خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بعد مرور عام على انتشار فيروس (كورونا) المستجد، لم تقتصر نوعية “الكمامات” على تلكم البسيطة الخاصة بالعمليات الجراحية، ولكن تكفي جولة في شوارع “طهران” للتعرف على أنواع وأقسام “كمامات” الوجه، كالمصنوعة من “الساتان” أو “الجلد المطرز بالورود” أو “الجواهر”، وحتى الكمامات البسيطة التي تحمل ماركات عالمية معروفة.
ويأتي اختيار الكمامة الملونة؛ وفق نوعية الملابس والحقائب اليدوية والأوشحة والأكسسوارات الأخرى. والمحتمل أن يقال بعد سنوات موضة الكمامات الخاصة بتلكم الفترة التي انتشر فيها فيروس (كورونا). بحسب تقرير نشره موقع (إيران واير) المعارض.
إضافة جديدة إلى أدوات الزينة والمكياج !
تضع مسكرة جميلة على عينيها، وبهدوء تمسك بكمامة جلدية بيضاء، وتقول: “المرأة زهور جميلة !.. أسمعني دقيقة واحدة فقط. حاليًا أحمل معي، بخلاف أداوت التجميل، كمامة جميلة وجيدة بقيمة 15 طومان فقط”.
كان هذا الحوار في محطة “مترو طهران”، حيث ينطلق القطار من محطة “الصادقية” باتجاه السوق، ويفترش الباعة الجائلون عربة القطار، ويعرضون كمامات بأشكال وألوان مختلفة.
وهناك سيدة تقدم بالدعاية للكمامات الجلدية، وتبيع أداوت التجميل مع الكمامات. ترفع مدة ثواني، كمامة بيضاء، ومعها أحمر شفاة؛ وتقول: “سمعتهم يقولون تراجعت مبيعات أحمر الشفاة في فترة (الكورونا)، لأن النساء ترتدي الكمامات، وبالتالي لا يحتاجون إلى التجميل، لكنهم لا يعملون أننا نتزين لأنفسنا قبل أي شيء آخر”.
ترفع كمامة أخرى حمراء؛ وتضيف: “اخترت لكم من بين جميع الماركات كمامة گوݘى، ولويي ويتان، وفندي، وديور بسعر 15 طومان فقط”.
صناعة الكمامة أصبح مهنة..
وقد أضحى بيع كمامات القماش المتنوعة عملاً في زمن (الكورونا).
تقول “شهلا”، وتعمل في مجال خياطة ملابس العرائس: “نخيط الكمامات ضمن ملابس العرائس، لاستخدامها في التقاط الصور. كمامات بيضاء مطرزة بالؤلؤ والجواهر وتتناسب في العادة مع زينة الملابس، وهي مناسبة للعرائس، وبالنسبة للذكور تُستخدم في العادة الكمامات الساتان البسيطة، ذات الألوان السوداء والبيضاء. وأحيانًا يطلعوننا على لون رابطة عنق الأزواج، ونحن نصنع كمامة تتماشى ولون الكرافت. وتترواح أسعار كمامات الأعراس بين 100 – 200 ألف طومان. فالسعر مرتبط بنوع التطريز على الكمامة”.
تضيف: “نبيع الكمامات أيضًا لأستديوهات التصوير. لاستخدامها بجانب القبعات والقفازات وغيرها من الأكسسوارات أثناء التصوير. وفي رأيي فقد أصبحت الكمامة في الأعراس رمز العحب في زمن الكورونا”.
وتتكون كمامات “شهلا” من عدة طبقات، وتقول: “رأينا توصيات المتخصصين بخصوص سُمك الكمامة، بحيث لا يمكننا إطفاء عود الثقاب من خلف الكمامة. وقد اخترت هذا الموضوع في أول كمامة صنعتها. وأنا متأكدة من كفايتها في الحيلولة دون العدوى. وهي صناعة يدوية، ويجب غسلها بطريقة التنظيف الجاف”.
التسويق عبر مواقع التواصل..
وتمتلك “سارا” صفحة على تطبيق (إنستغرام) لبيع الأوشحة وغطاء الرأس، وهي حاليًا تعرض كمامات تتناغم وغطاء الرأس، وتقول: “بدأت في العام 2017م، حياكة الأوشحة وأغطية الرأس، وكنت أحرص على التناغم بين الأوشحة والحقائب اليدوية، فكنت أصنع حقائب من نفس الأقمشة الجميلة التي تشبه غطاء الرأس. وحاليًا أقوم بإضافة الكمامات. وأنا استخدم قماش عالي الجودة ومضاد للحساسية ولا يتأثر بالغسل”.
تضيف: “في بعض الحالات أقوم بتنسيق الكمامات مع مناديل ببيون الحقائق اليدوية، وأحيانًا أخرى مع الأوشحة؛ وعليها إقبال شديد. ولا أريد أن أصنع الكمامات خلال الشتاء الحالي، لكني أعتقد أننا في حاجة ماسة إلى الكمامات”.
يقول “رضا”، بائع أغطية الرأس، ويبيع كمامات تتناسق وعصابات الرأس: “هناك إقبال كبير على عصابات الرأس والقبعات مث،ل (البونيه)، وهي قبعات تغطي الشعر بشكل كامل، والبعض يستخدمها كبديل عن غطاء الرأس”.
يضحك؛ ويضيف: “البونيه موضة على الـ (إنستغرام)، وحين يجذب الحجاب المتابعين على الـ (إنستغرام)، تجد إقبال شديد على البونيه. وبعضهن يرتديه في الشارع حاليًا. والكمامة أيضًا إجبارية، لذا من الطريف تنسيق الكمامة مع البونيه”.
وأردف: “شقيقتي كانت مرشدة سياحة؛ وهي موقوفة عن العمل بسبب الكورونا، ووالدتي أيضًا ربة منزل، لذلك جاءت فكرة حياكة الكمامات والبونيهات. والحمد لله الإقبال عليها ليس سيئًا. وتقوم والدتي وشقيقتي بوضع شخصيات كرتونية على كمامات الأطفال. والواقع أن الأطفال يفضلونها، لكن الأسر لا تقبل عليها بسبب ارتفاع التكلفة”.