الصلبوخ: حجر الصوان وكان يستخدم بإشعال النار لأنه يتقادح شررا إذا ضُرِبَ ببعضه.
والمقصود بها التحول إلى حالة صلدة ذات قدرة على التقادح إذا إحتكت بحالة أخرى مثلها , ففي مجتمعاتنا هناك العديد من الحالات التي يتطاير الشرر من إحتكاكها ببعضها , وكأنها الصلبوخ الذي تُذكّى به النيران.
فكيف يتحول البشر إلى صلبوخ؟!
التعبئة العاطفية الشديدة المتكررة المقرونة بأعمال ذات طاقات إنفعالية عالية , تساهم بصناعة البشر الصلبوخ , لأنها ستعطّل عقله وتحيله إلى متراس عاطفي متأجج , قابل للإشتعال عند أول إحتكاك بشرارة متطايرة تائهة تبحث عن وقيد.
ويلعب المتاجرون بدين دورهم في صلبخة البشر ودفعهم للإحتكاك ببعضهم , وإحتراقهم بالشرار المتطاير من دنياهم المحشوة بالضلال والبهتان , الذي يقدَّم لهم على طبق من دين.
والمتأمل للواقع في مجتمعاتنا يتبين له بأن مناهج الصلبخة يتم تعزيزها وتمويلها , وتجنيد العديد من الرموز لتنميتها وتأكيد دورها في بناء الواقع المتصلبخ القابل للإشتعال.
فهناك أقلام تكتب بمداد ورؤى الصلبخة , وعمائم متنوعة , وكراسي , وأحزاب , ومجاميع مسلحة , وكينونات متخندقة في صناديق مغلقة , تخاف من إستشاق أوكسجين حياة.
بل أن هناك دول تمول مشاريع الصلبخة في المجتمعات المُستهدفة , وهي دول عربية وإقليمية وعالمية ذات مطامع وتطلعات إستعبادية , ومناهج تنكيلية لإضعاف البلد المُستهدَف , وجعله كالبعير المعقور الذي تتكالب عليه السكاكين.
ومن أولى خطواتها الإستثمار بالدين لقتل الدين بأهله , وهذا السلوك أثبت جدواه وقدرته على تحقيق الأهداف المطلوبة بعناصرها الكامنة فيها , وبلا خسائر تذكر للرابح من الإستهداف.
فما أكثر الصلابيخ!!
وهل من قدرة على الخروج من محنة الصلبخة؟!!