من المعروف أن هناك عَقد مبرم بين الشعب وبين الشخص الذي يفوز بمقعد برلماني في الانتخابات ، وهذا التعاقد مدته وفقا لدستور العراق أربع سنوات يكون النائب خلالها ممثلاً لجمهوره تحت قبة البرلمان ، وهو بمثابة المحامي المدافع عن حقوقهم والناقل لصوتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم وهمومهم ومعاناتهم الى السلطة التنفيذية ، وهو الذي يشرع القوانين التي تنظم حياتهم… ولكن ، اذا كان النائب يرى ان الوضع في البلد ميئوس منه ولا فائدة من اصلاحه ولا يوجد امل في تحسين اوضاعه ، لماذا رشح نفسه اساساً في الانتخابات ولماذا جاء الى البرلمان ؟ من اجل الراتب والامتيازات والمخصصات فقط ؟ والكارثة الكبرى اذا قام النائب بتقديم طلب لجوء لعائلته في الخارج فهل يستحق هذا الشخص ان يكون ممثلا للشعب وهو يعتبر عائلته بشر والشعب اقل من مرتبة البشر ؟
نعم لقد فعلها نائب عراقي كردي هو كاوة محمد الذي قدم طلبات لجوء لعائلته الى دائرة الهجرة في الولايات المتحدة الامريكية.. ليصبح اول عضو في مجلس النواب العراقي يقدم لعائلته طلب لجوء في الخارج.
وهذه الخطوة قوبلت برفض شديد واستنكار من رئاسة واعضاء البرلمان العراقي الذين قالوا بأن هذا التصرف يعبر عن انانية وانتهازية لانه نائب منتخب ويجب ان يعيش في العراق حاله حال الشعب.. خصوصا وان النائب كاوه محمد ليست عنده اي عداوة او مشاكل مع بقية الاحزاب الكردية وهو يجامل الجميع.
والشيء المخزي ان المقربين منه اكدوا ان النائب كاوه بعد انتهاء الدورة النيابية سوف يسافر من جديد ويلتحق بعائلته في امريكا ويقدم طلب لجوء لنفسه ليصبح هو وكل افراد عائلته لاجئين في امريكا ويعيش هناك مستمتعا براتبه التقاعدي من مجلس النواب .. فهل سمعتم من قبل بنائب لاجئ ؟ بصراحة ان عراقنا الجديد مليء بنماذج تتصدر الساحة السياسية من مزدوجي الجنسية ومن ولاؤهم للخارج وآخرون ولاؤهم للاموال والصفقات الفاسدة ، ولكن ظاهرة النائب اللاجئ هي حقا موضة جديدة لم نسمع بها ، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم : هل سيتسلم النائب كاوة محمد مساعدات للمعيشة من المنظمات الانسانية اثناء لجوئه في امريكا ؟ هل سيقف في الطابور ليتسلم ملابس الشتاء له ولعائلته اللاجئة ؟ ايضا كيف استغل منصبه كعضو في مجلس النواب العراقي ووصل الى امريكا مع عائلته بينما المواطن العادي يعبر البحر بالزورق المطاطي ويعرض نفسه لمخاطر الغرق قبل وصوله الى سواحل اليونان ؟
نتمنى ان يحدثنا السيد اللاجئ – عفوا السيد النائب – عن تجربة لجوئه ليستفيد منها الشعب العراقي ، واتمنى ايضا ان يشرح لنا خطته لمرحلة ما بعد اللجوء .
