ينقل عن النبي الأكرم عليه وأله أفضل الصلوات قوله، اذا توفى العالم ثلم في الإسلام ثلمة، فكيف اذا كان العالم يقود امة ويجاهد من أجل تحريرها من بطش حكم دكتاتوري تسلطة عليها بقوة الحديد؟
هنا يتحتم على العالم ان يتحمل مسؤوليته، من اجل انقاذ هذه الامة من بطش السلطة الحاكمة، وهذا ما وجدناه في شخصية عراقية ذات جذور عميقة تأصلت جذورها بالعلم والمعرفه والقرب الى الباري، أنه الشهيد الخالد السيد محمد باقر الحكيم..
هو محمد باقر ابن السيد محسن الحكيم المرجع الديني الشيعي الكبير، وهو أيضا مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والتي تعد من قوى المعارضة العراقية التي عملت ضد النظام العراقي السابق، ويعد من أبرز القادة الشيعة في العراق.. ولد عام 1939 م في النجف.
هاجر من العراق بعد شهادة المرجع السيد محمد باقر الصدر في أوائل شهر نيسان عام 1980 م، وذلك في تموز من السنة نفسها، وقبل أشهر من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية.
منذ أول هجرته من العراق سعى لتصعيد العمل المعارض ضد النظام العراقي آنذاك وقد قام بخطوات كبيرة في هذا المجال، توجت بزعامة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، بعدما كان قد دعم تأسيسه من قبل السيد الخميني والذي انيط زعامته للسيد محمود الهاشمي..
بعد قدوم السيد محمد باقر الحكيم وتكريما لدوره وأهميته كرمز وشخص وفهما لدور أسرته، أسندت زعامة المجلس الأعلى للسيد محمد باقر الحكيم، حيث انتخب رئيساً للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق منذ عام 1986 وبقي حتى اغتياله.
عاد إلى العراق في 10/5/2003 وقد حظيَ لدى عودته باستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله إلى العراق، ومن ثمّ في المدن والبلدات التي مرّ بها في طريقه إلى النجف الاشرف واستقر فيها في 12/5/2003.. وبعد وصوله بأسابيع قليلة أقام صلاة الجمعة في مرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، ورغم كثرة مشاغله فقد واظب على إمامته لها.
كان يدعو إلى مقاومة سلمية للاحتلال، وكان لا يميل للمقاومة المسلحة لأنّه كان يرى أن الشعب منهك من ظلم صدام، ولذا يجب استخدام طرق أخرى وإن لم تأت بنتيجة سيكون هناك كلام آخر.
أثناء وجوده في العراق، أوكل لأخيه عبد العزيز الحكيم مهمة النشاط السياسيّ المباشر، وتمثيل المجلس الأعلى في مجلس الحكم العراقي المؤقت.
ذكر عنه قدس قوله في صحيفة العدالة التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية “منهج القوة لا يعتمد إلا بعد استنفاد كافة الأساليب السلمية والكلمة الطيبة والحوار والمنطق وهو ما لم يستنفد بعد.. وعلينا بذل الجهود المشروعة ذات الطابع السلمي لإنهاء الاحتلال”.
في يوم الجمعة الأول من رجب 1424 هـ اغتيل بانفجار سيارة مفخخة، بعد خروجه من الصحن الحيدري بعد أداء صلاة الجمعة، وأدى الحادث لإستشهاد وجرح المئات من المصلين، ومن زوار الامام علي عليه السلام.
شهيد المحراب الشعلة الوضاءة التي يقتبس منها الاحرار، هذه الشعلة التي كانت تنتج وجودا حركيا جهاديا وثمرة تنتج على جميع الاصعدة , فكان بحق خير خلف لخير سلف.
بعد استشهاد السيد الصدر(رض) وابتداء النظام الصدامي، بحملة التصفية الشاملة ضد التيار الاسلامي في العراق، ومحاربته للحوزة الدينية والمرجعية في النجف الاشرف، اصبح شهيد المحراب يمثل موقع الامتداد لحركة الشهيد الصدر، فأعلن المواجهة وأسس بذلك مرحلة جديدة في اانضال لانقاذ العراق، والانتقال لإسلوب جديد في العمل السياسي الاسلامي والاجتماعي.
كان السيد الحكيم رصيدا قويا وقائدا وفيا، حمل هموم شعبه بكل مكوناته، وبذلك سجل مواقف مشهودة تجاه الاكراد والتركمان كما كانت له تجاه العرب، وله مواقف لا تنسى تجاه المسيحيين كما له تجاه المسلمين بسنتهم وشيعتهم، وبذلك حقق له مكانة مرموقة في قلوب كل العراقيين تكشف عن ابوته لهم.
شهادة شهيد المحراب عالية العنوان لم ينالها اي مجاهد قبله، ويتضح من خلالها العشق الفريد من نوعه لخالقه,فتكون في باب امير المؤمنين وفي اقرب مسافة اليه بتعبير يقول لنا أن هناك خصوصية فيما يتعلق بشهادته..
يامن تكلمت عليه قف بمكان استشهاده واطلب برائة الذمة واعتذر لامير المرمنين (عليه وأله أفضل السلام) واطلب حاجتك من هذا المكان.. وسترى البرهان ان كنت صادقا .
فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد مظلوما ويوم يبعث حيا مع الإبرار والصديقين من الأنبياء والرسل والأئمة الأطهار .