نتيجة حالة التردي التي وصلت الى درجة الإنهيار من المتوقع ستوافق إيران على الجلوس مع دول الخليج وإسرائيل حسب الخطة الأميركية بخصوص التفاوض على الملف النووي وبرنامج الصواريخ والتمدد داخل دول المنطقة وتشكيل الميليشيات الإرهابية ، وليس امام إيران غير الخضوع لشروط إسرائيل ودول الخليج بإلغاء العمل بعقيدة ولاية الفقيه فيما يخص تصدير ايديولوجيتها ونشر الخراب ، وستنكفيء إيران داخل حدودها وتتخلى عن عملائها في العراق ولبنان واليمن وسوريا .
والسؤال : ماهو مصير العراق بعد عقد إيران صفقتها مع إسرائيل ودول الخليج وأميركا ؟
للأسف ليس لدينا دولة ووحدة قرار ، ولا نملك ساسة وطنيين شرفاء ، وعليه لانستطيع تحديد مصيرنا والتحكم به ، العراق الحالي ليس شعبا موحدا ، عمليا الكورد خارج الدولة والعراق بالنسبة لهم مجرد بنك لصرف أمواله عليهم يستنزفون ثرواته ويؤثرون بقراراته في البرلمان والحكومة دون ان يستفاد منهم العراق ، وهذا أمر عجيب ان تتحول الدولة الى بنك مجاني بيد الأقلية الكوردية ، ومايسمى العراق الحالي يتكون من الشيعة والسنة العرب فقط وهؤلاء بينهم معركة على السلطة وإنقسام سياسي وشعبي طائفي !
أمام ( سنة العراق ) فرصة تاريخية للإستفادة من الزخم السياسي الخليجي بخصوص العراق والرغبة بتحجيم النفوذ الإيراني للحصول على إقليم خاص بهم يرتبط سياسيا وإقتصاديا بدول الخليج العربي ، فالظروف مناسبة جدا بعد إملاء الشروط الأميركية الإسرائيلية الخليجية على إيران بشأن الكف عن تمددها ، والضعف الذي سيصيب الكيان السياسي الشيعي العراقي جراء بيعه من قبل إيران في الصفقة المرتقبة .. سيكون فرصة ( لسنة العراق ) للتحرر من قبضة الميليشيات والعمل على تأسيس إقليمهم وحكم أنفسهم ، لكن مشكلة الساسة ( السنة ) تكمن في غياب الوحدة السياسية فيما بينهم ، فهم ما بين متورط بالفساد والعمالة لإيران ، ومابين لاأبالي مهاجر الى دول الخليج والأردن يحتضن أمواله الشرعية وغير الشرعية ويستمتع بها بأنانية مقرفة نجدها واضحة في إهمال النازحين وغياب الجهود الفعالة لمساعدة أبناء شعبهم !
شيعة العراق مادام آبار النفط موجودة في مدنهم ، فإن الأطماع على سرقة الثروات النفطية سوف تنتج كل يوم حزب وعصابة للحصول على حصة من السرقات، وسوف تزداد المشاكل سواء بوجود إيران أو دونها ، لقد دخلت على خط الصراع على سرقة النفط العشائر في المدن النفطية أيضا ، وعليه عمليا في مدن الجنوب النفطية الحكومة ساقطة لاتوجد سيطرة للدولة ، بل يوجد تواطؤ بين عصابات السرقة على إلتزام الهدوء وتقاسم السرقات النفطية وكذلك المنافذ الحكومية ، ولن تستطيع أجهزة الدولة السيطرة على الأوضاع وفرض القانون لأن معظم أجهزة الدولة جزء من عملية الفساد ومخترقة من الميليشيات ومافيات الفساد .
كذلك كربلاء والنجف ساقطة بيد ميليشيا محمد رضا السيستاني تحت غطاء تنظيم ورعاية العتبات وشؤون الأماكن الدينية ، وفعليا النجف وكربلاء أصبحتا مدينتين إيرانتين خارج سلطة الدولة العراقية !
الأوضاع في المدن الشيعية في غاية السوء و استفحلت فيها دينامكية الفساد والعمالة لإيران .. وسقطت الدولة وإنهار القانون ، وصار المدن الشيعية مستباحة لنشاطات المافيا وتهريب المخدرات وغسيل الأموال والتزوير بأنواعه المختلفة ، وكذلك النشاطات الإرهابية التي تقودها إيران حيث يوجد في هذه المدن: معسكرات وسجون سرية ومخازن للصواريخ … وعلى ضوء هذه المعطيات فإن مصير الشيعة في العراق ينتظره مستقبل أسود ملطخ بدمار الحرب الأهلية على السلطة والنفط والمنافذ الحدودية !
من الحكمة والصواب بخصوص العراق توقع أسوأ الإحتمالات ، فلا شيء يبشر بالخير والأمل في ظل إنهيار الدولة وسقوطها ، وغياب الساسة الشرفاء والمشاريع الوطنية ، وضعف وغياب المشاعر الوطنية لدى عموم الشعب ، وأسوأ الإحتمالات بالنسبة للعراق هو محو كيان الدولة وتحولها الى دويلات تتصارع وتتحارب على غرار النموذج الليبي وربما أكثر سوءا ودموية !!