بسم الله الرحمن الرحيم
. أيها السادة في البيت الأبيض والكونغرس ومجلس النواب المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كمواطن عراقي مغترب منذ ثلاثة عقود , نخاطبكم بشكل مباشر , بعد أن سنحت لنا الفرصة بواسطة السيد الدكتور ” خالد الشمري ” مشكوراً , والذي نشر على حسابه من منصة ” تويتر ” تغريدة , مخاطباً العرب والعراقيين ممن يودون أن يوجهوا رسالة مباشرة للإدارتين الأمريكيتيتن السابقة واللاحقة !, كما نصّت أدناه :
( اترك الرسالة التي ترغب توصيلها او اي سؤال او استفسار للادارة الامريكية بخصوص الشان العراقي باللغتين العربية او الانكليزية وساصلها للمسؤول ).
أيها السادة المحترمون من كلا الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الأمريكية , الديموقراطي والجمهوري …
للأسف .. نقولها لكم بكل صدق وصراحة , ومعنا ملايين العرب والعراقيين المكنوبين بأوطانهم في جميع أنحاء العالم … إنكم بدأتم تحصدون ما زرعتم , وتشربون وتتذوقون من نفس الكأس المرّ , الذي أذقتموه لمئات الملايين من شعوب المعمورة على مدى القرنين السابقين , وإن الضريبة الفادحة التي دفعناها وما زلنا ندفعها كعرب وكمسلمين بسبب تهور وغطرسة بعض قادتكم وزعمائكم , وبسبب سياستهم الطائشة , والأحكام الغير عادلة , والغير منصفة , التي اتخذت بحق العرب والمسلمين عامة والعراقيين خاصة , أيضاً بدأت بوادر دفعها من قبلكم تلوح في سماء البيت الأبيض والكونغرس ومجلس النواب , وجميع الولايات الأمريكية الخمسين !.
لسنا من الشامتين أبداً بما حدث ويحدث , وما سيحدث للولايات المتحدة الأمريكية لاحقاً في حال خرجت الأمور عن السيطرة .. لا قدر الله مستقبلاً , لأننا نأمل أن تبقى الولايات الأمريكية المتحدة كقوة عظمى وصمام أمان واستقرار للعالم بأسره , تردع وتخيف كل من تسول له نفسه من الطغاة والمتربصين والطامعين بخيرات وثروات ومقدرات الشعوب , وكذلك الذين ألهوا ويلهون شعوبهم في اشعال الحروب والفتن ونشر البدع والخرافات , ودعم الإرهاب , وقتل وترويع الناس الأبرياء كما يفعل ملالي النظام الإيراني المنحرف والخبيث منذ عام 1979 وحتى يومنا هذا .
أيها السادة المحترمون … إن العدّل أساس الملك , ولهذا كعرب محبين للخير والسلام والعيش بأمان فوق كوكبنا هذا , ومن منطلق إنساني مخلص لشعوب الولايات المتحدة الأمريكية , بغض النظر عن اللون والعرق والدين , كمواطن عربي – عراقي – مسلم , ومعنا الملايين … ننصحكم لوجه الله أن تكونوا عادلين ومنصفين بحق شعوبكم أولاً , وبحق شعوب العالم أجمع , والشعوب في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا والأحواز العربية .
كما أننا نطالبكم بأن تعيدوا العراق إلى أهله الشرعيين والوطنيين الأحرار والمخلصين لتربة وطنهم وشعبهم وأمتهم !, وصولاً لقيام حكومة وطنية شرعية تنبثق من رحم هذا الشعب , الذي أنهكته حروبكم العبثية وتدخلكم السافر في شأنه منذ عقود !, ناهيكم عن سماحكم لا بل تسليطكم إيران الشر والحقد عليه .. تعبث وتعيث فيه والمنطقة الخراب والدمار, وتلهي الشعوب بالحروب الطائفية المقيتة , حكومة تعيد بناء وطن مدمر خاوي على عروشه ينخر فيه الفساد بكل أشكاله وألوانه , فيه قضاء مستقل عادل يحاسب ويحاكم القتلة والسراق والشياطين المردة , والإرهابيين الذين دمروا العراق وسرقوا وهربوا أمواله , وحرموا شعب أغنى بلد في العالم حتى من القدرة على تأمين قوت يومه كما ترون , وتعلمون علم اليقين أين ذهبت وكيف هرّبت هذه الأموال !!!.
أيها السادة … إن هذه الشلة المارقة من شذاذ الآفاق الذين جلبتموهم من أصقاع الأرض , ومن مواخير بعض الدول المعادية للعراق ولكم أيضاً ..!, لتدمير أعرق بلد كما هو العراق , وإعادته إلى القرون الوسطى , بالضبط كما بشّرنا وزير خارجية جورج بوش الأب السيد ” جيمس بيكر” برسالته الشهيرة التي حملها من الرئيس الأمريكي إلى الرئيس العراقي آنذاك , أي عام 1991 , لكنكم لم تكتفوا بتدمير البنى التحتية والمرافق الحيوية , والسماح لأدوات إيران باجتياح العراق وتدمير وحرق وسرقة مؤسسات الدولة , بل فرضّتم على العراق أقسى وأبشع حصار اقتصادي , وطبي , وتعليمي , وصناعي , وزراعي … إلخ , ما زالت آثاره المدمرة حتى يومنا هذا بالرغم من احتلالكم له , حصار لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم , بالإضافة إلى أنكم قسّمتم العراق إلى ثلاث مناطق حظر جوي ما بين الأعوام 1992 -2003 , كي يسهل لإيران وعملائها شن حرب العصابات لتخريب البلد وترويع الشعب , والقيام بعمليات السلب والنهب , ثم أقدمتم بعد عام 2003 على احتلاله بقوة وفبركة ونسج الأكاذيب والتدليس , وتوجيه الاتهامات الباطلة …كحيازته على أسلحة الدمار الشامل !!!, واستخدام الأسلحة الكيمياوية !!!, ودعم القاعدة ومشتقاتها !؟.
لكنكم الآن .. وبعد خراب ودمار العراق والشرق الأوسط برمته … ها أنتم في الربع ساعة الأخير من حكم الجمهوريين !, وليس نحن من يصرّح على أعلى المستويات الرسمية .. كما جاء على لسان وزير الخارجية السيد ” مايك بومبيو ” بأن إيران هي من استخدمت السلاح الكيمياوي ضد شعبنا الكردي في حلبجة , وها قد بدأتم تصححون بعض أخطائكم بمحض إرادتكم !, بالرغم من فوات الأوان , وبتّم الآن تنفون تلك التهم الباطلة التي نسبتموها للعراق وحكومته وقيادته الوطنية , وها أنتم أيضاً تؤكدون بما لا يدع مجال للشك بأن إيران هي مصدر وممول وداعم للإرهاب في المنطقة والعابر للقرات , وهي من دعمت وسهّلت عبور إرهابي ومجرمي عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي , كي يرتكبوا أبشع الجرائم في العالم , وفي مقدمتها الجريمة النكراء بحق الناس الآمنين في مكاتبهم في نيويورك وواشنطن , عندما استهدافوا برجي التجارة العالميين بواسطة الطائرات المخطوفة , في يوم 11 أيلول \ سبتمبر من عام 2001 , والذي ما زال النظام الإرهابي في طهران يحتضن إرهابي وقادة من تبقى منهم على قيد الحياة .
أيها السادة : من هنا نناشدكم بأسم الإنسانية والديموقراطية وحقوق الإنسان التي كنتم وما زلتم تتشدقون وتبشرون بها … أن تصحّحوا المسار قبل فوات الأوان ووقوع الواقعة , وتعترفوا بأخطائكم الفظيعة والكارثية بحق العراق والعراقيين , والتي باتت ارتداداتها تهدد بقاء أمريكا كقوة عظمى ومتماسكة …
أيها الناس .. إن الاعتراف بالأخطاء فضيلة ما بعدها فضيلة , وإن الاصرار عليها والامعان في امتهان كرامة وحقوق الناس جريمة سيحاسبكم الله عليها , وكما ترون باتت نذرها قاب قوسين أو أدنى .. وإن ما حصل في مبنى الكونغرس يوم 6 \ 01 \ 2021 ما هو إلا بداية مشؤومة أطلت برأسها عليكم , نتمنى أن تكون عابرة ولا تتكرر , ويجب عليكم أن تقرءوا التاريخ جيداً , وأن تعودوا للكتب السماوية المقدسة الأصلية عندكم علّها تعيدكم إلى رشدكم ..!!!, ولربما أنكم غافلون أو مغفلون أو لا تعلمون , بأن بلاد ما بين النهرين تحديداً هي أرض وبلاد خصها وباركها الله جل شأنه , منذ بداية التكوين , وإن لهذا الشعب وهذه الأرض المباركة مكانة وحوب عند الله تبارك وتعالى , ولهذا ما دخلها غازي أو معتدي أو طامع أو محتل .. إلا وحكم على نفسه وعلى ملكه وامبراطوريته بالزوال , وأن لعنة العراق وشعبه ستبقى تلاحقه مهما طال الزمن , ولا محالة إن أصريّتم على ركوب رؤوسكم بالباطل ستلاحقكم وستلاحق من ورطكم في المستنقع العراقي هذه اللعنة , حتى تطيح وتنهي وتزيل امبراطوريتكم , وتفكك الولايات الأمريكية المتحدة !, كالتي سبقتها من قوى عظمى غاشمة سادت ثم زالت , بعد أن تورطت في العراق كما هي الامبراطورية الفارسية على سبيل امثال !.
أخيراً .. لا يسعنا إلا أن نعيد ونكرّر نصيحتنا صادقين مخّلصين … بأن تعيدوا النظر في جميع حساباتكم , وتقديراتكم التي بنيتموها على الأوهام والباطل والريبة والشك , ونسج التهم وتضخيم وتهويل قوة العراق كذباً وزوراً بأنه يهدد جيرانه والعالم بالزوال … إلخ , والطامة الكبرى أنكم صدقّتم بأقوال ووعود الخونة والجواسيس والعملاء .. كالمقبور أحمد الجلبي , والمقبور عبد العزيز الحكيم , وكنعان مكية وإنتفاض قمبر ومن لف لفهم , هؤلاء الأوباش الذين خانوا وطنهم من أجل المال والسلطة وخدمة إيران , والآن كما ترون .. ثبت لكم بالدليل القاطع أن من يخون وطنه وأرضه وعرضه ودينه ومقدساته … يخون كل شيء !!!, وها هم يخوننكم ويقصفون سفارتكم ويبيعونكم لأمهم إيران !؟, وهم أيضاً من قام ويقوم بدور داعش في الليل وحشد شعبي في النهار !!!, في حين أنتم من جلبهم من أرصفة الشوارع التي كانوا يتسكعون عليها لسنوات طوال , بعد أن كانوا يستجدون عطفكم وعطف الدول والحكومات التي َصدّقت بأكاذيبهم وتلفيقاتهم واتهاماتهم للعراق وحكومته , منذ أن شكلوا ما يسمى بالمعارضة العراقية !؟؟؟, التي دعمها الرئيس ” بيل كلينتون ” وقدم لهم المال والإعلام على مدار الساعة لشيطنة العراق ونظامه آنذاك .
المواطن العراقي المغترب \ المهندس عبد الجبار الياسري \ ماجستير هندسة مدني \ كاتب وباحث سياسي مستقل \ مقاوم للمد والتوسع والتغلغل والتغول الإيراني في العراق والوطن العربي.