بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا}.(60 الاسراء}
لما تكون دراستنا لمسألة الرؤى و الأحلام دراسة دقيقة لابد إن نعرف (المعنى اللغوي للرؤيا والحلم والفرق بينهما ) قال البيضاوي : الرؤيا كالرؤية غير أنها مختصة بالنوم ,رؤيا ورؤية. وقال اخر غلب اسم الرؤيا على ما يراه النائم من خير ، و الحلم على ما يراه من شر…. في الحديث الشريف : ” الرؤيا من الله ، و الحلم من الشيطان ” .
*** اما اضغاث الأحلام تأتي من ضِغث، تعني ما اختلط من الحشيش الرطب واليابس، أو الحشيش الطويل والقصير، والطري واليابس، وما يعدّ صالحاً للأكل وما لا يعدّ صالحاً لذلك،( وأضغاث الأحلام هي الأحلام المتداخلة التي لا يُمكن تفسيرها بأيّ حال؛ نتيجة كثرة تفاصيلها)ولتداخل تلك التفاصيل وعدم وجود ترابط بينها.
** الفرق بين الأحلام وأضغاث الأحلام والرؤيا ـــ يرى الإنسان خلال نومه ثلاثة أنواع من المنامات، وهي:{ الرؤيا، والحلم، وأضغاث الأحلام}.
الرؤيا تعني مشاهدة النائم لأمرٍ محبوب، وهي من الله تعالى، وتحمل بشارةً بالخير أو تحذّر من الشرّ، أو تُشير إلى إرشاد، (يجب ان يكون فيها شكر الله سبحانه عليها وحديث الأحبة دون غيرهم عنها) اما الحلم هو ما يراه الإنسان من مكروهٍ في نومه، وهو من الشيطان، ويجب فيه التعوّذ بالله منه وأن لا يُنقل للآخرين، “رغم أنّ فعل ذلك ليس به ضرر”، ومن المستحب أن يتحوّل النائم عن جنبه ويصلّي ركعتين. أمّا أضغاث الأحلام فهي ما يراه النائم وليس برؤيا أو حلم، إنّما هو حديث نفس، وهي أحداث ومخاوف مخزّنة في الذاكرة والعقل الباطن، يُعاد تكوينها ثانيةً خلال النوم؛ ــ مثلا ــ من يعمل في حرفة ويمضي يومه في ذلك العمل يفكّر قبل نومه يرى ما يتعلّق بها خلال منامه، ومن يفكّر في مشكلة تتعلق به او في اهله او بلاده , فيرى انعكاسات ذلك الخوف .ولا تفسير لها. جديرٌ بالذكر أنّ الرؤيا تحصل في الغدوّ والآصال .«الآصال» هي جمع «أصيل» ومعناه آخر وقت من النهار ،والغدو بمعنى أوّل النهار.
الاية الكريمة تتعرض لموضوع الرؤيا وليس( الحلم) وبين القران ان احدى حالات التواصل مع الانبياء (ع) هي الرؤيا فقط التي تأتي في المنام وليس من خلال الاحلام .واستعرض القران عدة قصص حول الرؤيا، كما في قصة إبراهيم (ع)، قوله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الى ان يقول: ” وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤيا) ..
(ع)..كذلك رؤيا يوسف (ع) (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) ..ورؤيا صاحبي السجن اللذين كانا مع يوسف(ع) في السجن .ومنها رؤيا الملك . ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ, وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ).
**كذلك الحال بالنسبة لنبينا محمد (ص) في مواضع، منها قوله: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} والاية الكريمة(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ)قال الإمام الصادق(ع) سبب نزول الآية:(رأى رسول الله (ص) بني أمية يصعدون على منبره من بعده، ويضلون الناس عن الدين الحق فأصبح كئيباً حزينا،فهبط عليه جبرئيل(ع) بالاية ..قال: يا رسول الله، مالي أراك كئيباً حزيناً؟ قال: يا جبرئيل، إني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ويضلون الناس عن حقيقة الدين. فقال جبرائيل: والذي بعثك بالحق نبياً، إن هذا شيء ما اطّلعت عليه، فعرج إلى السماء، ثم نزل بآية يؤنسه بها، فانزل عليه: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *الخ .. فجعل تعالى ليلة القدر (خيراً من ألف شهر وهي فترة ملك بني أمية).
**في رواية اخرى: أنه رأى قروداً تنزو على منبره، والقرود عبارة عن شخصيات حقيقية بصورتها الواقعية في العالم الدنيا والعالم الآخر، فكل إنسان (له صورة في العالم الأخروي عبارة عن مجموعة أعماله) فإما أن تكون بصورة انسان سوي , او بصورة قرد أو خنزير او الكلب أو ما شابه ذلك فمن خلال رؤيا رسول الله (ص)اعطى توضيحا (ان قرود الدنيا هم بنو أمية) ،كيف نعرف حقيقة الرؤيا صادقة، على صحة الرؤيا والقرود.
نذهب الى راي المفسرين برؤية القرد في المنام ..//
** أولا : يجب الأخذ فى الاعتبار أن رؤية القرد بشكل عام{تشير إلي وجود شخص ظالم ــ او عدو فى حياتك },ويستوجب تفسير الحلم وفقا لما تم رؤيته فى حلمك بتفاصيل خاصة بالحلم. لنأخذ راي اشهر المفسرين في تفسير الاحلام . ونقرا رايه في حلم القرد وهو ابن سيرين ..
اعطى ابن سيرين عالم التفسير لدى المذاهب الاسلامية, تفسير رؤية القرود قال: أنه يرمز إلي (الاحتيال والمكر من أشخاص) فهو يعتبر أن رؤية القرد فى المنام رجل أخلاقة بشعة ويقوم بارتكاب الكبائر وكل المعاصي. فيقول: اذا رأيت فى حلمك تحارب قرداَ وانتصرت عليه وهزمته يدل علي أن الرائي لا بد انه سيصاب بمصاب , تحديدا في جسده سواء داء يصيبه ــ او قتل او موت. ** واذا رأيت فى منامك بأن شخص قام بتقديم قرد هدية لك, أو باع لك القرد, يقول :أن الحالم سوف يتم النصب عليه من الشخص الذي أهداه القرد في منامه…
** اما لو رأى قردا يلاحقه /عليه أن يأخذ حذره ,لان هناك شخص يريد اذاه او اذى أقرباءه, اما لو رأي الحالم بأن القرد قام بملاحقته ونجح فى عضه, فيشير ذلك إلي أن هناك أحداث مؤسفة ستحدث فى وقت قريب وربما سيعاني من مرض يصيبه مستقبلا. هنا يتبين ان ابن سيرين يتشائم من رية القرد في المنام في كل الحالات ..
**راي الامام الصادق(ع) فسر الإمام الصادق رؤية القرد في حالات عديدة منها : في حلم الفتاة تراه يلاحقها , ترمز إلى محاولة شخص مخادع سىء الشخصية يسعى لخادعها. وفي حالة رؤية ضرب القرد والتخلص منه في المنام يعني زوال صعوبات وأزمات تمر بها الفتاة في الحياة .. وكل تفاسير الامام الصادق(ع) لرؤية القرود يقول هي تأكيد وجود أشخاص منافقين حاقدين يحيطوا بصاحب الرؤية .. غير ان النبي(ص) قال : تلك القرود تنزوي على منبري . معنى تنزوي جاءت من الانزواء , جلس فلان في الزاوية , فنقول فلان منزوي .اِنْزَوَاءُ الرَّجُلِ في الغُرْفَةِ : جُلوسُهُ في زاوِيَتِها.. والاِنْزِواءُ عَنِ الجَماعَةِ : اِعْتِزالُهُ، منطوي على نفسه, يعني قطع أي علاقة بالجماعة. والانطواء تعني اِتِّجاه الفَرْد نحو شُعوره الذَّاتيّ واسْتِغراقه في عالَمه الباطنيّ، ويؤدِّي ذلك إلى فَرْط الحَسَّاسيَّة. من الجماعة الذين يحيطونه . فالمنطوي غير مشترك بالفكر والموضوع.
**هنا نقطة عقائدية تتعلق بالرؤيا في الآية 60 الاسراء/(يتبين انه لا يمكن الاعتصام بكتاب الله او بالرسول دون التمسك بالعترة الطاهرة) دعنا من كل هذا والتزم بالقرآن دون الرجوع لاجتهادات أو مرجعيات سنيه أو شيعيه. ونأخذ من كلام الرسول (ص) ما يوافق كلام الله .فأن سبيل النجاه كلام القرآن ثم كلام النبي(ص) مع الرجوع الي اللغة العربية لفهم كلام الله. وفهم معاني قول النبي(ص) .الذي حرص على الابتعاد عن الفرقة، واتباع ما نص على أهل بيته يجب اتباعهما حتى يوردانا على الحوض في يوم القيامة، وأن التمسك بالقرآن وحده لا يوصلنا الى التكليف الشرعي، فقد أمر الرسول صراحة بإتباع القرآن مع أهل بيته معاً،هذا ما تؤكده النصوص الصحيحة الكثيرة و اليك نموذجا منها:
حدثنا عطيَّة العَوفي، عن أبي سعيد الخُدْري، عن النبي ( ص)، قال: “إنّي أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب، و إني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين، كتابَ اللهِ وعِتْرَتي، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أَهْلُ بيتي، و إن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض، فأنظروني كيف تَخلُفُونِي فيهما”.
/ في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله (ص) يوماً خطيباً بماء يدعى خُماً بين مكة و المدينة، فحمد الله وأثنى عليه ،ثم قال :”أيها الناس، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، و أنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى ونور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به” فحَثَّ على كتاب الله و رغَّبَ فيه، ثم قال:” و أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي”.
*** ما هو حديث الثقلين، و لماذا سمي بهذا الاسم ؟وما الحاجة إلى السنة لنبوية الشريفة و كتاب الله موجود بأيدينا؟ واهداف حسبنا كتاب الله. ونتائج استيلاء الأمويين على الخلافة، وما قاموا به من أعمال ادت الى تمزق الدولة .الى اليوم .وما سبب نشوء المعارضة الشيعية. ونتائجها وكيف وصلت الحالة إلى الصدام العام .
الحديث عن قيام الدولة الأموية طويلا؛ الأمر الذي لا يسمح به المقام. ومع ذلك لا بد من توضيح بعض النقاط حتى نفهم دور رجال الدولة الأموية: السفيانيين والمروانيين وموقفهم من الثقلين .وهذا بين من خلال علاقة الدولة الاموية باهل اليت(ع) واتباعهم . الذين تحولوا الى معارضة مما اتاح للأموين والسفيانيين التعامل معهم بلا رحمة.
اول شعار رفعه القرود حين انزووا على منبر رسول الله(ص) كممارسة حكومية وتوجه عام ، إصرارهم على لعن الإمام علي (ع) على المنابر،في وقت لم يلعنوا لا الخوارج ولا أفرادا من القوميات ولا من الصحابة .
لان المسألة (مرتبطة بالمواريث العائلية والمناصب) , وقضية مهمة تدور في بالهم هي الحفاظ على الملك المغتصب بأي ثمن. لذلك تزعم الأمويون المعارضة في بداية قيام الإسلام، كانوا أشد الناس عداوة للنبي (ص) وآله.بغضوا الال لانهم نصروا النبي(ص) من اول يوم .والسبب الثاني (من قتل منهم بمعارضتهم للإسلام) في بدر على أيدي الإمام علي (ع) وعمه حمزة (رض)، وأسلم من بقي حيا منهم يوم فتح مكة كراهة .
لثم وصلوا إلى السلطة عن طريق ولاية الشام في زمن ابي بكر ، وتذرعوا بكل عذر للانتقام ،من ال محمد(ص) كونهم بعيدين عن أي دين وعقيدة , لذلك كانت ممارساتهم عدوانية انتقامية ,من الإسلام ومن آل البيت{ع} , وهذه ( نقطة خلاف كبيرة بين الشيعة وغيرهم. ان بني اميةلم يدخلوا الاسلام اصلا.. ” فلا خبر جاء ولا وحي نزل”..
ومن اشهر ممارساتهم ضد النبي واله (عانهم استباحوا الحرمات(في كربلاء والحرة وخلال حصار مكة وفي مناسبات عديدة) خلال فترة حكمهم انتقموا من اتباع علي (ع)وحرفوا التاريخ وزوروا الاحاديث ,غايتهم الوصول إلى الاعتراف بشرعية الأمر الواقع من خلال دينهم الذي أرادوه بديلا للإسلام، فأخفقوا وزالوا من الحكم دون أن يخلفوا وراءهم أية قواعد أو جذور.هذه حقيقة الرؤية التي راها رسول الله(ص).
أما الشيعة / اختلفت الآراء حول تاريخ نشوء الشيعة ومن أنشأها، وأين نشأت، والأدوار التي مر بها التشيع خلال التاريخ. نقول:(إن أول من وضع بذرة الشيع في الإسلام هو الرسول {ص} لان الدعوة الإسلامية نزلت في مكة ,وهي بالأساس حركة دينية معارضة لنظام( العرف)السائد ذلك الوقت ثانيا :..,كان في مكة قادة في تلك الفترة هم تجار بني أمية وبعض القبائل ,وكانوا يعتبرون أنفسهم سادة قريش. فظهرت قوة داخل المجتمع تتبع قيادة الإسلام الجديدة ,مع مرور الأيام برز اسم الإمام علي {ع} فارتبط التشيع بظهور هذا الرجل ,علي بن أبي طالب (ع)، ابن عم النبي (ص)، وربيبه، فقد كان الإمام علي (ع)فهو اول فتى يعتنق الإسلام ،وعاش سنوات الدعوة في مكة، ولازم النبي(ص) بلا انقطاع، فنهل من ينابيع الإسلام الصافية، وقام بأدوار بطولية وإنسانية واجتماعية مهمة جدا .
(***) اول احتكاك بين علي(ع) وقادة مكة …يوم الهجرة بات علي(ع) في فراشه، معرضا حياته للقتل. فأعطى اعظم صفة الفدائية والشجاعة في الموقف ولكن القرود حولوها..!!( لأبين لك كيف قام القرود بتغيير الاسلام واوجدوا بديلا لتفسير القران) انظر الى اشهر المفسرين الطبري بتفسيره للاية {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ** /يقول الطبري تأويل قوله تعالى : “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ” دللنا على أن معنى ” شرى ” باع، أما قوله: ” ابتغاءَ مرضات الله ” فإنه يعني أن هذا الشاري يشري شيئا إذا اشترى طلبَ مرضاة الله.ثم اختلف أهل التأويل فيمن نـزلت هذه الآية فيه ومن عنى بها. فقال بعضهم: نـزلت (في المهاجرين والأنصار)، وعنى بها المجاهدون منهم في سبيل الله…وقال بعضهم: نـزلت في رجال من المهاجرين بأعيانهم. وذكر جماعة عن عكرمه .قال نزلت في صُهيب بن سنان، وأبي ذرّ الغفاري الغفاري : قال: أخذ أهل أبي ذرّ ـ أبا ذرّ، فانفلت منهم، فقدم على النبي(ص)فلما رجع مهاجرًا عرَضوا له، بطريق ظهران، فانفلت أيضًا حتى قدم على النبي(ص) أما صُهيب أخذه أهله، فافتدى منهم بماله، ثم خرج مهاجرًا فأدركه قُنقذ بن عُمير , فاخرج له مالا وخلَّى سبيله.
** راي اخر ذكره الطبري عمن كتب التاريخ ان قوله: ” ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله “قال )كان رجل من أهل مكة أسلم)، فأراد أن يأتي النبي (ص)ويهاجر إلى المدينة، فمنعوه وحبسوه، فقال لهم: أعطيكم داري ومالي وما املك.. اختلفوا اولا ثم وافقوا فأعطاهم داره وماله، ثم خرج; فأنـزل الله تعالى: ” ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله “، الآية. فلما دنا من المدينة تلقاه عُمر في رجال، فقال له عمر: رَبح البيعُ! قال: وبيعك فلا يخسر! قال: وما ذاك ؟ قال: أنـزل فيك كذا وكذا. وهناك عشرة قصص اخرى كلها تتحدث عن سبب نزول الاية , الا انها لا تذكر الامام علي(ع) ومبيته على الفراش . مناقشة الآراء.
{ حين نقول ان التفسير محرف يجب ان يكون لدينا دليل. الرواية التي تتحدث عن ( رجل) غير معروف خرج للالتحاق بالنبي(ص) في المدينة, هذه الاية نزلت في مكة قبل ان يصل النبي(ص) الى المدينة. ليلة الهجرة فمن يحترم عقول الناس يجب ان يكون منصفا على الاقل مع الله.
واخر اراءه يقول:عن عمر بن الخطاب وعن علي بن أبي طالب وابن عباس ، ان الاية تعني( كل آمرُ بالمعروف وناهي عن المنكر).ولم يتطرق الى قوله (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ).. وانها نزلت في علي . عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا .. الخ .
*** النقطة الثانية التي جلبت حسدا لأهل البيت(ع)هي المؤاخاة .حيث آخى رسول الله(ص) بين أبي بكر وعمر ،وحمزة وزيد حارثة، عثمان وعبد الرحمن بن عوف بن عوف ،وطلحة والزبير، وسلمان وأبي ذرّ الغفاري، ومصعب بن عمير وسعد بن أبي وقّاص، وبين أبي عبيدة ابن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة.قال الإمام علي(ع): «آخى رسول الله(ص) بين أصحابه، فقلت: يا رسول الله آخيت بين أصحابك وتركتني فرداً لا أخ لي! فقال: إنّما اخترتك لنفسي، أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى. فقمت وأنا أبكي من السرور» ..
فارتبط التشيع ظهوراً بالإمام علي بن أبي طالب(ع)، ثم ظهر مفهوما اخرا جعلهم مميزين على جميع البشر .. قوله تعالى: {ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}..
هنا ظهر في المدينة المنورة مفهومان جديدا .. الاول:الأمة الإسلامية، والثاني مفهوم : آل البيت، وكان النبي(ص) سيد الأمة ورأس آل البيت، وكان الإمام علي(ع) الثاني بعده في آل البيت. الإمام علي(ع) النموذج الكامل للشخصية المسلمة. لهذا كان من الطبيعي أن يتعلق به بعض المسلمين، ويرون فيه استمرار الرِّسالة، بعد انتقال النبي(ص) إلى الرفيق الأعلى. ولكنهم حرفوا المفهوم فقالوا : عن فلان وفلان عن أبي مالك, قال: كان رسول الله(ص) واسط النسب من قريش, ليس حيّ من أحياء قريش إلا وقد ولدوه; قال: فقال الله عز وجل: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ): ” إلا أن تودّوني لقرابتي منكم وتحفظوني”. يعني احفظوا مجتمع قريش فهم ال بيتي مما يستوجب محبتهم .هذا الموقف تكلم به الحسين(ع) يوم عاشورا.. يبدو ان القرود اشاعوا هذه الآراء .
رد عليهم الحسين بخطبته الاولى: / حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وملائكته وأنبيائه، فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه قال: ويحكم انسبوني معرفة من أنا، ثم ارجعوا أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن نبيكم، وابن وصيه وابن عمه؟ وأول مؤمن مصدق لرسول الله وبما جاء به من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عمي؟ أو ليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي؟ أولم يبلغكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فان صدقتموني بما أقول وهو الحق، والله ما تعمدت الكذب مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله، وإن كذبتموني فان فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، اسألوا جابر ابن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك. يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (ص) لي ولأخي أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟.فقال له شمر بن ذي الجوشن هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول فقال له حبيب بن مظاهر: والله إني لأراك تعبد الله على سبعين حرفا وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك ثم قال لهم الحسين{ع}: فان كنتم في شك من هذا أفتشكون أني ابن بنت نبيكم؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم، ولا في غيركم ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟ فأخذوا لا يكلمونه.. ثم خاطبهم باسماءهم .. وهم ساكتون لا يردون عليه لمعرفتهم انهم على باطل ويحاربونه من اجل طمع الدنيا.
لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا **فإذا همُ لا يملكون خطابا* يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم*******وملاذكم إن صرف دهر نابا ..هل جئت في دين النبيّ ببدعة******أم كنت في أحكامه مرتابا
أولم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع الـ *****ـثقلين فيكم عترة وكتابا…
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا******أحسابكـم إن كنتم أعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لو عظه******إلاّ الاسنَّـة والسهام جوابا
صلَّت على جسم الحسين سيوفهم****فغدا لساجدة الظبى محرابا
فقدم كل شيء في سبيل الله واخر سهم في كنانته طفله عبد الله الرضيع
عبد الله الرضيع هو رسالة الحسين{ع} الى كل الأجيال بأن الدين أعلى من كل شيء ولابد من التضحية لأجل الدين بكل شيء وعملها ابو عبد الله قدم القرابين وفدى بنفسه. اراد بعمله وموقفه الرسالي هذا ان يضغضع الحكم الأموي فأستأصلهم من الأجيال وبين وحشية بني أمية ومدى ظلمهم وإرهابهم وقساوتهم وبعدهم عن الدين.
**حينما قدم عبد الله الرضيع وهو آخر قربان قدمه الحسين لوجه الله كان يريد أن يقول لأصحاب الضمائر الحية لو أن الرجال كان لهم ذنب في معتقدهم فما ذنب الصغار والأطفال الرضع حتى جعلوهم عرضة للنبال والسهام.اظهرهم بلا دين .. والا أي شريعة تبيح قتل الاطفال والأبرياء.
رجع به الى عمته زينب .. ولسان حاله يقول: وقد نظمت بهذه الأبيات:
شِيعَتي مَهْما شَرِبْتُمْ عَذْبَ مَاءٍ فَاذْكُرُونِي.. أوْ سَمِعْتُم بِشَهيدٍ أوْ غَريبٍ فاندِبونِي … فأَنا السِّبْطُ الَّذي مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ قَتَلُونِي ..وَبِجُرْدِ الخَيْلِ بَعْدَ القَتْلِ عَمْداً سَحَقُونِي. لَيْتَكُمْ في يَوْمِ عاشُورا جَميعاً تَنْظُرونِي ..كيفَ أسْتَسْقِي لِطِفْلِي فِأَبَوْا أنْ يَرْحَمُونِي
.. خويه الطفل عني دغطيه.. انا مالي كلب يحسين اصد ليه.. اشوفه ذبيح وماد رجليه.. خفت من العطش لن يلحك عليه.. وهذا الخفت منه طحت بيه
يبني يعبد الله على فركاك.. صبري فنا ودرت ثداياك.. يا دين كلي لحرمله وياك نيشن عليك بسهم وارداك .. يبني التسر كلبي طلعته.. كسر خاطري مذبوح شفته .. شنهي الذنب يبني العملته .. عطشان ولسانك بلعته .. والماي حاضر ما شربته ..