في ربيع 1991 كان عمري 11 عاما
قدماي لم تلمسان الأرض ابي العظيم حملني على ظهره عنقه
عندما وصلنا الى تلك القرية شعرت انهما تتحركان
كنت العب بجوار الكوخ
سقطت جدتي عند موقد النار
حالتها لم تكن مستقرة كان ضغط دمها مرتفع
قرر ابي العظيم اخذها الى المدينة
قام بتأجير عربة وحصان ودليل
وضع مرتبة سرير ومفارش واغطية فيها من اجل جدتي
في الصباح الباكر
وضعني ابي العظيم على ظهر الحصان وجلس في المقدمة والدليل مسك الحبل
بعد عدة ايام وصلنا للمدينة
اتذكر تلك المشاهد الحية
المكان مكتظ بالبشر الجنود الغيوم الجوع الوجع
حمل ابي العظيم جدتي واخذها الى المستشفى الميداني
خيم ووحدات طبية متنقلة
بقينا عدة اسابيع لكن جدتي لم تتحسن وفارقت الحياة
خلال تلك الفترة تعرف ابي العظيم على ممرضة تركية
كانت تهتم بجدتي وتعاملها بلطف ورقة
ابي العظيم كان يتقن اللغة الانكليزية كانا هو والممرضة التركية يتحدثان معا
اتذكر انها كانت تضع يديها الناعمتين على رأسي وتمرر اصابعها بين خصلات شعري
تحضر لجدتي ولابي العظيم ولي وجبات الاكل مع العصائر
بيضاء البشرة شابة رشيقة تملك شعرا اشقرا كثيفا مجعدا
قالت لي
هل تريد الذهاب معي لاسطنبول
ضحك ابي العظيم وضحكت
اتمنى ان التقي بهذا الملاك ذات يوم
لاقول لها
انا لم انسى ولن انسى