23 ديسمبر، 2024 2:59 م

من طماطم “نجاد” إلى خيار “روحاني” .. تتضاءل موائد الإيرانيين !

من طماطم “نجاد” إلى خيار “روحاني” .. تتضاءل موائد الإيرانيين !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تعمد “أحمدي نجاد”، في العام 2016م، تأخير تقديم الميزانية إلى البرلمان مدة شهر ونصف؛ حتى اليوم الذي تحدث فيه عن السيطرة على أسعار السلع وخفض أسعار “الطماطم”.

وقال، من فوق منبر البرلمان؛ بعد تقديم لائحة الميزانية: “نجحت الحكومة في السيطرة على التضخم، حيث بلغ التضخم في الأعوام السابقة 12.1%.. ووفق ما أخبرني أحد أصدقائي؛ فإننا نشهد زيادة في السلع الاستهلاكية، إذ بلغ سعر كيلو الطماطم ألفين طومان”.

في هذه الأثناء؛ صاح أحد النواب: “ثلاثة آلاف طومان”، لكن “نجاد” تجاهل النائب، واستطرد: “تعالوا اشتروا الفجل بالقرب من منزلي، لأنه رخيص عن الأماكن الأخرى”.

لم يكن مبلغ “ثلاثة آلاف طومان”، فلكيًا آنذاك، لكنه كان كبيرًا، مثل “الخيار” حاليًا، والذي يرافق “الطماطم” على موائد الإيرانيين، حيث بلغ سعر الكيلو أكثر من 20 ألف طومان. بحسب صحيفة (همدلي) الإيرانية.

الغلاء من الموز وحتى الخيار..

أضحت أسعار سوق الخضار والفاكهة، في “إيران”، صادمة، مؤخرًا، حيث بلغ متوسط سعر كيلو “الموز” الفاخر 60 ألف طومان، وقد كان متوقعًا تراجع الأسعار في الأسواق بعد وعود ترخيص حاويات الموز، لكن الأسعار تعكس وضعًا مختلفًا، حيث ماتزال أسعار “الموز” تواصل الارتفاع.

لكن الخبر الأكثر تداولاً؛ هو أن سعر “الخيار” وصل، في سلاسل المتاجر، إلى 25 ألف طومان، و16 ألف كأرخص سعر.

وعن هذه الزيادة؛ يقول نشطاء القطاع الخاص: “نقص المعروض وارتفاع سعر الخيار، في مثل هذا التوقيت من العام طبيعي، لكن ارتفاع السعر هذا العام فاق الحد التقليدي، والسبب الرئيس هو نقص المعروض”.

و”الخيار” بالأساس محصول صيفي، لذلك يلجأ المزارعون للاستفادة من “الصوب الزجاجية”، في زراعة “الخيار”، خلال فصل الشتاء، لكن نظرة على سعر هذا المحصول في الأيام الباردة من العام الماضي، يعكس حجم المبالغة في سعر الكيلو حاليًا؛ إذ تراوح سعر الكيلو في أسواق الخضار والفاكهة، قبل نحو عام، بين 4500 – 5900 طومان، في الوقت نفسه بلغ سعر “الموز”، وفق إدارة الخضار والفاكهة، قرابة 11 ألف طومان، لكن حاليًا يتداول بعض نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي الأخبار عن ارتفاع سعر “الخيار” حتى 20 ألف طومان؛ و”الموز” حتى 60 ألف طومان.

وبالنسبة لـ”الموز” تكشف التحقيقات الخبرية أن ارتفاع سعر الدولار، خلال الأشهر الأخيرة، ساهم في  سعر الكيلو بنسبة 90%، لأن أي ارتفاع أو انخفاض في سعر هذه العُملة ينعكس بشكل فوري على هذه السلعة الأكثر تداولًا.

لعبة الطماطم بسعر العُملة الوطنية..

غلاء السلع الأساسية، تحت وطأة ارتفاع أسعار العُملات الأجنبية، لا يقتصر على حكومة، “حسن روحاني”، فقط، ومن جهة أخرى؛ فإن نظرة على إحصائيات “البنك المركزي” تؤكد ارتفاع ملحوظ في أسعار “الطماطم”، منذ العام 2013م، بالتوازي مع تغيير الحكومة، بنسبة زيادة 156%، وتكرر الأمر ذاته، في العام 2018م، بزيادة 151%، بحيث بلغت سعر الكيلو 5430 طومان، مسجلاً أعلى رقم في تاريخ الحكومات الأربع الأخيرة.

وهذه الزيادة؛ تؤكد وجود شبكة سماسرة وانعدام الرقابة الحكومية على الأسواق. بخلاف نتائج نمو السيولة. وخلال السنوات الأخيرة، حقق نمو السيولة أرقامًا قياسية نشهد تداعياته حاليًا في التضخم، ولعل “الخيار” أحد النماذج المتعلقة بذلكم التضخم.

صهر رئيس الجمهورية.. من “خورشيدي” وحتى “بهشتي”..

ثمة شبه آخر بين “نجاد” و”روحاني”، وهو تواجد الأصهار على الساحة العامة والسياسية، وبينما ظهر العميد “أحمدي خورشيدي”، كصهر الرئيس، “أحمدي نجاد”، على الساحة السياسية، يبدو أن نظيره في عائلة رئيس الجمهورية الحالي، وهو “محمد حسين بهشتي”، يتملك هذه السمة أيضًا ويتعرض للانتقادات والاتهامات باعتباره والد صهر “روحاني”، حيث دفع دوره، كمستورد لـ”الموز”، إلى تلقي الانتقادات والاتهامات.

لكنه يرفض تمامًا هذه الاتهامات، ويقول: “أعمل في سوق الفاكهة، منذ ما قبل الثورة. وقد صدرت بطاقتي التجارية عام 1967م”.

تضاؤل موائد الإيرانيين.. من “نجاد” وحتى “روحاني“..

وكأنما موائد الإيرانيين لا تمثل فرقًا بالنسبة إليهما، وتزداد تضاؤلاً مع كل شخص يصل إلى منصب رئيس الجمهورية، (بغض النظر عن التوجه السياسي والاقتصادي).

ويومًا ما؛ كانت “الطماطم” تُنسب إلى منطقة سكن “أحمدي نجاد”، رمز على حال مائد الإيرانيين، واليوم أيضًا يرمز، “الخيار” و”الموز”، لحال هذه الموائد في عهد “روحاني”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة