عندما يتم إعتقال دبلوماسي بدرجة سکرتير ثالث في سفارة بتهمة قيادة عملية إرهابية تستهدف تجمعا يضم أکثر من 100 ألف مواطن في دولة أوربية، ويتم مواجهته بأدلة غير قابلة للإنکار، فإن الذي يخطر للبال بصورة مباشرة هو إن تلك الدولة متورطة بهذه العملية ذلك إن دبلوماسي رفيع المستوى لايمکن إطلاقا أن ينزل الى مستوى إرهابي سفاح ينوي سفك دماء 100 ألف مواطن، وهذا هو مايقف نظام الجمهورية الاسلامية اليوم أزاءه حيث لم يعد بإمکانه أن يجد مبررا أو مسوغا يمکن أن يشفع له ويدحض تلك الادلة القاطعة ضده.
النقطة المهمة جدا والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية وبموجب الادلة والمستمسکات ونتائج التحقيقات التي تم إجرائها في هذه العملية الاجرامية هي إنه قد تم إتخاذ قرار تنفيذ هذا الهجوم الإرهابي من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة رئيس النظام حسن روحاني، ثم أقره المرشد الأعلى خامنئي، ثم تم تكليف وزارة الاستخبارات بتنفيذه، وذلك بالتعاون الوثيق مع وزارة الخارجية. وهذا هو الامر الذي يعاني منه النظام الايراني الامرين ولايجد له علاجا، خصوصا بعد أن صارت الاوساط السياسية والاعلامية تطلق على هذه العملية صفة”إرهاب دولة”، ذلك إن النظام وفي هرمه القيادي يقف خلفه، وإن الذي يضع النظام برمته تحت دائرة الضوء هو صدور أحکام المحکمة البلجيکية يوم الخميس الماضي بحق الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، المتهم بقيادة الهجوم الارهابي بالسجن ٢٠ عاما على الدبلوماسي بعد إدانته بالإرهاب، فيما حكم على مساعديه، نسيمه نعمي بـ ١٨ سنة سجن، وزوجها أمير سعدوني 17 عاما، بينما حكم على المعارض السابق مهرداد عارفاني بـ 15 سنة سجن. وهذه الاحکام تعتبر بمثابة تصديق وتإييد لمواقف المقاومة الايرانية وحقانيتها.
إنتفاضتا 28 ديسمبر2017 و15 نوفمبر2019، واللتان قاادتهما منظمة مجاهدي خلق، رأس الحربة والفصيل الاکبر والاقوى في المجلس الوطني لمقاومة الايرانية، وهزتا النظام بکل قوة بل وحتى زعزعتاه، فإن قادة النظام النظام الايراني وفي مقدمتهم المرشد الاعلى للنظام خامنئي، وکما أکدت ذلك تصريحات صادرة عنهم عن عزمهم على الانتقام من المنظمة وجعلها تدفع الثمن غاليا عن قيادتها للإنتفاضتين، ولأن التجمع السنوي للمقاومة الايرانية قد أثر على النظام الايراني کثيرا وقد إشتکت منه رسميا لدى أکثر من دولة وخصوصا بعد أن صار واضحا التأثير غير العادي لهذا التجمع على الشعب الايراني، فإن النظام قد قرر أن يوجه ضربته من خلال هذا التجمع وبأسلوب ملتوي وخبيث بحيث يضع المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق في دائرة الاتهام وبالتالي يٶثر على مکانتها وسمعتها، وهذا هو السر الکبير وراء الرهان الذي قام به النظام على هذا التجمع والمغامرة النزقة التي قام بها بجعل دبلوماسي بدرجة سکرتير ثالث في النمسا يقودها ويشرف عليها.
أصحاب القرار الحقيقيون في عملية الارهابي أسدي، هم قادة النظام الايراني ويتقدمهم خامنئي نفسه، وهذا مايجعل هذا النظام يستحق وبحق صفة”إرهاب دولة”!