17 نوفمبر، 2024 6:51 م
Search
Close this search box.

معبودة الجماهير في وحل من الكذب

معبودة الجماهير في وحل من الكذب

عمل فني رأى النور عام 1967تجده يتحدث عن الحب بأن ليس هناك فرق بين من لا يملك شيء في الحياة غير حلمه وبين من يمتلك النفوذ والشهرة، فهي فنانة ومعبودة الجماهير ولديها جمهور يعشقها بشدة و حولها أصحاب نفوذ ومال ويعشقوا الفن الذي تقدمه، وهي مع كل ما تملكه تشعر بأنها وحيدة رغم كثرة المعجبين تشعر بالوحدة، وبأن ليس هناك قلب يعشقها ويحبها كما هي لا لشهرتها ولا بسبب نجاحها، وتشعر بأن الأضواء التي حولها والجمهور هم فقط من أجل فنها والنجاح الذي حصلت عليه، لذلك تشعر وكأنها وحيدة منعزلة في زواية لا يرى ألمها وحزنها وما تريده من هم حولها، فيلم يتناول قضية مهمة وهي إن النجاح والشهرة والمعجبين ليسوا هم سبب في جعلك سعيد، وليسوا هم الذي من خلالهم ستجد السعادة، وكانت دموعها تسقط من عيونها وهي تحاول أن تجد من يدرك ما في داخلها، فكل من يقف لكي يتحدث معها أو يتعرف عليها لسبب شهرتها والحديث معها يكون لهذا السبب، ويجعلك ذلك تدرك بأن النجاح إذا احبك الجميع بسببه ستشعر في لحظات إنك إذا لم تحصل عليه ستفقد كل من أحبك بسببه، و فيلم معبودة الجماهير وهو من بطولة النجمة شادية وبطولة النجم عبدالحليم حافظ قصته شاب بسيط يحلم بأن يكون فنان مشهور يقع في حب نجمة مشهورة ويدرك في لحظة إن حبها اجتاح روحه وينظر لها بنظرات تحوي حب عميق وهي تجد في عيونه ومشاعره صدق لم تجد في أي إنسان في حياتها وينظر لها بنظرة حب كبير، ويلعب القدر لعبته بأن يطلب منه المخرج الذي سيخرج عمل من بطولتها، ويطلب منه أن يؤدي دور العاشق المتيم في حبها، وهو في داخله يعشقها بل إن عشقه يفوق الوصف وعندما يطلب منه المخرج أن يبوح لها بحبه ويعطيه النص الذي يحوي دوره في العمل الفني، ينطق الكلمات التي في النص بحب كبير وهي ترى الحب الصادق يخرج من عينيه وتجد معه ما كانت تبحث عنه طيلة حياتها وتقع في حبه، وينتقده مخرج ويقول له بأنه ليس لديه موهبة التمثيل، والسبب لأنه قال رأيه بصراحة وبأن الفن يجب أن يكون فيه احساس وصدق فيغضب منه ويستبدله بزميل له في العمل ويترك المسرح وهو منزعج، ويقف في مكان في المسرح ويتحدث بصوت مرتفع بمفرده وهي تدخل عليه وتقرأ الدور الذي ستقدمه للجمهور في المسرح وتنظر إليه وهو ينظر بلهفة وحب وتعجب ويقول لها هل تتحدثي مع أو أنك تستعدي للدور الذي ستقدميه للجمهور وتقول له نعم اتحدث إليك، كل العيون التي تنظر لي تنظر لهدف ورغبة وعيونك وجدت فيها صدق وحب لم أجد في كل العيون الذي تنظر لي. ويختفي لفترة من الفرقة وتذهب هي بنفسها لمنزله وعندما يراها الجميع يركض خلفها لشدة إعجابهم بفنها وتدخل لمنزله وهو يشعر بأنه لا يستحق حبها من أجل منزلها المتواضع، ولأن الفرق بينهم كبير فيقول لها وهو منزعج بأنها تدرك كل شي، فتسأله هل أنت واقع في الحب؟ فيقول لها المنزل المتواضع الذي اعيش فيه وتضحك من كلامه وتقول له بأنها قبل الشهرة كانت تعيش في منزل بسيط جداََ وإن منزله الذي يعيش فيه الآن أفخم من منزلها الذي تعيش فيه قبل الشهرة، وتعترف له بحبها وتطلب منه الزواج و يوافق ولكنه يشعر بخوف أن تندم على زواجها منه، لأنه ليس مشهور وفقير، ولكنها تقول له بأن هذا كله لا يهمها وبأن لديه مستقبل كبير في الفن وسيكون نجم مثلها ويأتي يوم زفافها منه، ويستاجر مخرج أعمالها امرأة تدعي بأنها زوجته وأنها أنجبت منه أطفال وتطلب منها أن لا تخبره بذلك وتتركه لأنه متزوج، وتقرر أن لا تبوح له بسبب رفضها الزواج منه، وترفضه أمام الجميع بطريقة تجرح مشاعره وتقول له بأنها نجمة وهو لايملك شيء لكي تكون زوجة له وتكون هي معبودة الجماهير في وحل من الكذب ، ويخرج من منزلها والصحف تتحدث عن قصته معها وسبب رفضها له، فيقرر أن يصل لنجومية أكبر منها ويكون ثري وهي تفقد شهرتها، وتعرف الحقيقة بعد أن خسرت شهرتها ولم تعد معبودة الجماهير، وتأتي له في حفلة لكي تخبره بما حدث فيهرب من الحديث معها وهو في داخله مجروح منها ولا يستطيع نسيان ما فعلت له، مع أن لو قرأنا مافي داخل القصة لكنا أدركنا أنها لو لم تصنع في داخله كل هذا الجرح لما أصبح بهذه النجومية فهي دمرت حياتها العاطفية والتى أثرت على مستقبلها المهني فهي بخسارته جعلها ذلك تخسر كل شيء، وهذا يجعلك تدرك بأن المرأة تموت عندما تخسر من تحبه، والرجل يخلق موته في نجاح يصنعه في حياته، وبذلك يخفى جراحه مع إنه مجروح في داخله فهو وصل للنجومية كبيرة، ولكن ذلك لم يشفي جراحه، فخسارة من تحبه تدمر حياتها بأكملها إذا كانت تعشقه لحد الجنون، والرجال وليس جميعهم يخفوا جراحهم من خلال الحصول على النجاح، و فيلم (معبودة الجماهير) يجعلك ترى بداية الحب ونهايته لكلا طرفين،و تدرك إنه يصنع لك نهاية ويصنع لك بداية، ومع ذلك يكون ألم في كلا الاتجاهين تجد الألم، ولو لم تخفي عنه الحقيقة لما خسرته، ولكن هل كان سيصل إلى هذه النجومية اذا لم يشعر بهذا الألم؟ فهذا الألم صنع من حنجرته أسطورة لدى الجماهير، فالالم يصنع منك فنان مبدع تجول في أعماق العالم وتدرك أين هو ألمهم؟ والشهرة والنفوذ والمال والمعجبين هل صنعوا السعادة؟ لا لم يكونوا سبب فيها، وهي عندما لم تعد تستطيع أن تغني هل استمر جمهورها يحبها؟ لا جميعهم تركوها حتى مخرج أعمالها ذهب وتركها وذهب إليه وتركها لأنها لك تعد معبودة الجماهير، فالعمل يصور لك حقيقة الشهرة وأنها اضواء تأتي إليك وتنبهر بها، وعندما تفقد قوتك في الغناء تتركك وتذهب لمن هو أقوى منك في هذا المجال ، لذلك هذه رسالة لكل من يضحي بدينه وقيمه وأسرته من أجلها بأن نهايتها قريبة ولا تدوم لأحد وتخذل من هو ضعيف.

أحدث المقالات