين الطرفين إلى حرب شاملة سريعًا، ولذلك فقد حرص الطرفان على تجنب هكذا مسار.
لكن حاليًا؛ تعتقد شعبة الاستخبارات العسكرية ،المعروفة اختصارًا باسم، (أمان)، أن (حزب الله) اللبناني سوف يتبنى، في المرحلة المقبلة، رؤية مختلفة.
ويتزامن تقرير الجيش الإسرائيلي؛ مع قصف (حزب الله) بالصواريخ المضادة للطائرات، مسيرة إسرائيلية فوق الجنوب اللبناني. لكن هذه الصواريخ فشلت في إصابة الهدف وتجنب الجيش الإسرائيلي الرد.
لكن يقال؛ كان لدى الإسرائيليين خطة انتقام واسعة النطاق، في حال نجحت صواريخ (حزب الله) في إصابة الهدف.
إيران و”حماس”..
ويتوقع أن التغيير الذي طرأ على توجهات (حزب الله) اللبناني بدأت، من الصيف الماضي. وكان الحزب قد توعد بالانتقام لاغتيال، “علي كامل محسن”، عنصر الحزب على الأراضي السورية، بتاريخ 20 حزيران/يونيو الماضي، على أيدي القوات الإسرائيلية.
ولكن بعد مرور ما يقرب من 7 أشهر على العملية؛ لم يتخذ الحزب أي إجراء حتى اللحظة، لكن من المتوقع أن يكون للحزب خطط في هذا الصدد.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شرع، في وثيقة التقييم السنوي، في تعداد التنظيمات المسلحة المختلفة التي تعتزم تنفيذ عمليات عدائية ضد “الكيان الإسرائيلي”، ومنها (حزب الله) اللبناني، و”الجمهورية الإيرانية”، والتنظيمات المدعومة إيرانيًا على الأراضي السورية والعراقية واليمنية، وبالطبع (حماس) و”الجهاد الإسلامي”، في “قطاع غزة”، والتي تحظى كذلك بدعم مالي ولوجيستي من “الجمهورية الإيرانية”.
وبحسب التقرير؛ فإن (حماس)، رغم حصولها على مساعدات إيرانية، إلا أنها تتبنى سياسة أكثر استقلالية ولا ترتبط بشكل وثيق مع “طهران”. وقد عقدت (حماس)، مؤخرًا، انتخابات داخلية؛ مع احتمال عودة، “خالد مشعل”، للسلطة مجددًا، وهي شخصية لا تحظى بدعم “إيران”، بسبب الموقف من، “بشار الأسد”، لكنه يحظى بدعم “تركيا” و”قطر”.
توقعات إسرائيلية..
ويعتقد الإسرائيليون في احتمال أن تكثف التنظيمات المسلحة، المدعومة إيرانيًا، من هجماتها ضد “تل أبيب” على نحو يزيد من قدرة “إيران” على المساومة ضد “الولايات المتحدة الأميركية”.
وتطرقت الوثيقة للحديث عن تداعيات مقتل الجنرال “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس) الإيراني. وكيف فشل، “إسماعيل قاآني”، في مليء فراغ، “سليماني”، لأنه يفتقر للكاريزما؛ ويفتقر للقدرة على تنفيذ هجمات مشابهة، لعمليات 2018م، من الأراضي السورية ضد أهداف إسرائيلية، بقيادة “سليماني”.
لاسيما مع قناعة القيادات العسكرية الإسرائيلية في فشل إستراتيجية “حرب بين الحروب”، في الحيلولة دون تدعيم الوجود الإيراني على الأراضي السورية.
وقال الجنرال “تامير هيمان”، رئيس (أمان)؛ في مؤتمر صحافي، قبل أيام: “نجحت إسرائيل بالاستفادة من إستراتيجية: (حرب بين الحروب)، من تنفيذ مئات الهجمات التي تضمن: “استمرار التفوق الإسرائيلي بالمنطقة”.
وأضاف: “سعت الجمهورية الإيرانية، بالتعاون مع حكومة، بشار الأسد، وكذلك (حزب الله) اللبناني، للاستفادة من مرتفعات الجولان في الهجوم على إسرائيل”.
ويسود إعتقاد داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، برغبة “إيران”، (بعد فشل سياسة الهجوم عبر الجولان)، إلى مهاجمة “إسرائيل” عبر الوسائط في “العراق” و”اليمن”، والاستفادة من الصواريخ بعيدة المدى أو المُسيرات.
والبُعد الجغرافي النسبي بين هذه البلاد و”إسرائيل”؛ يزيد من صعوبة السيطرة عليها، لكنها مع الوقت سوف تنهض للدفاع. وبحسب (أمان)؛ فقد يستغرق الرد على هجمات المُسيرات اليمنية، مدة 6 ساعات تقريبًا.
ووفق صحيفة (THE TIMES OF ISRAEL)، نقلاً عن قيادات إسرائيلية رفيعة المستوى: “فإن هجوم إيران على إسرائيل، من داخل الأراضي العراقية، أو اليمنية، قد يوفر مسارًا، (مؤثرًا)، ويضمن لإيران قدرة لا يمكن إنكارها”.