أسس عالم النفس أدلر مدرسته على موضوع الشعور بالنقص لأسباب نفسية وجسدية وما ينتجه من حالة (( عصابية )) تبحث عن حلول وتسويات على المستوى اللاشعوري ، وأوضح كيف تكون عقدة النقص هي المحور في تحريك شخصية الفرد طوال عمره (*) ، وقصر القامة تعتبر من بين العيوب الجسدية ، وهو مايعاني منه رئيس البرلمان الحلبوسي ، ومن الأمثلة الأخرى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي الذي يعاني إضافة الى قصر قامته كذلك قصر رقبته أو إنعدامها تماما مما خلق لديه معاناة نفسية إنعكست على إدائه السياسي وإضطرابه السلوكي ، فقد كانت السياسي بالنسبة لديه مجرد وسيلة لإثبات الوجود والتخلص من الشعور بالنقص ، ولهذا تنقل مابين : حزب البعث والحزب الشيوعي ، ثم الإسلام السياسي الإيراني ، وأخيرا قبل على نفسه وكرامته بنصب شكلي ويكون دمية دون صلاحيات وصار رئيسا للوزراء يدير الأمور فعليا مدير مكتبه المرتبط بإيران مباشرة !
في زمن الفوضى والمحاصصة لاغرابة من صعود شخص مثل الحلبوسي لايمتلك أبسط المهارات السياسية ، وربما لم يقرأ في حياته ثلاثة كتب في مجال السياسة ، لكن في العراق الذي تسوده العشوائية والفساد كل شيء ممكن مقابل تقديم التنازلات الى الاحزاب وإيران .. حسب تصريح السياسي مشعان الجبوري لوسائل الإعلام فإن الحلبوسي عند طرح إسمه رئيسا للبرلمان إستدعاه الإرهابي قاسم سليماني للفحص والتأكد من قدرته أن يكون عميلا تتوفر فيه الشروط المطلوبة ، وفي حركة من الدهاء الفارسي رفض سليماني إستلام الحلبوسي للمنصب في المرة الأولى من أجل الضغط عليه لتقديم المزيد من التنازلات والعمالة لإيران ، ثم بعد عدة أيام يبدو ألح الحلبوسي على سليماني لمقابلته فواق وتمت المقابلة وقبل الحلبوسي بكل الشروط الإيرانية وأقسم بالقرآن على الوفاء والتنفيذ ، وهي مفارقة عجيبة فما دخل القرآن في صفقة عمالة حقيرة وخيانة وطنية حتى يتم القسم به ؟!
تحركات الحلبوسي كلها صادرة بتأثير عقدة كونه قصير القامة يشعر بالنقص ويريد إثبات لنفسه وللآخرين انه عملاق ، وكأي عربي صاحب عقلية عشائرية حينما يصبح ثريا أول خطوة يقوم بها هي الزواج الثاني على زوجته الاولى ، وهذا مافعله الحلبوسي حينما تزوج مرة ثانية من مذيعة معروفة ، وليس مصادفة إختيار الحلبوسي لزوجته المذيعة طويلة القامة ، فهو يتصرف من منطلق انه قصير ولهذا أراد إمتلاك زوجة طويلة كي يعوض نقصه من خلالها زائدا كونها مشهورة من أجل التباهي بها ، بحكم مايشعر في أعماقه ان المركز الإجتماعي والسياسي الذي وصل اليه غيرجدير به ولايستحقه ، ولايزال يتصرف بعقلية مشاهد التلفزيون المراهق المعجب بالمذيعات ، والمثير للتساؤل هو كيف توافق إمرأة تدعي الثقافة والمدنية على ان تكون زوجة ثانية وتصبح جارية لدى شخص متخلف ثقافيا وحضاريا وفاسدا وعميل لدى إيران ؟
* – أقترح الإطلاع على كتاب إنتصارات علم النفس / بيير داكو.