تعليقًا على اقتحام “الكابيتول” .. “قدس” الإيرانية : استمرار أفول أميركا رغم نهاية “ترامب” !

تعليقًا على اقتحام “الكابيتول” .. “قدس” الإيرانية : استمرار أفول أميركا رغم نهاية “ترامب” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بالتوزاي مع جلسة “الكونغرس” الأميركي؛ لتأييد فوز “جو بايدن”، بالانتخابات الرئاسية، دعا “دونالد ترامب”، أنصاره، إلى الاحتجاج واصطدموا بقوة مع قوات الأمن و”شرطة مكافحة الشغب”. بحسب صحيفة (قدس) الإيرانية.

لن نتراجع ولن نقبل بالهزيمة !

وكان “روبرت كونتي”، رئيس شرطة واشنطن العاصمة المؤقت؛ قد طلب إلى الأميركيين إبلاغ الشرطة على الفور بمجرد مشاهدة أي شخص يحمل سلاح.

وبحسب فضائية (RT) الروسية، شارك أنصار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في مسيرات: “إنقاذ أميركا”، في مسعى أخير لقطع الطريق على المشرع الأميركي لتعديل نتائج الانتخابات.

وتحظى جلسة “الكونغرس” باهتمام كبير؛ بعكس السنوات الماضية، لأن “ترامب” يضغط على نواب “الحزب الجمهوري”، في “الكونغرس” و”مجلس الشيوخ”، لمعارضة نتائج الأصوات في “المجمع الانتخابي” بعدد من الولايات.

وقد خطب “ترامب” في أنصاره، من وراء زجاج عازل، وقال: “وقع تزوير غير مسبوق في الانتخابات الرئاسية. ولن نتراجع أو نتجاهل الموضوع ولن نقبل بالهزيمة. لقد تابعنا أحداث لم نرى مثيلاً لها، ونريد أن تقوم وسائل الإعلام بتغطية جيدة. جئنا إلى هنا لأننا لن نسمح للديمقراطيين بسرقة الانتخابات”.

وعقب الخطاب، أقتحم أنصار “ترامب” مبنى “الكونغرس” الأميركي.

استمرار أفول أميركا..

للتعليق؛ يقول الدكتور “علي رضا رضاخواه”، الخبير الإيراني في الشأن الأميركي: “بلغت الأزمة السياسية الأميركية ذروتها. إذ يسعى ترامب، بكل قوته، للاستفادة من البقاء في البيت الأبيض. وقد أنضم إليه نواب الكونغرس ودعوا أنصاره إلى التوافد على الشوارع”.

ومجددًا تأهبت العاصمة الأميركية عسكريًا خوفًا من شبح الحرب الأهلية. من جهة أخرى، تمكن الديمقراطيون، في ولاية “جورجيا”، من الفوز بانتخابات “مجلس الشيوخ” على نحو فوق المتوقع. وهم يأملون، بالحصول على البرلمان و”البيت الأبيض”، في إسدال الستار على كابوس السنوات الأربع الماضية.

لكن هل اقترب “ترامب”، والترامبية، باعتبارها تيار سياسي، من النهاية ؟

نهاية “الترامبية”..

“الترامبية”؛ باعتبارها حركة بدون هيكل، هي أبرز مؤشرات الأزمة التي بدأت، قبل السنوات، في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية الأميركية، وهددت وجود النظام الليبرالي، سواءٍ في الداخل أو على الصعيد الدولي.

ويعتقد المحللون أن “الترامبية” هي نتاج أزمة هوية؛ برزت عقب إنهيار النظام ثنائي القطبية في العالم. والحقيقة لا يرغب الكثير من منظري الليبرالية الأميركية في الخضوع لتلكم الظاهرة.

وأفضل من يدرك حقيقة هذه الأزمة من العلماء الأميركيين، هو “سامويل هانتيغتون”، وقد ناقش هذه الظاهرة في كتبه: (حرب الحضارات) و(الهوية في أميركا). ولذلك من غير المستغرب ان يصفه الكثيرون بـ”رسول عصر ترامب”، وهو العصر الذي تتسارع فيه وتيرة الأفول والإنهيار الأميركي.

ولعل “أميركا” لم تكن دول استثنائية، كما أدعى الآباء المؤسسون، لأن الأحداث الداخلية في “أميركا”، وبخاصة قضايا الانتخابات الراهنة، تقود إلى ما يمكن وصفه بأنها لم تُعد حكومة عادية.

حيث الفجوة كبيرة جدًا بين “ترامب”؛ وقراراته في السلطة مع الإجراءات الطبيعية لأي رئيس جمهورية في أي دولة حول العالم. مع هذا لم تنجح أي من القرارات والإجراءات في تقريبه من الحصول على نصف أصوات الشعب الأميركي.

أزمة الهوية ونهاية العصر الأميركي..

وقد أثبتت التجربة، أنه ورغم الجهود المبذولة للقضاء على أزمة الهوية؛ بالترويج الإيدولوجي لأفكار الليبرالية و”الأمركة”، كبديل عن الهوية، فقد بلور صدع الهوية تدريجيًا، (الغيرة والتنافسية)، داخل النظام الأميركي.

وكان أحد المراكز الغربية قد تطرق، قبل فترة، للحديث عن انتخابات الرئاسة الأميركية، وكتب: “الإحساس الظاهر أن الولايات المتحدة قامت ببناء النظم الدولية بخطوات هادئة، لكنها على وشك السقوط، ومنشأ هذا التطور ليس تهديد وجودي خارجي، وإنما الأزمات الموجودة في قلب الولايات المتحدة”.

ولو نريد الاقتراض من “كارل ماركس”، فيجب القول: “يبدو أن القائمين على حفر القبور قد صنعوا بأيديهم نظام الانتخابات الأميركي”.

والخلاصة أن فترة “ترامب” الرئاسية؛ ضاعفت من وتيرة التطورات التي كانت قد بدأت على الساحة العالمية، بشكل دفع بعض المسؤولين والإعلاميين إلى الاعتراف بدخول العالم مرحلة جديدة بدون قيادة أميركية. والانتخابات الأميركية والأحداث الحالية تدعم هذه الأقاويل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة