وكالات – كتابات / بيروت:
وسط احتجاجات شعبية امتدت من طرابلس لمدن لبنانية أخرى قررت حكومة تسيير الأعمال في طرابلس رفع سعر الخبز بنسبة 20 بالمائة، القرار الصادم لفئات واسعة من اللبنانيين جاء في الوقت تنهار فيه دعائم الاقتصاد اللبناني تدريجيا تحت وطأة الإغلاق الثالث بسبب فيروس كورونا، وخلال الشهور القليلة الماضية التي عجز فيها السياسيون في لبنان عن تشكيل حكومة توافقية فقد الاقتصاد اللبناني 34 مليار دولار من قيمته مع تفشي وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت، كما قفز الدين العام إلى أكثر من 170 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وسجلت الليرة هبوطا جديدا أمام العملات الصعبة لتصل نتيجة ذلك قيمة الدولار إلى 8800 ليرة. ، ليحافظ لبنان على مركزه كواحد من أكبر الدول المدينة في العالم، وارتفعت معدلات التضخم لمستويات قياسية، وفي هذه الظروف خرج الرئيس اللبناني ميشال عون بأقسى تصريح يمكن أن يقوله رئيس دولة في السلطة عن بلاده بأن ” لبنان ذاهب إلى جهنم “. وهو التصريح المثير الذي جاء بعد أيام من تصريح آخر صدر عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ومفاده أن لبنان قد يختفي، وهو التصريح الصادم الذي نقلته في حينه إذاعة “آر تي إل”، وقال فيه وزير الخارجية الفرنسي : “إن الخطر اليوم هو اختفاء لبنان بسبب تقاعس النخبة السياسية التي يتعين عليها تشكيل حكومة جديدة سريعا لتنفيذ إصلاحات ضرورية للبلاد.
تصريح عون عن أن لبنان ذاهب إلى جهنم تزامن مع ارتفاع حالات الانتحار بشكل غير مسبوق بين أرباب الأسر في لبنان الذي توقف اقتصاده عن إنتاج الوظائف بسبب إغلاقات كورونا المتتالية، وفي نفس الوقت فإن تفجير مرفأ بيروت أضاف للصورة القاتمة للعاصمة اللبنانية بيروت مزيدا من القتامة بالإضافة لقتامة المشهد العام في بيروت التي تهدمت ما يقرب من نصف أبنيتها خلال فترة قصيرة مما مما خلق حالة هلع نفسي لدى العديد من سكان المدينة ودفعهم للاكتئاب أو الانتحار، وهو ما يدفع أبناء بيروت على وجه الخصوص لاستعادة مقولة عون من أن لبنان ذاهب إلى جهنم.
