الطفولة هي اجمل مراحل العمر التي يمر بها الإنسان حيث ترتبط بكل ماهو جميل كالبراءة واللعب والمرح وتعتبر مرحلة اكتساب للكثير من المهارات والصفات سواء كانت الحسنة او السيئة لذلك فهي مهمة جداً لان هذه الصفات والمهارات على اساسها يتعامل بها على مدى حياته كلها اذ تشهد هذه المرحلة مجموعة من التغيرات التي تطرأ على الطفل كالاتزان والتحكم وزيادة الميل الى الحرية ومحاولة التعرف على البيئة المحيطة به وتنمية مااكتسبه من مهارات الوالدين والمحيطين به وبزوغ الانا والتفرقة بين الصواب والخطأ والخير والشر وكلما كانت هذه المرحلة مستقرة وتتمتع بالاهتمام العاطفي والنفسي كلما نمت وتفتحت ونتج عنها اطفال يتمتعون بشخصيات قوية لأن الطفل كالارض الخالية التي تنبت مابذر فيها من خير او شر يتلقاه الطفل من والديه ومن يحيطون به من خلال التعليم والسلوك لذلك تعرف مرحلة الطفولة في علم الاجتماع على انها تلك المرحلة من حياة الطفل تبدأ منذ الولادة وحتى سن البلوغ اما تعريفها من وجهة نظر علم النفس فهي تلك المرحلة التي تحتوي العديد من التطورات التي تحدث للطفل في النمو وحتى مرحلة المراهقة لهذا يعتبرها علماء النفس مرحلة هامة جداً في حياة الفرد حيث ان هذه المرحلة حاسمة في مستقبله وتظل اثارها العميقة محفورة في نفس الطفل على مر السنين.
وان كل علماء النفس تقريباً قد اجمعوا على اهمية هذه المرحلة ويرى فرويد مؤسس علم التحليل النفسي ان شخصية الفرد تتكون خلال فترة الخمس سنوات الأولى.
الا اننا اصبحنا كثيراً مانسمع عبارة اطفال هل زمن ومقارنته باطفال الزمن الماضي نعيب الزمان والعيب فينا نجعل منه الشماعة التي نعلق عليها اخطائنا الزمان ثابت لايتغير الساعة لازالت مثلما كانت والثواني تتبع الدقائق فأين الاختلاف اذن لاشك فينا وفي البيئة التي يرجع لها التأثير المباشر او غير المباشر في اختزال مفهوم الطفولة على الفرد اذ تشكل البيئة المادية والاجتماعية والثقافية والحضارية حيث تسهم في تشكيل شخصية الفرد النامي وفي تعين انماط سلوكه واساليبه في مواجهة الحياة ان اختلاف تربية الاهل هي السبب الرئيسي في صنع الفروقات بين الأجيال كثير من الآباء لازالوا يواصلون تربية ابنائهم بنفس الطريقة التي اتبعها معهم اباؤهم او بصورة معاكسة تماماً اذا كانوا يكرهون الاسلوب الذي تربوا عليه
ففي الماضي كان الآباء والأمهات يتعاملون مع اطفالهم على فطرتهم البسيطة فالزمن في الماضي يخلو من التعقيدات التي نشهدها اليوم فالماضي يخلو تماماً من مغريات الحاضر قديماً كان الطفل يسمع الكلمة دون نقاش او إعتراض لكنه الآن اصبح يجادل ويعاتب ويصرخ كما كانت اساليب العقاب محدودة ولكنها مجدية فالنظرة القاسية والضرب غير المبرح والحرمان من المصروف وغيرها تعتبر من اهم وسائل العقاب في الماضي فقد كانت مجدية وتعطي مفعولها كما ان الكلام السلبي لم يعد يؤتي نتائجه كما كان قديماً فالجيل القديم كان يأخذه بعين الاعتبار ويقسو على نفسه ليثبت العكس اما الجيل الحالي فهو مختلف تماماً لايستجيب لهذه الكلمات ولا تؤثر فيه كما كانت وسائل الترفيه الأساسية للاطفال في الماضي هي النزول الى الشارع للعب مع اقرانهم الان ان القفزات السريعة في عالم التكنلوجيا ادت الى دخولنا عالم الرفاهية فاصبح اطفالنا اكثر انطواء وعزلة لايكلفون أنفسهم بذل اي جهد مهما كان بسيطاً فهم يقضون معظم اوقاتهم داخل المنزل مع البالغين وحياتهم تتمحور حول شاشات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والتلفزيون ولساعات طويلة كما لوجود عالم الانترنيت الذي يحمل بين طياته وسائل الفساد والذي ساعد بشكل اوبأخر على انحراف الأبناء كما وتسبب بحدوث مايسمى باضطرابات الطفولة المتمثلة بمرض التوحد والتنمر وغيرها التي لم نكن نعرفها سابقاً.
مما سبق يتضح لنا معنى الطفولة واهميتها في بناء حياة الطفل المستقبلية كما يتضح دور الأهل في تنميتها فهي اما تخلق شخص سوي وصالح للمجتمع او شخص غير صالح ومضطرب نفسياً وبالتالي يهدد امن المجتمع لذا ينبغى علينا جميعاً ان نبحث ونكتشف بالضبط ماتقوله الدراسات والابحاث النفسية ومن ثم نشرع في تربية ابنائنا على اساسها لكي ينمو الطفل في المستقبل فرداً فاعلاً في مجتمعه ومتمتعاً بصحة نفسية وبدنية وعقلية سليمة.