17 نوفمبر، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

تفجيرات ساحة الطيران ، تبريرات الأجهزة الأمنية ، عذر أقبح من الذنب كعادتها

تفجيرات ساحة الطيران ، تبريرات الأجهزة الأمنية ، عذر أقبح من الذنب كعادتها

بعد الهجوم الدموي في ساحة الطيران ببغداد ، سارعت الأجهزة الأمنية ، وفي محاولة بائسة لحفظ ماء الوجه الذي فقدته منذ زمن طويل ، بالتصريح أن أجهزتها كانت ترقب وتطارد هذه (الفطائس) ! ، تصريح مبكي ولا أقول مضحك ، لأجهزة متخلفة مهترئة ، تذكّرني بتبرير تفجيرات الكرادة التي أودت بحياة 1000 شاب ، كون (الكلب) في سيطرة الشعب كان مزكوما ، فسمح للسيارة المفخخة بالمرور خلال عدة سيطرات أخر ! ، يكفي إن هذه الأجهزة الأمنية كانت تعتمد على أجهزة (كشف الزاهي وحشوات الأسنان) لعقد من الزمن ، سُلبت خلاله الآلاف من الأرواح البريئة ، في كوارث أمنية غير مسبوقة ، لا تحدث في أكثر دول العالم تخلّفا ، رغم أن المتعهد البريطاني المُحتال المسؤول عن عقد تزويد هذه الأجهزة ، قد حُكم عليه بالسجن 10 سنوات في بلده ! ، وترى جندي السيطرة المسكين ، يُراوح في السيطرة ويده اليُسرى خلف ظهره ، كي يعمل الجهاز ! ، تعليمات أصدرها المحتالون والمتخلفون ، حوّلوا من خلالها جندي السيطرة إلى (قرقوز) مثير للشفقة ! ، حقا إنه جهاز لكشف الكذب ، لا لكشف المتفجرات ، وكان الثمن غاليا للغاية ، إنها أرواح الناس من الفقراء والكسبة ، الضحايا المعتادون في هكذا مجازر .

هنالك قصة من التراث الصيني عن إمبراطور طاغية ظالم ، تُحاكي إلى حد بعيد ، غباء وتخلف القيّمين على أجهزتنا الأمنية ، كان هذا الإمبراطور يعيش بترف بالغ ، وما من صرعة جديدة إلا وقام بتجربتها ، في أحد الأيام ، طرق بابه محتالان يدّعيان أن لديهم أغلى وأرقى قماش في العالم ، إلا أنه غير مرئي ، فأدخلهم قصره بالطبع ، أخذ النساجان يأخذان قياسه ، وتظاهرا بأنهم يفصّلون على مقاسه قماشا ، وتظاهرا بخياطته ، وألبسوه للإمبراطور الغبي الذي إنطلت عليه الحيلة ، وهكذا خرج هذا الإمبراطور إلى جمهوره عاريا ومتباهيا بزينته اللامرئية وكانت مناسبةً لعيد ميلاده ، وهرب النسّاجان بعد أن قبضا ثمنه الباذخ ، تاركان الإمبراطور غارقا وسط ضحكات وإستهجان الجمهور .

أجهزة أمنية ، بأسلحتها وآلياتها وأفرادها وإستخباراتها ، لا تزال عاجزة عن فك أسر مجرد ناشط مراهق وهو (سجاد) ، رغم مرور أشهر على إختفاءه ، وعود كثيرة على محاسبة قتلة وخاطفي الناشطين والمتظاهرين ، دون أن نرى مجرما واحدا يُساق للعدالة الغير موجودة أصلا ، لأن أجهزتنا الأمنية مضطربة وتخشى الإحتكاك بقوى لا قبل لها بمواجهتها ، فقد شاهدت أحد قادة شرطة البصرة وقد إستضافته محطة (BBC) ، وفي معرض سؤالها عن دافع قتل ومطاردة المتظاهرين ، وإحتمالية تورط الأحزاب السياسية والميليشيات بذلك ، أجاب بالحرف الواحد ، (ليس من مصلحة هذه الأحزاب والميليشيات الإنخراط بهذه الأعمال) ! ، جواب صاعق من مدير شرطة البصرة ، فكيف بالمحققين الصغار ؟! ، هذه هي العقليات التي تمسك بالملف الأمني ، كان الله في عوننا !.

على كل حال ، قام السيد الكاظمي ، بتبديل بعض (بيادق) الأجهزة الأمنية كعادته ، وهو ليس حلٌ أصلا حتى نقول لا يُسمن ولا يُغني من جوع ، وأن هذه المأساة الدموية ، هي بمثابة هدية هبطت على الأحزاب السياسية وملحقاتها ، هي أكبر مواساة للدولة العميقة التي عرّتها تماما أنتفاضة تشرين ، فعلى الأقل ، سوف تتخلص من (وجع الراس) الذي سببه لها المتظاهرون ، ولو إلى حين ، إنّا لله ، وإنّا إليه راجعون .

أحدث المقالات