صحيفة إيرانية توضح .. ضرورة خروج القوات الأميركية من المنطقة !

صحيفة إيرانية توضح .. ضرورة خروج القوات الأميركية من المنطقة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

نقترب من الذكرى السنوية لاغتيال الجنرال “قاسم سليماني”؛ وقد حذرنا الأميركيين بشدة للخروج من منطقة غرب آسيا. بحسب صحيفة (رسالت) الإيرانية الأصولية.

وكان الرئيس “حسن روحاني”؛ قد تطرق خلال اجتماع الحكومة للحدث، وقال: “لقد قطعتم يد جنرالنا، ولابد من قطع أرجلكم عن هذه المنطقة. وطالما أنكم بالمنطقة؛ فإننا لم نحصل على انتقامنا النهائي. وسنحصل عليه ما إن تُقطع أرجكم عن المنطقة”.

وقد مرت سنوات، حتى الآن، والقوات الأميركية تزيد من تجهيزات وجودها وقواعدها العسكرية في دول مثل: “العراق، وسوريا، وباكستان، وأفغانستان” وغيرها.

الحد من النفوذ الإيراني..

ويعتقد خبراء الشأن الدولي أن “الولايات المتحدة” تعاني عدد من المخاوف المتعلقة بالملف العراقي، الأول: تنامي النفوذ الإيراني، لاسيما بعد تحرير “الموصل”. الثاني: اندلاع حرب أهلية قد تهدد المصالح الأميركية في “العراق” على المدى الطويل. الثالث: تغيير الأوضاع بـ”العراق” بلغ مرحلة التأثير على “سوريا والأردن”.

وعليه يمكن تصنيف هدف المحتل الأميركي بالوجود في المنطقة على مسافة كيلومترات فقط من حدودنا؛ تحت عنوان: “الحيلولة دون تعاظم قدرات الجمهورية الإيرانية”.

ويتخوف مسؤولي تنشأة الإرهابيين بـ”الولايات المتحدة” من تأثير تنامي النفوذ الإيراني بالمنطقة، على رفع كفاءة القدرات الاقتصادية، والعسكرية أو الدفاعية الطبيعية لـ”الجمهورية الإيرانية”، وإقامة علاقات مع دول الجوار. ويسعون للسيطرة على العالم وتوطين قواتهم العسكرية على مسافة كيلومترات من بلادنا؛ بغرض رفع مستوى الاضطرابات بالمنطقة.

بداية التطلعات الأميركية..

وقد تابعنا، خلال سنوات ما بعد الاستقلال الأميركي عن “إنكلترا”، بتاريخ 4 تموز/يوليو 1776م، تبلور “الولايات المتحدة” المتزايد على المستوى الإقليمي وفوق الإقليمي. ويمكن أن نرى بداية الظهور الأميركي، كقوة إقليمية، في دليل الرئيس الأميركي، “جيمس مونرو”. فلقد تجاوزت “أميركا” مرحلة العزلة إلى مواجهة الأزمات الدولية، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى بين القوى الأوروبية. وعليه تعهد الرئيس الأميركي، “وودرو ويلسون”، مع إنتهاء الحرب العالمية الأولى، بترويج الديمقراطية في العالم أجمع ! بالتالي وضعت الإدارات الأميركية المتعاقية على جدول أعملها تحديد نطاق النفوذ في مختلف نواحي العالم، بما فيها منطقة الشرق الأوسط، كأحد الضروريات على دليل سياساتها الخارجية. وتحولت منطقة غرب آسيا، في ضوء المواجهات الأميركية مع “الاتحاد السوفياتي”، أحد أهم المناطق الحيوية التي تحوز اهتمام المسؤولين الأميركيين.

وبعد فترة قصيرة تحولت هذه المنطقة إلى فناء لـ”الولايات المتحدة”، ونجحت الأخيرة، خلال العقود الماضية، ليس فقط في الرقابة على هذه المناطق، وإنما استفادت من إمكانيات دول غرب آسيا في إطار المحافظة على قوتها في النظام الدولي.

خلق ظروف التدخل الأميركي..

وخلال هذه السنوات؛ سعت “الولايات المتحدة” للمحافظة على قوتها بهذه المناطق عبر إفتعال الأزمات والظواهر مثل الحرب، والإرهاب، ومفاوضات السلام، ومكافحة أسلحة الدمار الشامل وغيرها. وطالما تنتشر هذه الأزمات يكون الشعور بالحاجة إلى ضرورة الوجود الأميركي كمنقذ للبشرية، (بحسب  الإدعاءات الأميركية)، في حين الديمقراطية مشروع طويل ومعقد.

والهدف الأميركي من الوجود بالمنطقة، هو الضغط لأقصى درجة على “إيران” للحيلولة دون تعاظم نفوذها بالمنطقة. والنتيجة أن المحتل الأميركي يعتزم، في إطار “سياسة الضغط القصوى”، استهداف الفصائل العراقية المقربة من “إيران”، مثل منظمة (بدر) بقيادة “هادي العامري”، و(عصائب أهل الحق) بقيادة “قيس الخزعلي”، وحركة (النجباء) بقيادة “أكرم الكعبي”، وكذلك (حزب الله) العراقي، للحد من حجم النفوذ الإيراني في “العراق”، وكذلك استهداف التعاون الاقتصادي، والسياسي، والثقافي الإيراني مع “العراق”؛ بسبب تأثيره البالغ في الحد من تبعات العقوبات الاقتصادية الأميركية على “إيران”.

التمهيد لحرب عسكرية قادمة..

من جهة أخرى، تعتبر المصادر الإستراتيجية، كـ”النفط”، أحد الأسباب الرئيسة للوجود الأميركي في المنطقة.

فلقد قامت “الولايات المتحدة”، على مدى سنوات، باستخراج نفط الدول الضعيفة، كـ”العراق وسوريا”، وحاليًا وبالنظر إلى انتشار وباء (كورونا) فقد دفع تراجع أسعار النفط والركود التجاري، “الولايات المتحدة” إلى التفكير في أن الحرب العسكرية بالمنطقة قد ترفع أسعار النفط مجددًا.

وعليه تهييء الأجواء لإنطلاق حرب عسكرية بالمنطقة لا ترفع فقط أسعار “النفط”، وإنما تهديد مصادر أمن الطاقة لدولة كـ”الصين”، التي يرتبط اقتصادها بـ”النفط”، ويمنح “الولايات المتحدة” إمكانية إحتواء “الصين” وغيرها من الاقتصاديات العالمية مثل “أوروبا”، والحصول على الكثير من الإمتيازات التجارية. ومع وجود الكثير من الدلائل على إثبات هذه الحقيقة، لكن اغتيال الجنرال “قاسم سليماني”، أوضح دليل على عدم الثقة بالإدارات الأميركية، الجمهورية والديمقراطية، على السواء.

مع هذا؛ بعدما شدد رئيس الجمهورية على قطع أرجل “الولايات المتحدة” من المنطقة، قال: “هي مسألة أيام على إنتهاء إدارة، ترامب، القاتل الوحشي المجنون، وكل تاريخه وحكومته سيصير إلى مزبلة التاريخ. نحن سعداء بهذه المسألة، وإن لم تكن من صنعنا ولا شعوب المنطقة، ولكن من صنع الشعب الأميركي. لقد فهم الشعب الأميركي إفتقار، ترامب، إلى الجدارة ونجحوا في إيصال منافسه إلى الرئاسة. والأوضاع بعد، ترامب، ستكون أفضل بالنسبة إلى شعوب المنطقة”.

ومثل هذه التصريحات تعكس تفاؤل الحكومة مجددًا بالمدرسة الفكرية الأميركية والتفاوض من جديد وإقامة علاقات أفضل مع “أميركا”.

وتكرارًا لما قيل؛ لو نحاول وصف عوائد المفاوضات مع “أميركا” و”أوروبا” بكلمة أو عبارة، فسوف تكون: لماذا ننتظر بعد 8 سنوات أن تثمر شجرة “الاتفاق النووي” ؟!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة