خبايا تفجيرات بغداد .. يدٍ سعودية تكشفها صحيفة “الحرس الثوري” !

خبايا تفجيرات بغداد .. يدٍ سعودية تكشفها صحيفة “الحرس الثوري” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أسفر تفجيرات “بغداد”، وتحديدًا في “ساحة الطيران”؛ الموقع الرئيس للتجمعات باعتبارها في الحقيقة سوق للباعة في “بغداد”، عن سقوط مئات الشهداء والمصابين.

واتهم المسؤولون العراقيون عناصر سعودية، دخلت البلاد عبر معبر “عرعر”، بالتورط في الهجوم. هذا المعبر الذي تم افتتاحه مجددًا، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بحضور مندوبين عن الجانبين، العراقي والسعودي.

وجاء إغلاق المعبر، عام 1991م، بعد هجوم “صدام حسين” على “الكويت”.

ووفق التقارير الإعلامية المختلفة، فقد نفذ أكثر من 15 ألف سعودي؛ عمليات إرهابية بـ”العراق”، منذ سقوط “صدام حسين”، وحتى اللحظة، وقد خسر 5 آلاف منهم، على الأقل، حياته في هذه العمليات.

وعزا أغلب الخبراء الكثير من العمليات الإرهابية في “العراق”، خلال الفترة الأخيرة، إلى فتح “معبر عرعر”، حيث من المؤكد وقوف “السعودية” خلف هذه العمليات. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

مع هذا ينطوي هجوم “ساحة الطيران”، بغض النظر عن فظاعة الجريمة، على عدد من الرسائل المهمة، هي :

1 – تعليق الانتخابات..

كان من المقرر أن تكون حكومة، “مصطفى الكاظمي”، مؤقتة حتى إجراء انتخابات برلمانية عاجلة. لكن تأجل موعد الانتخابات، نتيجة للصراعات والخلافات الكثيرة، ومن غير المعلوم موعد إجراء الانتخابات.

وتتعلق أسباب تأجيل الانتخابات بالمشكلات الأمنية والطائفية والحزبية بـ”العراق”. ولا ننسى الإعلان عن نهاية تنظيم (داعش)، في “العراق”، للحيلولة دون تطبيق السيناريو الأميركي، في العام 2018م، ضد المقاومة.

ولم يقبل الأميركيون، في العام نفسه، بإجراء الانتخابات. وكان الهدف واضحًا وهو إعلان حالة الطواريء وتشكيل هيئة جديدة لإجراء تعديل على الدستور، وبالنهاية سحب السلطة من الكتلة الشيعية وتقسيم “العراق” إلى ثلاثة أقاليم، وتشكيل حكومة فيدرالية ضعيفة، تلكم الإستراتيجية التي كان قد أعدها، “باراك أوباما”، وآمن بها “دونالد ترامب”.

وأحد أهداف تفجيرات “ساحة الطيران”، هو بالتأكيد رفع مستويات الفوضى في “العراق”، وبالتالي تأجيل الانتخابات.

2 – تحاكي العمليات ضد “أميركا”..

تتسم كل العمليات الأخيرة في “العراق”، ضد الأهداف الأميركية؛ بإثنتان من المسمات، حيث لا يتعرض في هذه العمليات أي من العراقيين المدنيين أو العسكريين أو غيرهم من الجنسيات الأخرى للإيذاء، وإنما يتحمل (البنتاغون) فقط خسائر هذه العمليات.

وبالنسبة للعميات التي استهدفت، قبل فترة، السفارة الأميركية؛ فقد أدانت كل الفصائل العراقية سقوط مدنيين أبرياء.

ويتبنى النموذج الأول من عارض بشكل صريح الوجود الأميركي في “العراق”؛ لأنه يتعارض والمصالح الوطنية، ووافقوا (قبل ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي)، على تطبيق هذا السيناريو وطرد الأميركيين من “العراق”.

وفي حين يعتنق المطالبون بالوجود الأميركي في “العراق”، النموذج الثاني. ذلك الفصيل الذي يعمل على إضعاف تيار المقاومة ويعزو الاضطرابات الأمنية الأخيرة إلى “محور المقاومة”.

ونحن نشهد من ناحية أخرى، انتشار الأخبار عن الهجوم على القوافل اللوجيستية والعسكرية الأميركية بـ”العراق”، ومعظمها ينتمي للنموذج الأول، لأنه يتسبب في خسائر كبيرة لـ”الولايات المتحدة”.

وتعرض كل جمعة أكثر من خمس قوافل أميركية للهجوم. وبالنسبة لانتشار الأخبار الانتحارية ضد العراقيين، مدنيين وعسكريين، فإنها بالحقيقة موجة جديدة وعمليات نفسية تقودها “الولايات المتحدة” على نحو يوحي باضطراب الأوضاع العراقية وتبرير الوجود الأميركي.

ويعتقد بعض المحلليين أن شخصيات؛ مثل “بن زايد” و”بن سلمان”؛ يخططان لبقاء “بايدن”، في العراق، ومن ثم يثيرون الاضطرابات في “العراق” وتمرير رسالة: “العراق بدون أميركا، عراق مضطرب”. للمطالبة بمضاعفة عدد القوات الأميركية في العراق.

3 – الإطاحة بالقوى المعارضة للوجود الأميركي..

بغض النظر عن المتورطين في هذه العمليات، فقد استتبع الأحداث الأخيرة موجة من الإطاحة بالقوى المعارضة لـ”الولايات المتحدة” في “بغداد”.

ويعتقد البعض؛ أن من عارضوا، خلال السنوات الماضية، وجود العناصر الانتحارية في “بغداد”، يواجهون اليوم حملة من وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات السياسية التي تطالبهم بالاستقالة أو الإقالة، في وقت لم تتضح فيه أبعاد وكيفية هذه العمليات، أو حتى اعتذار “السعودية”.

والعمليات الانتحارية الأخيرة؛ منحت الفصائل الموافقة على الوجود الأميركي الفرصة للهجوم على العناصر المعارضة للوجود الأميركي؛ واتهامهم بالتقصير.

ويُجدر الاعتراف بأن فشل الجيش الأميركي مؤخرًا، في شمال “سامراء” و”الأنبار”، هو السبب الرئيس في هذه الأزمة، باعتبارها المناطق التي يتدفق من خلالها العناصر الانتحارية باتجاه “بغداد”. ويبدو أن الأيام المقبلة سوف تشهد الكثير من التطورات على الساحة العراقية، في القطاعات الأمنية والدفاعية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة