خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
كان الأسبوع الماضي؛ حافلاً بالنسبة للدبلوماسية الإيرانية. لكن لابد أن نبحث في الرسائل السرية والمعلنة لجولة وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، الإقليمية، والتي بدأت بزيارة إلى “باكو” مررورًا بـ”روسيا وآرمينيا وجورجيا”؛ وأخيرًا “تركيا”.
تلك الجولة التي بدأت في نفس يوم استلام الإدارة الأميركية الجديدة للعمل؛ وتعيين “بلينكن”، وزيرًا للخارجية. وكان قد اشترط، في أول مؤتمراته الصحافية إلتزام “إيران” بتعهداتها في “الاتفاق النووي”، قبل أن تتخذ “الولايات المتحدة” قرار العودة إلى الاتفاق.
ولم تحظى تلكم القضية بصدى واسع في “إيران” فقط؛ وإنما في معظم دول المنطقة، لاسيما المخاوف الإسرائيلية من الموقف الأميركي الجديد إزاء “الاتفاق النووي”، وحتى تغيير العلاقات مع “قطر والسعودية”. بحسب صحيفة (صبح آمروز) الإيرانية.
سياسة العمل لقاء العمل..
لكن الجدير بالملاحظة؛ هو موقف ورد فعل جهاز الدبلوماسية الإيرانية، الذي بدأ بمشروع البرلمان، المعروف بـ”الإجراءات الإستراتيجية لإلغاء العقوبات والمحافظة على حقوق الشعب الإيراني”، وحتى كل العقبات التي أعقبت التصديق على مشروع القانون.
وتوقع معظم الخبراء؛ أن يتسم رد فعل الجهاز الدبلوماسي بالسلبية وانتظار تقييم سلوك الطرق الأميركي، لكن “ظريف” أعلن بشكل صريح: “سابقة إيران واضحة وترعى المصالح الوطنية والدبلوماسية المسؤولة”.
من جهة أخرى، كرر وزير الخارجية الإيراني، في لقاء مع نظيره الروسي، على هذا الموضوع، وقال: “ما سمعناه حتى اللحظة من الإدارة الأميركية الجديدة لا يتجاوز حدود الحديث وإعلان الموقف، وكما أعلنا مسبقًا سوف نرد بشكل عملي”.
ثم غلبت في “إيران” الأصوات المطالبة بالعمل لقاء العمل والتوقيع مقابل التوقيع. وتبدو وجهة نظر منطقية بالنظر إلى السوابق الأميركية.
تفعيل الدبلوماسية الإقليمية..
لكن “الخارجية الإيرانية” اتخذت قرارًا، هذه المرة، بتفعيل الدبلوماسية الإقليمية، حيث خاطب “ظريف” دول الجوار، عبر (تويتر)، وأكد: “أمامنا فرصة لإعادة النظر في موضوع الأمن الإقليمي. نحن نعلم أنه لا يمكن شراء الأمن أو فرضه بتخزين السلاح. الطريق الوحيد لإقرار الأمن والتهدئة هو التعاون بين دول المنطقة وإيران على استعداد دائم لتفعيل هذا التعاون”.
فإذا عدنا مجددًا إلى جولة “ظريف”، الأسبوع الماضي، في دول “منطقة القوقاز”، التي تحتل أهمية كبيرة بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، لاسيما بعد مناقشات “قره باغ”، وما ترتب عليها من تغييرات سياسية، فهي تمثل مؤشرًا على إستراتيجية “إيران” الإقليمية.
تقاعس “بايدن”..
وكان وزير الخارجية الإيراني قد تحدث عن ضرورة التعاون مع “موسكو” في القضايا الإقليمية والدولية، وسعي “إيران” لإقامة نوع من التعاون مع “روسيا” و”الصين”، في مواجهة “الولايات المتحدة الأميركية”.
من ثم؛ فإن هذه الجولة الرسمية تعكس بوضوح قناعة “إيران”، بإمكانية تقاعس “بايدن” عن رفع العقوبات. بدليل أنه تجاهل “الاتفاق النووي” في أول قراراته بـ”البيت الأبيض”.
من ثم تبنت “إيران” إسترايتيجة تقوم على محورين الأول: إجراءات إسترايتجية تهدف لإلغاء العقوبات، والثاني: الحوار والتعاون الإقليمي.
وفي مقالة بوكالة أنباء (إينتر برس)، تحدث السفير الإيراني في “تفليس”، عن مبادرة وزير الخارجية الإيراني لتشكيل آلية جديدة باسم (3+1) تضم “إيران، وآذربيجان، وجورجيا، وآرمينيا”، مع التأكيد على مشاركة “روسيا وتركيا”… ووصف هذه المبادرة بالفرصة الذهبية لدول “منطقة القوقاز”.