اسهل توصيف للنظام السياسي أن كل شيء في العراق لايقبل القسمة على ثلاثة مرفوض، وكل واحد من الثلاثة يتفرع إلى اقسام ، الكعكة التي لاتقبل التقسيم الثلاثي لاتُكل وهو مالم يتحدث عنه المحللون السياسيون الذين يتكاثر ظهورهم عبر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية .
قلما اسمع او اقرأ عن عوق متجذر في العملية السياسية مايجعل اغلب المبادرات التي تطلق لتهدئة الاوضاع السياسية سوى عمليات تجميلية ترقيعية لوجه سياسي معاق ومشوه ،
يمكن لاي متابع أن يكتشف ان العملية السياسية بُنيت على خطأ كارثي وهو التقسيم على ثلاث رؤس “سنة ، وشيعة وكرد ” ووصل الامر إلى مطالبة الكتل السياسية بتوزيع الادوار علىيها بالتساوي في نشرات اخبار الفضائيات التي تمول من المال العام .
بثت القنوات الفضائية الخميس الماضي مبادرة الشرف السياسية ولااعلم هل درس مهندسو هذه المبادرة التسمية ام لا؟، لكنها على العموم لم تضع الاصبع على الجرح ولاتتعدى ورقة”هدنة انتخابية “بين الكتل النيابية، المبادرة التي تتالف من 11 فقرة عامة مثل وحدة الصف والحوار والابتعاد عن التشنج الاعلامي لم تعط اي أهمية إلى معالجة عيوب العملية السياسية التأسيسية ولم تتحدث الوثيقة عن الامن والتطرف سوى بفقرتين هما السابعة التي نصت على ” الوقوف بحزم لمواجهة اي خطر او نهج او ممارسة تحرض على العنف والطائفية”.
والثامنة ” تجريم كل الانشطة الارهابية التي يمارسها اعداء العراق من جماعات القاعدة او اي تجمع يتوسل بالعنف والارهاب لتحقيق اهدافه”.
ومن يراجع باقي فقرات الوثيقة يراها مسميات عامة بلا تخصيص وستواجه تنفيذ هذه المبادرة ذات المشكلة التي واجهت اتفاقية اربيل.
أصيبت العملية السياسية بامراض عقيمة طيلة السنوات الماضية نتيجة تبني بعض الكتل السياسية منهجاً مدروسا لتفكيك المجتمع طائفيا بحجة السياسية.
وتتخوف الكتل السياسية الحالية من خوض الحوارات بمسمياتها الحقيقية والواضحة والقابلة للتطبيق على الواقع السياسي نتيجة ابتعادها عن مبدأ “المكاشفة والمصارحة ” بالاضافة إلى فقدان جسور الثفة وتحطم مقوماتها، ومراجعة المراحل بدل من حرقها أو عبورها .
تعارض كتل سياسية مهمة بشراسة اليوم اجراء عملية جراحية كبرى تُعيد رسم النظام السياسي على اساس المواطنة بغض النظر عن اللون والمذهب والطائفة والعشيرة والمنطقة يقابل ذلك هجمة عنيفة يتعرض لها العراقيون تشنها مجاميع ارهابية متمرنة على القتل وسفك الدماء، تمكنت من استغلال العوق السياسي الذي تحدثنا عنه لصالحها.
وهو مايتطلب توجه حقيقي لفرز جيل سياسي جديد يتخذ وظيفة الطبيب المتمرس ليعالج العوق العقيم عبر الحوار العملي الذي يبتعد عن تقسيم الادوار والمهام على ثلاثة ويمنح المواطنة اولوية في تفكيك العقد والخلل .
يتحمل العراقيون وحدهم اليوم فرز هذا الجيل ،جيل يفكر بنمط جديد مختلف عن السُبل والمناهج التي تفكر بها الكتل السياسية القائمة ، يخلو من العقد والمؤامرات سياسيو لايمول المجاميع الارهابية بالمال والباجات والمعلومات لقتل العراقيين البسطاء وضرب معاقل الدولة ،وصانع للحل لا للازمات التي تخلف العراق إلى الوراء وتعيق تنميته وتنطبق عليه على اقل تقدير ماتحدثت عنه بوثيقة الشرف التي اشارت إلى ضرورة الابتعاد عن الدعم الخارجي وونبذ التقاطع والقطيعة وبناء العراق بروح الفريق الواحد.. الحل ليس صعبا والطريق ليس معبدا لذلك !
خارج النص :1_ الكارثة ان عشر سنوات مرت علينا خسرتنا الارواح والاموال ولم تعمل الكتل السياسية المنتخبة بروح الفريق الواحد !.
2- العراق بلا مواطنة ، عراق بلا امن ولا خدمات ولاتطور ..عراق متخلف للابد