خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
في أول تصريحاته بحوزة السياسة الخارجية؛ اعتبر الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، أن الحرب اليمنية أولية؛ ووعد بإنهاء هذه الحرب التي تدخل عامها السابع. ودعا “بايدن” بتعيين مبعوث خاص لـ”اليمن”؛ للاستفادة من المسارات الدبلوماسية في إنهاء هذه الحرب.
وقبل ذلك كانت الإدارة الأميركية الجديدة قد رفعت اسم حركة (أنصارالله) الحوثية عن قائمة المنظمات الإرهابية.
وكان “دونالد ترامب”؛ ووزير خارجيته، “مايك بومبيو”، قد أدرج، في الأيام الأخيرة من عمر الإدارة الأميركية السابقة، (أنصارالله) على قائمة المنظمات الإرهابية؛ لإغلاق أي باب للمفاوضات والدبلوماسية بخصوص الحرب.
مع هذا؛ أطلق “بايدن”، يد “السعودية”، في الهجوم على “اليمن”، بدعوى مكافحة تنظيم (القاعدة). وقد أثلجت هذه الرسالة صدر “آل سلمان”، ولذلك لم يكن من فراغ ترحيب “السعودية”، على نحو حذر، بتلكم التصريحات وتسليط الضوء على هذا الجزء من الرسالة.
والسؤال: لماذا يسعى (بايدن) لإنهاء الحرب اليمنية ؟، بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية.
الدوافع الحقيقية..
الحقيقة؛ أنه لا يمكن التفاؤل بسياسة الديمقراطيين حيال الأزمة اليمنية، لأن الحرب السعودية على “اليمن” بدأت بالأساس في فترة، “باراك أوباما” الرئاسية، حين كان “بايدن” يشغل منصب النائب الأول للرئيس الأميركي.
لكن ما يدفع إدارة “بايدن” للتحرك على مسار إنهاء الحرب قي “اليمن”، هو أنه لا سبيل آخر سوى إنهاء هذه الحرب.
إذ يقع “بايدن”؛ أولاً تحت وطأة ضغوط الرأي العام الداخلي، فضلاً عن المعارضة الدولية، لاستمرار عملية الإبادة في “اليمن”.
كذلك كان قد وعد، في المنافسات الانتخابية، بإلغاء قرار “ترامب”، بخصوص حظر سفر رعايا بعض الدول الإسلامية إلى “الولايات المتحدة”، ودعم “الولايات المتحدة”، لـ”السعودية”، في حربها بـ”اليمن”.
ثانيًا؛ إن لـ”محمد بن نايف”، مع بداية إنطلاق عمليات (عاصفة الحزم)، لاحتلال “اليمن” ورفع سيطرة الحوثيين عن “صنعاء”، علاقات قوية مع المسؤولين الديمقراطيين في “الولايات المتحدة” واستثمارات هائلة، لكن بعد الإطاحة بـ”ابن نايف”، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وتدمير “بن سلمان”، كل الجسور وعدم ثقة الإدارة الجديدة في الأمير الشاب، بدليل إصدار قرار تعليق مبيعات السلاح لـ”السعودية” و”الإمارات”.
كما إن إعادة فتح ملف مقتل “جمال خاشقجي”، قد تكون بداية تستهدف بالأساس إقصاء ولي العهد الحالي عن السلطة واستبداله بخيار ديمقراطي.
إحتواء القضية اليمنية..
على صعيد آخر، يفكر “بايدن”؛ في إعادة النظر بالدور الأميركي الإستراتيجي في المحافل الدولية، مع الأخذ في الاعتبار لمعارضة “الأمم المتحدة” وعدد من الحلفاء الأوروبيين، قرارت “ترامب”.
من ثم؛ فقد لمس “بايدن” ضرورة التماهي مع المجتمع الدولي، لكن ربما السبب الرئيس الذي دفع إدارة “بايدن”، لأن تجعل موضوع الحرب اليمنية أول خطوات السياسة الدبلوماسية للإدارة الجديدة، هو تغير التوقعات الغربية والتحالف السعودي عن نتائج هذه الحرب.
لقد أدركت “واشنطن” أهمية الوقت، لأن السماح بمرور الوقت مع استمرار انتصارات (أنصارالله)، في “اليمن”، والتي كان من المتوقع استسلامها للتحالف السعودي بغضون أشهر، يزيد من صعوبة الحل.
أضف إلى ذلك، أن تأكيد “بايدن”، على حق “السعودية”، في الدفاع عن نفسها، وكذلك الإشارة لاستفادة (أنصارالله) من الصواريخ الإيرانية، إنما يكشف الستار عن السياسات الأميركية الجديدة ومساعيها لفك إرتباط اليمن مع “محور المقاومة”.
ومن غير المستبعد أن “بايدن”، يريد بتلكم السياسات؛ قطع الطريق على “محور المقاومة” و”إيران”، فيما يخص دعم السعب اليمني إزاء الاعتداءات السعودية والإماراتية، ثم في مرحلة تالية التفاوض لصالح “السعودية” على نحو يضمن فوزها.
على كل حال، يعلم “بايدن” وفريق السياسة الخارجية الأميركي الجديدة؛ استحالة القضاء على (أنصارالله) بما لها من ظهير شعبي وقدرات عسكرية، وأن استمرار الاعتداء السعودي على “اليمن” يهيء أجواء تجهيز هذه الحركة وأجواء الهجوم ضد حلفاء “الولايات المتحدة”، وبخاصة “الكيان الصهيوني”، ومرور الوقت يقضي على فرص الغرب في السيطرة على الحركة وتقيدها.